تعتبر عاصمة الأوراس باتنة، إحدى الولايات التي تشهد تنشيطا ثقافيا هاما، حيث ينتظم بها أسبوعيا العديد من التظاهرات الثقافية المختلفة، التي تحتضنها دار الثقافة، التي على الرغم من كونها “الوحيدة” الموجودة بإقليم الولاية، فهي تساهم بشكل كبير في إنعاش وتشجيع المواهب الفنية على اختلاف أنواعها من مسرح وغناء ورسم وفن تشكيلي وغيرها.
أكد “بن بختة فريد”، رئيس مكتب الجمعيات والمؤسسات الثقافية بمديرية الثقافة بولاية باتنة، لـ«الشعب”، على أهمية دار الثقافة محمد العيد آل خليفة في تكوين “وعي” ثقافي لدى المواطن الباتني الذي رغم “قلة” إقباله على دور الثقافة لحضور مختلف التظاهرات الفنية والثقافية، إلا أنه يقوم بتشجيع وإرسال أبنائه للانخراط في مختلف الورشات المنظمة بدار الثقافة.
حيث تحصي إدارة دار الثقافة انخراط العشرات من الشباب المتمدرسين وغير المتمدرسين الذين لديهم مواهب يحتاجون لمن يصقلها جيدا ويتابعها بعناية واهتمام وهو ما تحرص مديرية الثقافة ممثلة في دار الثقافة محمد العيد أل خليفة في تجسيده ميدانيا.
وأشار ذات المتحدث إلى أن دار الثقافة بولاية باتنة وهي الوحيدة ولائيا تعمل كل يوم ولأوقات متأخرة من الليل كلما كان هناك نشاط، وحتى وإن لم يكن هناك إقبال من طرف العائلات، إلا أننا نشتغل في كل الظروف وفي جميع الأوقات لتشجيع العائلات على القدوم لدار الثقافة وحضور مختلف الأنشطة المنظمة والعروض الثقافية والترفيهية والفكرية، التي غالبا ما تساهم فيها الجمعيات الثقافية الناشطة في الميدان والتي لا يتجاوز عددها 40 جمعية من حوالي 300 جمعية موجودة على الورق فقط.وتراهن دار الثقافة على نهاية كل أسبوع وفي العطل لتقديم أجود الأنشطة وأكثرها جماهيرية لتلبي كل أذواق سكان الولاية وتشجيعهم على الإقبال على نشاطاتها التي تتم بالتنسيق مع الجمعيات الثقافية، كما تلعب الأسابيع الثقافية دورا بارزا في تفعيل الحركة الثقافية بالولاية وتشجيعها.وبخصوص تعليمات وزيرة الثقافة الجديدة السيدة نادية لعبيدي والمتعلقة بضرورة فتح دور الثقافة وباقي المراكز الثقافية الموزعة عبر الوطن أمام العائلات الجزائرية بعد الخامسة مساء، أكد محدثنا أنها تعليمات في محلها ومديرية الثقافة بباتنة تعمل بها منذ مدة طويلة، كونهم يتفهمون أن عديد العائلات الجزائرية تعمل سواء تعلق الأمر بالرجل أو المرأة أو كلاهما وبالتالي فلا يوجد لهما مع أولادهما وقت طيلة ساعات العمل، والمتنفس الوحيد لهم هو فتح دار الثقافة بعد أوقات الدوام الرسمية، حيث أضاف المتحدث أن العائلات تستحسن دائما بقاء دار الثقافة مفتوحة، سواء لأبنائها لممارسة هواياتهم المفضلة من غناء ورقص ومسرح أو تمثيل، أو حتى حضور نشاطات على غرار العرض الأول الشرفي لفيلم البطلة الجزائرية لالا فاطمة نسومر والذي شهد إقبالا منقطع النظير من طرف تلاميذ المؤسسات التربوية.