أبرز، أمس، المتدخلون أهمية مراكز التكوين الإداري في تكوين إطارات بمختلف المستويات على مستوى الإدارات العمومية والهيئات الرسمية، مؤكدين على الدور الكبير الذي لعبه الفقيد أحمد مدغرى في إنشاء مدرسة عليا للإطارات، وذلك خلال منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، حول موضوع «تأسيس الإدارة الجزائرية بعد الاستقلال»، تكريما للفقيد في الذكرى الـ40 لرحيله، حيث قدم بعض رفقائه في الحركة الطلابية والثورة التحريرية شهادات عنه.
استعرض، أمس، دحو ولد قابلية، رئيس الجمعية الوطنية لقدماء التسليح «المالغ»، نبذة تاريخية عن المسار السياسي والثوري للفقيد أحمد مدغري في الذكرى الأربعين لرحيله، باعتباره مؤسس الإدارة الجزائرية بعد الاستقلال، حيث أشاد بشخصيته القوية وغيرته على عمله والارتقاء بالوظيفة الإدارية قائلا، إن الرجل كان يتمتع بشخصية قوية لا تتحمّل المضايقات وغيورا على صلاحيات وزارته، ونوعا ما عنيدا، كما أنه قام بإحياء المدرسة العليا للإدارة التي كان يدرّس فيها أساتذة من الطراز العالي.
وأشار في هذا الإطار، إلى أن أحمد مدغري كانت له خلافات مع الرئيس الراحل أحمد بن بلة في مسألة تعيين الولاة، حيث كان هذا الأخير يفضل توظيف عناصر من المنظمة الخاصة وفي اللجنة المركزية لحزب انتصار الحريات الديمقراطية على مستوى الإدارة، في حين كان أحمد مدغري يفضل توظيف شبان مثقفين متخرجين من إدارة جيش التحرير الوطني. كما تطرق ولد قابلية إلى الخلافات التي كانت بين الفقيد والرئيس الراحل هواري بومدين، فيما يخص المسائل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكذا الثورة الزراعية.
من جهته، أفاد عبد المجيد شيخي، مدير المركز الوطني للأرشيف، بأن الثورة كونت إطارات في مجالات عديدة، ما عدا الإدارة التي لم تكوّن فيها فردا واحدا، موضحا أنه بعد توقيف القتال وتشكيل الهيئة التنفيذية المؤقتة بدأ التفكير في شكل الإدارة، وشرع في التنفيذ مباشرة بعد الاستقلال، كون الدولة فكرت في إحداث جهاز يتولى إعداد موظفين على مختلف المستويات، فكان إنشاء المدرسة العليا للإدارة، حيث كان لأحمد مدغرى باع طويل فيها.
وأضاف شيخي، أن الفقيد لم يدخر جهدا في الوقوف بنفسه على سير المدرسة، مركزا على أهمية مراكز التكوين الإداري التي قدمت خدمات جليلة لمؤسسات الدولة، وللأسف أغلقت في الثمانينيات، نفس الأمر أكده محمد يزيد زرهوني وزير الداخلية الأسبق.