تصنع من الكلمات البسيطة القوة التي تعطي للشخص الدافع للمضي قدما في خطوات كانت قبل معرفتها مستحيلة، اختزلت الذات في عجلة الحياة.
أمينة عامة في جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية، مهندس دولة في الكيمياء الصيدلانية، هي منيرة غربي، إحدى السيدات اللاّئي يملكن قدرة الإقناع للتقدم، وإبراز الجانب الايجابي للشخصية التي تدرسها في سلاسة تامة، تتنقّل عبر تفاصيلها النفسية لتخرج من اللاّشعور خبايا اختبأت في ظلام دامس رغم أنّها مفاتيح قوة الشخصية التي تجعلها فعالة على المستوى الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، قالت منيرة غربي: إن بناء النفس وكذا التدريب البشري يعتمد على الآية الكريمة: {إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}، هي القاعدة الربانية التي تساهم في تحريك مكامن النفس البشرية، تحريك يعطي الشخص شحنة داخلية لتغيره نحو الأحسن،
علينا ألاّ نترك أفكارنا تديرنا». هي الكلمات التي يعتمد عليها التدريب البشري حسب منيرة غربي، فاللاوعي هو الخلفية التي نعتمد عليها لبناء أحكامنا، لذلك أوجد هذا العلم الجديد الذي يهتم بإعادة برمجة الأفكار الايجابية للشخص.
تعتمد منيرة غربي على فن الأسئلة لإخراج القدرات الكامنة بداخل الشخص، لأنّ اللاوعي مسئول عن الإجابة عن أي سؤال، و هذا ما يدرج في إطار علم الطاقة.
وهذا الأسلوب حسب منيرة غربي يساعد على تعلّم الشخص مهارة تحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها واتخاذ القرارات، والتخطيط السليم وإصدار القرارات دون تسرع، ما يجعل الشخص يكتسب مجموعة من القدرات، تتمثل في عدم التردد في تحديد الهدف أثناء التنفيذ، استخدام المعلومات والخبرات المتوافرة لديك في تحديد الأهداف،تفسير المعلومات أو التعبير عنها بطريقه جديدة، القدرة على التمييز بين الحقائق والآراء وبين الأسباب والنتائج، القدرة على تقديم المقترحات والخطط والتفكير بين البدائل والبحث عن الأفضل.
«حدّد أهدافك لكي تنجح»
هو المفتاح السحري الذي تضعه منيرة غربي بين يديك، وقبل أن تبدأ في تنفيذ أي فكرة يجب عليك أن تحدّد أهدافك من وراء تنفيذ هذه الفكرة وما ترغب في تحقيقه، وإن استطعت تحديد أهدافك فسيتحقق لك النجاح في أي موقف من المواقف الحياتية أو الدراسية.
هذه الخطة سبيلك للتخلص من التفكير السلبي الذي يعتبره المختصون في التنمية البشرية أكبر خطر يواجهه أي إنسان، لأنه يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس والسلوكيات، والنتائج السلبية كالأمراض النفسية والعضوية والشعور بالضياع والوحدة والخوف.
الاستشارية والمدرّبة منيرة غربي ولجت عالم التنمية البشرية بعد إصرار شقيقتها على حضور دورة التدريب «التخطيط الشخصي» تحت إشراف أحد المدرّبين المعروفين عربيا في المجال التنمية وتطوير الذات. وهناك كانت الانطلاقة في علم جديد يدرس العلوم الإنسانية والنفسية، بالإضافة إلى تقنيات فعالة لتغيير الذات، وكذا برمجة أفكار إيجابية وعلاج بعض الأمراض النفسية والعضوية.
وعن تكوينها الجديد، قالت منيرة غربي أنّ علم التنمية البشرية أعجبها كثيرا لأنّها بعد كل دورة كانت تكتشف أمورا جديدة مفيدة للشخص من بينها التدبر في ملكوت الله تعالى، كما تتلمذت على يد رئيس مركز للتدريب بباب الزوار والأستاذ الأكاديمي محمد أبو عبد الله، رئيس مركز بالمسيلة سعيد فرحات، وغيرهم من الأساتذة الذين جعلوا منها مدرّبة ومستشارة في شؤون الأسرة والطفل.
وعن التربية الفعالة للطفل، أكّدت منيرة غربي أنّ الدورة التدريبية المرتبطة بالبراءة يحضرها الوالدان خاصة الأم ليواجها سلبيات أسلوبهما وطريقتهما في تربية الأبناء، والتي تدفعهما إلى سلو كيات غير مرغوب فيها. وفي المقابل يتعلّمان الطريقة الصحيحة لجعل الطفل والمراهق يمتلكان روح المسئولية وشخصية قوية، لذلك ــ كما قالت منيرة غربي ــ أنّ الأبوين عليهما مرافقة الابن في تعلمه وتوجهه انطلاقا من مبدأ الحرية حتى لا يشعر أنّه مقيد، وأشارت إلى حقيقة أن الأولياء يريدون من الابن أن يكون نسخة طبق الأصل عنهم رغم أن الإنسان مسيّر لما خلق له لأن النجاح موجود في كل مجالات.
انتخبت منيرة غربي أمينة عامة للجمعية الوطنية الوعي والتنمية الاجتماعية الفرع البلدي لبلدية المدنية، التي تهتم بالمواطن من خلال برنامج صناعة الغد وتوعية الشخص والفرد في كل المجالات.