طباعة هذه الصفحة

بولحجيلات :

“الخبرة السابقة في المنافسة القارية ساعدتني كثيرا”

نبيلة بوقرين

أكّد المدير الفني لوفاق سطيف ضياء الدين بولحجيلات، أن الفوز بكأس إفريقيا مؤخرا لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة عمل كبير ومتكامل من طرف كل القائمين على الفريق ومنذ فترة طويلة، إضافة إلى عامل الخبرة التي اكتسبوها من المشاركات الماضية في مختلف المنافسات القارية، وكان ذلك خلال نزوله ضيفا على جريدة “الشعب”.

وأرجع ضيفنا، النجاح المحقق على الصعيد في رابطة أبطال إفريقيا إلى التفاهم الكبير والتناسق الموجود في الفريق بين كل القائمين عليه بداية المسيرين والمدربين وصولا إلى اللاعبين في قوله: “ظروف اللعب في إفريقيا صعبة سواء من ناحية التنقل وكذا العوامل المناخية، إلا أننا سيّرنا الأمور بكل ذكاء في هذه المرة من أجل تفادي الوقوع في الأخطاء الماضية التي كانت دائما تؤدي إلى إقصائنا مبكرا من المنافسة”.
وأضاف محدثنا قائلا: “لأننا وظّفنا الخبرة والتجربة المكتسبة من قبل والتي علّمتنا أن المباريات في المستوى العالي تلعب على جزئيات صغيرة، خاصة في الأدوار المتقدمة أبرزها في نصف النهائي عندما اعتمدنا خلال تنقلنا إلى الكونغو على متن طائرة خاصة سمحت لنا بربح الكثير من الوقت وحافظنا على مردود اللاعبين بعد تفادي الإرهاق، حيث أخذنا كل الأمور على محمل الجد”.
تطرّق بولحجيلات إلى غياب كل الحواجز ما جعل الفريق يفوز باللقب القاري الأول بالصيغة الجديدة في قوله: “التتويج بكأس إفريقيا لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل كبير وتناسق في تسيير الأمور في كل المباريات التي لعبناها، بدليل أننا انهزمنا لمرة واحدة طيلة المنافسة، وذلك راجع إلى الاحترافية التي كانت موجودة في الفريق، حيث عملنا كعائلة واحدة وهذا الجو الرائع الذي صنعه كل الموجودين في الوفاق ساعدنا كثيرا من الناحية البسيكولوجية للفوز باللقب في الأخير”.
كما شكر المدير الفني للوفاق اللاعبين الذين ساعدوا زملاؤهم الجدد في الاندماج بسرعة مع الفريق ما جعلهم لا يضيعون الوقت في بداية العمل الجاد خلال فترة التحضيرات في قوله: “أوجّه الشكر الكبير للاعبين الذين كانوا متواجدين في الفريق لأنهم قاموا بعمل كبير فوق الميدان، وساعدوا زملاؤهم الجدد على الاندماج بسرعة ولهذا لم تكن هناك أي عقدة بين الجميع، ما جعلنا نباشر في التحضيرات من دون أي تأخير”.

«الوفاق أسقط كل “الطابوهات”
 حول المدرب المحلي
وعاد نجم الوفاق سابقا إلى الانجاز الذي حقّقه الفريق بإمكانيات محلية محضة في قوله: “الوفاق حقّق اللقب القاري بمدرب محلي ولاعبين محليين ولهذا فإننا أسقطنا كل “الطابوهات” التي كانت في السابق عن عجز المحليين في الوصول إلى هذا المستوى، ما يعني أن رؤساء الأندية الأخرى ستكون أمام الأمر الواقع لتغيير فلسفتهم في المستقبل”.
  أضاف بولحجيلات في ذات السياق: “أنا ضد فكرة الاعتماد على المدرب الأجنبي لأن المحلي هو الآخر بإمكانه أن يحصل على نتائج إيجابية في حال تم توفير المحيط الملائم، لذلك مثلما يحدث مع الأول و منحه الثقة الكافية والوقت اللازم من أجل العمل من دون ضغوط مثلما كان في الوفاق من خلال التركيز على عامل الاستقرار”.  

