«مستحيل الإبحار... سنعود»، كانت هذه آخر الكلمات التي نطق بها البحارة الثلاثة من قسم القيادة بميناء الجزائر العاصمة قبل محاولتهم الإبحار، أمس، لكن الأقدار شاءت ألا يصلوا أبدا بعد أن ارتطم قاربهم بموجة هوجاء، حيث تم العثور على القارب محطما بشاطئ الصابلات بحسين داي فيما لم يتم العثور عليهم لحد كتابة هذه الأسطر.
كانت الساعة تشير إلى 21:00 ليلا حين فقدت قيادة الميناء الاتصال بالقارب المنكوب الذي كان في مهمة جلب القبطان من السفينة بعد دقائق معدودة من مغادرة الرصيف، وكان على متنه ثلاثة بحارة هم سلابي هشام، بجاوي رشيد وتفروخت سفيان.
وبحسب شهود عيان، فإن القارب أبحر في أجواء ممطرة ورياح هوجاء وصلت سرعتها إلى 80 كم/سا بعد تلقيه أوامر من قائد الميناء، هذا ما أفاد به رئيس فرقة البحارة «البوسكو» الذي رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي قائلا: «إن الظروف لم تكن تسمح بالإبحار، نظرا لقوة الرياح. فبعد أن قام قاربان آخران بمحاولة الإبحار، إلا أنهما سرعان ما عادا، لكن شاءت الأقدار أن يخرج القارب الثالث ولا يعود».
وكانت «الشعب» قد تنقلت إلى المكان الذي عثر فيه على الزورق محطما نتيجة الارتطام القوي بالأمواج الهائجة، حيث وجدت عائلات المفقودين في حالة جد صعبة في انتظار أي بصيص أمل بعودة أبنائهم. وقد صرح لنا قائد حرس الشواطئ، أن عملية البحث متواصلة إلى غاية العثور على البحارة الثلاثة.
فيما أكد لنا عمال الميناء، الذين كانوا في حالة هلع وحزن شديدين، أنهم تلقوا نشرية قبل يومين تفيد بعدم الإبحار لظروف جوية وإخلاء الميناء من السفن، لكن تجاهلها للنشرية حال دون ذلك، لتقع الكارثة ويذهب ضحيتها البحارة المفقودون لحد الآن، رغم محاولات البحث الحثيثة لحرس السواحل وزملائهم من قسم القطر الذين قاموا بعمل بطولي وجنبوا الميناء الوقوع في كارثة لا تحمد عقباها.
وقد قام وزير النقل عمار غول، بزيارة الميناء وأمر بتشكيل خلية أزمة لمتابعة الحادث.