أكد المدير العام للجمارك الجزائرية، محمد عبدو بودربالة، أمس، وجود تنسيق و«تعاون مكثف» بين مصالح الجمارك ووحدات الجيش الوطني الشعبي، من أجل مكافحة ظاهرة التهريب العابر للحدود والذي يتهدد الاقتصاد الوطني.
وكشف بودربالة، خلال زيارة عمل وتفقد إلى ولاية باتنة، أن مصالحه بصدد اقتناء تجهيزات حديثة تتمثل في سيارات رباعية الدفع وكذا مروحيات لتتبع المهربين ودحرهم، حماية للاقتصاد الوطني من «الصرامة» في مكافحة الفساد الذي من المحتمل أن يضرب هذه الهيئة التي تسهر على حماية المال والاقتصاد الوطنيين، مشيرا إلى أن العقوبات أصبحت محددة ومعروفة، وأن إدارة القطاع لم تهمل الجانب الاجتماعي للمنتسبين للجمارك، من خلال «التكوين الجيد» لهم، والذي سيتدعم باتفاق شراكة بين الجمارك الجزائرية وجامعة العقيد الحاج لخضر بباتنة، لتدريس الأعوان الجمركيين على غرار الحاصل في جامعة سطيف، مؤكدا الاستجابة لمطالب المستخدمين ومنها ما تعلق بنظام التعويضات، إضافة إلى أن مواد القانون تساير التحولات التي عرفها العالم في مجال العمل الجمركي مع اعتماد رتب جديدة في سلك الجمارك من أجل إعطاء دفع جديد في الجهاز من شأنه تشجيع الإدارة وجعلها أكثر جاذبية وفاعلية وهو ما يتجلى في أن «تصبح الجمارك الجزائرية محل إعجاب وثناء لدى الشركاء الغربيين».
ودافع بودربالة، على أداء أعوانه ودروهم «الكبير» في قمع ومحاربة كل الجرائم الماسة بالاقتصاد الوطني. وتابع بودربالة يقول: «لدينا حاليا 22 ألف جمركي، يؤدون واجبهم على أحسن وجه، ونسعى لرفع هذا العدد إلى 30 ألف في السنوات القادمة»، وهو ما يعكس، بحسب بودربالة، «حرص السلطات العليا للبلاد على حماية أمن وحدود الوطن وحماية الاقتصاد الوطني».
ونوّه المسؤول ذاته في هذا الاتجاه بالتدابير الجديدة المستحدثة من قبل إدارة الجمارك على غرار نظام الإعلام الآلي، الذي تقوم على أساسه 18 من المائة من عمليات الجمركة، بالإضافة إلى إجراء الجمركة عن بعد التي وصلت إلى 1569 عملية.
...ويدشن المدرسة الجديدة للجمارك
وبدا المدير العام للجمارك حريصا على «وضع» حدّ لمهربي الوقود، خاصة على الحدود الشرقية والغربية الجزائرية، لدى تدشينه مدرسة الجمارك الجديدة بمدينة حملة، والتي تتربع على مساحة 4 هكتارات بقدرة استيعاب 500 مقعد بيداغوجي، تحتوي على عدة ملاحق بيداغوجية. كما أشرف، أمس، على حفل تخرج الدفعة 14 لأعوان الرقابة، حيث تخرج 174 طالب وطالبة، أدوا استعراضات أمام المدير العام قبل أن يوافق على تسمية الدفعة باسم الشهيد العريق «قيدوم إبراهيم» الذي اغتالته أيادي الإرهاب خلال حاجز مزيف بمنطقة قرادو بباتنة، سنة 1996.
وتابع الطلبة المتخرجون، طيلة العام الدراسي تكوينا متخصصا، بدءاً بالتكوين القاعدي المشترك، وهو تكوين شبه عسكري يشمل كيفيات استعمال مختلف الأسلحة والطوبوغرافيا والإغاثة. أما في التكوين النظري، فأكد بودربالة أن الطلبة استفادوا من دروس في مجال التشريع الجمركي والمنازعات ومكافحة التهريب.
وسيلتحق الطلبة المتخرجون الجدد بزملائهم المتواجدين بمختلف مناطق الوطن، خاصة الحدودية منها والنائية، لأداء «رسالتهم النبيلة»، بحسب بودربالة، في حماية الاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر، أن المدير العام للجمارك قد أمضى اتفاقية بين مدير مدرسة الجمارك بباتنة ومدير النشاط الاجتماعي لتحويل المدرسة إلى مركز للمكفوفين ببوعقال 3، بكل تجهيزاتها وعتادها، وهو ما استحسنه ممثلو هذه الفئة، قبل أن يقوم بتوزيع بعض الكراسي المتحركة على ذوي الاحتياجات الخاصة، تضامنا معهم.