استيقظ العالم العربي، أمس، على خبر وفاة أسطورة الطرب العربي، الفنانة اللبنانية الكبيرة صباح، عن عمر يناهز 87 سنة، حيث لن تطل الشحرورة هذه المرة على جمهورها لتكذب خبر وفاتها الذي تناولته وسائل الإعلام في عديد المرات، بعد أن سلمت روحها إلى بارئها، صباح أمس، إثر تعرضها لوعكة صحية مفاجئة.
الشحرورة صباح وبعد أن أمضت 6 عقود من عمرها في الغناء والتمثيل، تودع عشاقها من العالم العربي وهم يبكون رحيل قامة من قامات الفن العربي. شحرورة الطرب.. تطفئ آخر شمعة لها، بعد أن أضاءت بصوتها الشجي، وبحضورها القوي، الساحة الفنية، وتترك رصيدا فنيا هائلا لجمهورها وللأجيال الصاعدة.
وبحسب موقع «سيدتي»، فقد كان أمس الأول يوما عاديا للفنانة التي كانت لاتزال تقرأ تعليقات المحبين على آخر شائعة وفاة طالتها. وقامت إبنة شقيقتها التي ترافقها باستمرار بنشر صورة لها وهي تمسك الهاتف وتقرأ تعليقات المطمئنين عليها، وطمأنت كلودا المحبين إلى أن الصبوحة بخير.
في المساء شعرت الفنانة الكبيرة بضيق حاد في التنفس، فطلبت طبيبها الخاص بصورة عاجلة، وحضر الطبيب إلى الفندق حيث تقيم الصبوحة وبعد أن عاينها طمأن بأنها بخير وأن قلبها سليم.
وكانت صباح تشعر بغثيان حاد، فبقيت ابنة شقيقتها إلى جانبها إلى أن تحسّنت حالتها ونامت، فتركتها مع ممرضتها التي دخلت لتطمئن عليها عند الثالثة فجراً، فاكتشفت أن الصبوحة قد رحلت عن هذا العالم.
«وصية صباح»
أوصت صباح ابنة شقيقتها «كلودا» أن تبلّغ محبيها فور رحيلها أنها لا تريد منهم أن يبكوها أو يعلنوا الحداد عليها، وطلبت منها أن تبلغ الجميع أنها لا تريد دموعا، بل تريد ليوم رحيلها أن يكون يوم فرح وليس حزن، وأن يفرح الناس دائماً عندما يتذكرونها لأنها كانت حريصة دوماً على إسعادهم، وأبلغت أن تطلب من الجميع أن يبقوا على ذكراها وأن يستمروا بحبها لأنها ستحمل حبّهم في قلبها إلى مثواها الأخير.
ولأن الصبوحة طلبت من محبيها عدم الحداد، أصدرت عائلة الفنانة الكبيرة ونقابة الفنانين اللبنانيين ورقة جاء فيها، أنه «وبفرح كبير نعلن رحيل الأسطورة شحرورة لبنان، التي طلبت من محبيها ألا يبكوا في يوم وداعها». ومن المقرر أن يوارى جثمانها الثرى في مسقط رأسها في بدادون، الأحد المقبل، في مأتم رسمي وشعبي. «جانيت جرجس الفغالي» وهو اسمها الحقيقي، ولدت في حي «الفغالية» في وادي شحرور عام 1927، بدأت مسيرتها الفنية في سنّ مبكرة منتصف القرن الماضي، عبر الغناء في لبنان، قبل أن تنتقل إلى التمثيل والاستعراض. أطربت صباح العالم العربي بأكثر من 3000 أغنية، وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، غنت على مسرح «الأولمبيا» في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، لتصبح ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم تقف على خشبة هذا المسرح. كما شدت الشحرورة على مسارح عالمية أخرى، كـ»أرناغري» في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وشاركت في الكثير من المهرجانات.