طباعة هذه الصفحة

وفد إعلامي يرصد أولى ثمار استراتيجية الصناعة البتروكيماية بأرزيو

أكبر مجمع لإنتــاج اليوريــا والأمونياك يدخل حيز التشغيل قريبـا

مبعوث الشعب حمزة محصول

بدأت إستراتيجية النهوض بالصناعة البتركيماوية تفرض نفسها في الميدان كبديل  نموذجي لقطاع الغاز والبترول، حيث سيشرع قريبا في جني عائدات أكبر مجمع لإنتاج اليوريا والأومونياك في العالم بالمنطقة الصناعية لأرزيو، والذي سيلبي الطلب الوطني ويوجه أغلب ناتجه نحو الأسواق العالمية.فيما حصلت 500 مليون دولار كعائدات من تصدير المادتين من مصنع سورفات في ظرف سنة. هذا ماتوقف عنده الوفد الصحفي في زيارة موجهة نظمتها سوناطراك.
المنطقة الصناعية أرزيو:
فتحت الجزائر آفاق جديدة لتنمية حجم صادراتها خارج قطاع المحروقات، ونجحت في تجسيد مشروع «مجمع إنتاج الآمونياك واليوريا» بأرزيو بوهران، في إطار شراكة بين سونطراك ومجمع بهوان العماني ليتولد عنه ما سمي ب «الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة» التي تولت إنجاز المجمع الذي سيصبح الأول عالميا من حيث الطاقة الإنتاجية.
وكشف طايبي سعيد نائب المدير العام للشركة المشرفة، في شروحات قدمها للوفد الصحافي الذي حل في زيارة منظمة من قبل مديرية الاتصال والعلاقات العامة لسونطراك، أن المجمع يضم وحدتين لإنتاج الأمونياك السمادي بقدرة 2000 كم متري في اليوم، أي بطاقة إجمالية تناهز مليون و360 ألف طن سنويا، ووحدتين لإنتاج سماد اليوريا بحجم 3500 طن يوميا مايعادل إجمالا 2.4 مليون طن في السنة، وسيتعزز المشروع بوحدة ثالثة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقدرت القيمة المالية للاستثمار ب 2.6 مليار دولار، ونجم عنه استحداث 550 منصب شغل مباشر و500 وظيفة غير مباشرة ويمثل العمال الجزائريون 75 بالمائة من اليد العاملة بالمجمع على أن ترتفع النسبة نحو 90 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث سكتسب خبرة وتأهيلا أكبر نظير احتكاكها بالأجانب.
وحرصا على الاستغلال الأمثل للمشروع ، حرصت شركة سونطراك على تكوين 60 مهندسا و 200 تقني بالخارج، سيتولون الإشراف على العملية الإنتاجية عبر كامل المراحل.
المجمع سيلبي الطلب المحلي من سماد اليوريا الذي سيوجّه للأشجار المثمرة وكذا الأمونياك، ورغم أن السوق الوطنية لم تحدد طاقة احتياجاتها بعد إلا أنها ستستفيد من المادة المنتجة بتخفيض يقدر بـ 50 بالمائة من السعر المتداول في السوق العالمي، وأكد طايبي سعيد أن «الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة ملتزمة بسد الطلب الداخلي مهما كانت قيمته»، بينما ستوجه النسبة الكبرى للإنتاج للتصدير نحو آسيا، أوروبا وبلدان أمريكيا اللاتينة.
وأطلع إطارات المجمع الوفد الصحافي على كافة المكوّنات والوسائل المتعلقة بالمنشأة الضخمة، وحسب زنداكي إسماعيل رئيس دائرة المرافق فإن الوحدة الأولى، دخلت حيز التجربة منذ أزيد من شهر، وسيشرع في استغلالها مطلع جانفي المقبل، بينما ستنطلق عملية الإنتاج الثانية بعد 3 أشهر تقديريا.
ويحتوي مجمع إنتاج اليوريا والأمونياك، على محطة توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 32 ميغاواط، تضمن التزود الذاتي بالكهرباء ومستقلة عن شركة سونلغاز، كما تتوفر على 3 وحدات لتحلية ومعالجة المياه الصناعية والمستعملة وكذا نظام لمراقبة المحيط.
وفي هذا الإطار، ذكر ميستاري سيدي محمد رئيس دائرة المخبر والتحاليل والبيئة، أن المصنع شيد وفق معايير تضمن سلامة المحيط والبيئة، حيث تم غرس حزام أخضر من الأشجار تساهم في تخفيض حدة تلوث الهواء إلى جانب نظام تقني يراقب شكل الانبعاث وتكييفها مع نظافة المحيط.
وإلى جانب قاعات التحكم الرئيسية والثانوية، يتوفر المصنع على رصيف بحري للشحن، بحجم 1200 طن في الساعة لليوريا، و1000 طن لسماد الأمونياك، ويتوفر على تقنية شحن سفينتين في ذات الوقت.
500 مليون دولار مداخيل مصنع «سورفات»
غير بعيد عن المجمع العملاق، دخل مصنع «سورفات» لإنتاج الأمونياك واليوريا الذي أنشأ في إطار الشراكة بين سونطراك وأوراسكوم، منذ حوالي 14 شهرا، حيز الخدمة وصدر للخارج ما يناهز 1.54 مليون طن متري من سماد الأمونياك، و880 ألف من اليوريا، حسب ما أكده بن مماس يزيد نائب المدير العام للشركة، خلال الشروحات التي قدمها للصحفيين.
وقال أن قيمة الصادرات بلغت 500 مليون دولار، ما جعل سورفات تحتل المرتبة الثانية بعد سونطراك من حيث أكبر مصدر للأسواق الخارجية، وأوضح أن سعر الأمونياك يشهد ارتفاعا متواصلا في الفترة الحالية دوليا (600 دولار طن)، رغم تدني أسعار النفط عكس اليوريا التي تراجع سعرها إلى 370 دولار للطن.
وعن القيمة المالية لإنشاء المصنع، كشف المتحدث أنها بلغت 1.6 مليار أورو، ووفّرت حاليا في مرحلة الاستغلال 655 منصب عمل مباشر منهم 106 عمال أجانب، و337 منصب غير مباشر كلهم جزائريون يعملون في إطار المناولة.
وفي سياق متصل، كشف بن مماس، أن المصنع حصل 2 مليار دينار من السوق المحلية، مؤكدا القدرة على تلبية الطلب الوطني بسعر تحفيزي خاص، مضيفا أن الجزائر لن تستورد من الآن فصاعدا مادتي اليوريا والأمونياك كما كان الحال سابقا وستصبح من بين أكبر المصدرين بالنظر لطاقتها الإنتاجية المعتبرة التي ستتعزز مع دخول مجمع الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة كليا حيز الاستغلال.
ويضم مصنع سورفات وحدة خاصة بإنتاج المادتين بقدرة 2200 طن متري يوميا للأمونياك و3450 طن يوميا لليوريا، ووحدة ثانية لإنتاج سماد الأمونياك بقسميها وهي نقطة الاختلاف مع المجمع.