طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد عملية التكفل بالنازحين النيجريين في عاصمة الأهڤار

وصول 318 رعية إلى المركز المخصص لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين بتمنراست

تمنراست: بن حود محمد الصالح

في إطار الجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف لترحيل النازحين النيجريين استقبل، أمس، المركز المخصص  للمهاجرين غير الشرعيين النيجريين بتمنراست أول فوج لهم والمكون من 318 رعية. الفوج القادم من ولايتي الجزائر بـ 246 لاجئ والجلفة بـ 72 رعية، وجد كل التسهيلات التي تليق بهم وتترجم حرص الجزائر على معاملتهم في أحسن صورة تضامنية. وهو مبدأ ثابت في سياسة البلد الخارجية لا سيما ما تعلق منها بالشأن الإفريقي.

إنه مشهد عاشته جريدة «الشعب» بتمنراست، حيث سخرت الإمكنيات البشرية والمادية وجندت السلطات في هذه العملية. ولاحظت الشعب بعين المكان تسخير 09 حافلات مريحة لإيصال الرعايا النيجريين إلى تمنراست وتسخير شاحنة خاصة من أجل أمتعتهم إلى مركز استقبال بكل مقاييس الراحة.
لاحظنا ـ كذلك ـ تسخير مركز ضخم مجهز بكل ما من شأنه إراحة الرعايا، حيث عاينّا مرافقه وجاهزيته لمثل هذه المهمة الإنسانية والتضامنية.
رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر بتمنراست (الشيخ مولاي) قال في شهادته لـ»الشعب»: «مركز الاستقبال جهز بـ 100 شاليه من النوع الجيد، يستوعب 1200 شخص، أين يتم وضع كل 12 رعية في شاليه جهز بكل متطلبات الحياة، تم تهيئته بجميع المرافق لاستقبال المرحلين في أحسن الظروف».
 أكد الشيخ مولاي، أن الهلال الأحمر، كان قد نظم في وقت سابق أياما تكوينية في كيفية التعامل الإنساني مع الرعايا المرحلين لفائدة المتطوعين والذين بلغ عددهم 100 متطوع، منهم طلبة جامعيون والذين أبدوا حماسا في مشاركتهم بهذا العمل الإنساني.
 شدّد على هذا الطالب بوكار يوسف ممثل الإتحاد العام للطلبة الجزائريين قائلا : «الطالب الجزائري معروف بمشاركته الفعّالة في العمل التضامني ما جعله يشارك رفقة الهلال الأحمر في هذه العملية».

السلطات المحلية إمكانيات سخرت

وعرفت عملية استقبال الفوج الأول من المرحلين النيجرين حضورا للسلطات المحلية، وعلى رأسهم والي الولاية (محمود جامع)، في خطوة توضح مدى أهمية العمل التضامني الإنساني الذي اشتهرت به الجزائر وظلت في صدارة الدول تكفلا باللاجئين والنازحين الأفارقة.
قال محمود جامع، والي تمنراست في هذا الصدد: «حرصت السلطات المحلية بعاصمة الأهقار على توفير كل شروط الراحة للمرحلين من التغطية الصحية والأمنية لعملية تعتبر إنسانية بالدرجة الأولى».
وأضاف جامع: «من أجل هذا الهدف جندت مجموعة من المشرفين في المركز للسهر على راحة المرحلين النيجريين».

 الرعاية النفسية والصحية للنازحين

هذا، ومن أجل التكفل الجيد بالرعايا، تم تخصيص أخصائيين نفسانيين ومرافقين وطاقم طبي بكل المستلزمات للإشراف على المركز، وكذا مرافقة المرحلين إلى أن يتم تسليمهم إلى بلدانهم، وللوقوف على مدى التكفل بالرعايا من الجانب النفسي.
حسب مدير النشاط الاجتماعي والتضامن بتمنراست، شريبط درويش عبد الله، لـ»الشعب» فقد جند (02) أخصائيين نفسانيين على مستوى المركز، من أجل التكفل النفسي بهم، وكذا 05 مرافقين يسهرون على كل متطلبات الرعايا من تمنراست إلى غاية عين قزام الحدودية.
ومن الجانب الصحي، أكّد مدير الصحة بتمنراست (عمار بن سنوسي)، أن مصالحه ومنذ دخول قافلة المرحلين إلى تراب الولاية تم تسخير طاقم طبي مرافق لهم طيلة الرحلة، هذا وأكّد أنه تم تسخير طاقم طبي مكون من (04) أطباء و(04) شبه طبيين وسيارة إسعاف وصيدلية على مستوى المركز بالإضافة إلى مرافقة طبية للمرحلين إلى الحدود.

القنصل النيجري يستحسن العملية

من جهته، أبدى قنصل النيجر بتمنراست، محمد أبوبكر، في تصريح حصري لـ»الشعب»، ارتياحة للظروف المهيأة لترحيل رعايا بلاده منوّها بجهود الجزائر وما تقوم به من عمليات تضامنية وإنسانية مع النازحين الأفارقة ككل، وليس فقط النيجريين».
وقال القنصل إن هذا السلوك متعود عليه من دبلوماسية الجزائر، لا سيما الإفريقية ـ مضيفا ـ أنه من خلال معاينته مع المنسقين للمركز، وقف على توفر كل الشروط اللازمة للتكفل بالرعايا النيجريين.
وقال القنصل أن مصالحه قامت بكل الإجراءات اللازمة، من أجل تسهيل عملية ترحيل الرعايا النيجريين، خاصة المتعلقة بوثائق السفر وأسماء الأشخاص لتسهيل عملية التعرف عليهم، لإيصالهم إلى بلدهم، أين يتم استقبالهم في مركز بـ (أغاديس) والذي تم معاينته بحضور المنظمة الدولية للمهاجرين، ومنه يتم توزيع الرعايا على مناطق إقامتهم.
هذا وعبر القنصل عن ارتياحه لظروف انطلاق العملية حيث استحسنها وثمّن مجهودات السلطات في إنجاحها.
كما لمست «الشعب» ارتياح المرحلين الذين تجاوبوا مع شروحات وتوجيهات مؤطري الهلال الأحمر الجزائري المجنّد لانجاح هذه المهمة التضامنية الإنسانية.