التكوين ورشة حيوية ومفتوحة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية تؤشر لآفاق واعدة حقا، من أجل تحسين أداء المرفق العمومي وإدراجه ضمن استراتيجية بعيدة المدى لترقية الخدمة وفق منظور يرتكز على العصرنة والتحكم في إستعمال الوسائل التكنولوجية الجديدة.
وفي هذا السياق اعتبر المدير العام للموارد البشرية والتكوين بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، السيد عبد الحليم مرابطي، أن مسار التكوين الذي اعتمدته الوزارة يندرج ضمن التعليمات الصارمة الصادرة عن رئيس الجمهورية للتكفل بالموارد البشرية التي تعد صمام أمان لأي مشروع في الأفق.. أولته الحكومة في مخططها العناية القصوى في مرافقة أعوان الجماعات المحلية.. مشيرا إلى أن السيد وزير الداخلية والجماعات المحلية كان قد شدّد على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للتكوين على المستوى المحلي وكذا توسيعه إلى مجالات أخرى وهذا خلال لقاء بوهران مؤخرا.
وفي هذا الشأن كشف السيد مرابطي خلال استضافته بمركز الصحافة المجاهد أن ٦٠٠٠ عون معني بالتكوين تتراوح المدة مابين ٥ أيام و ٤٥ يوما وحتى سنة كل فئة لها أجندتها المخصصة لها، تتمحور حول تنظيم التسيير، الصفقات، النزاعات المواد البشرية والتمويل المحلي، كل هذه البرامج المعدة لهذا الغرض خصص لها اعتماد مالي يقدر بـ ٣٧١ مليون دينار، تمس أكثر من ٢٦٤ ألف عون بالبلديات، و ٦١٨ . ٥٢ عون في الولايات.. وفي هذا الإطار تنوي الوزارة فتح باب التكوين بالنسبة للمفتشين قريبا، وهذا بعد أن يشمل رؤساء البلديات والأمناء العامون ومسؤولو خلايا الإتصال، وهذا لإشراك الجميع في هذه الحيوية، كما أن هناك برامج تكوينية أخرى في طور الإعداد.
وأولى السيد مرابطي حيزا معتبرا لأعوان الاستقبال الذين يعدّون واجهة البلديات، خاصة ماتعلق بتوجيه المواطنين ووضعهم في الصورة اللائقة عند دخولهم مبنى المجلس الشعبي المنتخب.. وإخطارهم بأنهم في خدمته لتسهيل أشغالهم.. يضاف إلى كل هذا فئات أخرى معنية مباشرة بالتكوين منها خاصة المشرفين على الصفقات العمومية وهذا تحت متابعة أساتذة متخصصين وجامعيين كما أن التكوين متفتح على الخارج خاصة مع فرنسا وهناك ولاة ورؤساء بلديات وأعوان انتقلوا إلى هذا البلد في دورة تدريبية لمعرفة الكيفية التي يسير بها المرفق العمومي عندهم.
وهناك العديد من المراكز بداخل الجزائر من تحتضن هذه العمليات كالمدرسة الوطنية للإدارة، ووهران وبشار وورقلة والجلفة وقسنطينة وهناك نية قوية في توفير مركز تكوين بكل ولاية وبالتعاون كذلك مع جامعة التكوين المتواصل.
كل هذا من أجل إيجاد فضاء للحوار والتشاور بين منشطي هذه الدورات ورؤساء البلديات والإطلاع أكثر على الإنشغالات، ولابد من التأكيد أن هناك مطالب صادرة عن المشاركين من أجل تمديد أيام التكوين أكثر، وضمن هذا التوجه أكّد السيد مرابطي بأن البلديات تزخر بكفاءات عالية ومن كل المستويات والأصناف التعليمية يبقى فقط دعم هذه الفضاءات بتأطير كفؤ لذلك فإن وزارة الداخلية والجماعات المحلية فتحت مسابقة لتوظيف ١٣ ألف عون.
وبفسح المجال لرؤساء البلديات الحاضرين ثمّن عباز يحي رئيس بلدية غرداية عملية تكوين رؤساء البلديات، والتي يرى بأنها تحصنهم من أي إنزلاقات، في حين عدد رئيس بلدية قسنطينة العراقيل التي لاتسمح لرئيس البلدية بالتدخل السريع لحل بعض المشاكل القائمة كقطع الطرقات، وكذلك الإستيلاء على الأراضي الفلاحية وإقامة عليها سكنات هشة.
أما رئيس بلدية عين طاية السيد بلعمري فقد ركز على الإنسجام والعمل المنسق في مصالح البلدية خدمة للمواطن، وهذا بفتح الحوار مع المواطنين، والتواصل معهم في قضايا تخص بلديتهم، مؤكدا بأن البلدية بإمكانها حل المشاكل القائمة إلا التي تتجاوزها وتخرج عن صلاحياتها كالسكن وغيره، وطلب رئيس بلدية واد العلايق السيد فرحول أحمد بإعادة النظر في قانون الصفقات العمومية، لأنه يعطل عملية التنمية، كما شدّد رئيس بلدية الشلف السيد محمد تقية على ضرورة استشارة البلدية في مسائل إقامة المشاريع القطاعية، وإشراكها في مثل هذه القرارات، مبديا استعداده الكامل للتكوين عن بعد كي لاتترك البلدية شاغرة لمدة أيام.