«الاستثمار في الكفاءات المحلية فكرة جيدة”
أما عن جانب الاستثمار في الكفاءات المحلية في مختلف الفرق التي تنشط في البطولة الوطنية قال ضيفنا: “ضروري أن نعتمد على خبرة اللاعبين السابقين للفرق الجزائرية، لأنهم قادرين على إفادة نواديهم ولو بالقليل في النجاح، وهذا ما سجّلناه في كل من إتحاد العاصمة ووفاق سطيف، كما أشكر كل من ماجر وبن شيخ لأنهم يدافعون على قدرات المدرب المحلي لأنه يستطيع أن يحقق نتائج إيجابية”.
وأكد بولحجيلات، أن الرؤساء في السابق كانوا يأتون بمدربين ليس لهم أي علاقة مع كرة القدم وهذا ما جعل المستوى ينخفض في قوله: “في السابق كان رؤساء الفرق الجزائرية يأتون بمدربين غير أكفاء وليس لهم أي علاقة مع كرة القدم ولهذا لم يتمكنوا من النجاح في تحقيق نتائج إيجابية لأنه لم يكونوا في مستوى الإشراف على نوادي كبيرة مثل الإتحاد أو مولودية الجزائر وغيرها، حيث يبقون الآن في وضع محيّر بعد الإنجاز المحقق من طرف الوفاق الذي كان كل يعمل باحترافية من خلال تفادي التدخل في صلاحيات الآخرين”.

«علامة استفهام كبيرة حول مستوى التحكيم”
وللإشارة، فإن اللاعب السابق للوفاق انتقد بشدّة مستوى التحكيم في الموسم الحالي بسبب الأخطاء المرتكبة في قوله: “أنا شخصيا لديّ علامة استفهام كبيرة حول مستوى التحكيم في البطولة في الموسم الحالي، لأنه لا يتماشى مع مستوى المباريات، خاصة التي تجري بين الفرق الكبيرة والتي تعرف ريتما عاليا فوق المستطيل الأخضر من طرف اللاعبين”.
وأرجع ضيفنا ذلك إلى نقص التحضير البدني من طرف الحكام، ما يجعلهم بعيدين عن المستوى العالي في قوله: “أعتقد أن الحكّام غير محضّرين بصفة جيدة من الناحية البدنية، ولهذا لن يستطيعوا مسايرة مستوى اللاعبين في السرعة، ما يجعلهم بعيدين عن أغلب اللقطات وهذا ما يؤثر على نتائج اللقاءات في أغلب الجولات”.
ومن جهة أخرى، كشف المدير الفني للوفاق أن الحكم لا يتحمّل المسؤولية لوحده في كل المباريات في قوله “مع كل ذلك، إلا أن الحكّام لا يتحملون المسؤولية لوحدهم في كل مرة، لأنه هناك بعض الرؤساء يريدون تجاوز أخطاءهم وضعف تسييرهم من خلال الحديث عن التحكيم لتفادي الانتقادات فيما بعد، ولهذا فإن الجميع يتحمّل جزاءً من المسؤولية”.

«التكوين عامل مهّم للنجاح في المستقبل”
ولم نفوّت فرصة تواجد بولحجيلات معنا للحديث عن ضرورة التكوين الذي أكّد أنه عامل أساسي للنجاح في المستقبل من خلال كسب لاعبين في المستوى في قوله: “التكوين عامل مهم وأساسي للنجاح بالنسبة لكل الفرق ولهذا عقدنا في الأيام القليلة الماضية اجتماعا مع ممثلين للفاف حيث تحدّثنا عن هذا الجانب، إضافة إلى منح شهادات الليسانس أو البطاقة المهنية من أجل تطوير هذا المجال في المستقبل”.
وكشف ذات المتحدث، أن الوفاق يملك مدرسة كبيرة وهي موجودة منذ سنوات وتخرّج منها عددا كبيرا من اللاعبين في قوله: “نحن نهتم بالتكوين منذ 20 سنة على الأقل، ولدينا مركز تكوين في سطيف يعمل منذ 10 سنوات كاملة ورغم النقائص الموجودة، إلا أنّنا يجب أن نواصل في هذا المسار خاصة بعد النتائج التي حقّقناها مؤخرا بوجود لاعبين تخرجوا من مدرسة الوفاق على غرار جحنيط، بوشار ومقراني”.
 وتطرّق إلى الأطفال المتواجدين حاليا والتي تحتوي على 350 طفل في قوله “مدرسة الوفاق حاليا تحتوي على 350 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، ولدينا مدربين أكفاء لتأطيرهم بشكل جيد في المستقبل من أجل المواصلة في حصد النتائج الإيجابية تحت إشراف الرئيس حمار الذي قدّم كل التسهيلات والإمكانيات من أجل النجاح”.