لم يوفق المنتخب الوطني في الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2015، حيث سجل أول انهزام له، بعد 5 انتصارات متتالية وذلك أمام نظيره المالي في المباراة التي احتضنها ملعب 26 مارس بباماكو بنتيجة 2 ـ 0.
علما إن أشبال المدرب غوركوف كانوا قد ضمنوا التأهل رسميا منذ الجولة الرابعة من المنافسة. ورغم أن طموحات «الخضر» كانت كبيرة لإنهاء الإقصائيات بدون انهزام، إلا أن الميدان فرض عكس ذلك.
تغييرات عديدة... ودوخة يفرض نفسه
ويمكن القول إن الناخب الوطني أجرى عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية مما أفقدها نوعا ما التوازن مقارنة بالخرجات السابقة، وهذا من أجل إعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين ورؤيتهم في المنافسات الرسمية قبل الدورة النهائية.
ولذلك، فإن الحارس دوخة لعب أساسيا هذه المرة، بعدما حرس زماموش المرمى في المباراة الماضية، في غياب الحارس الأساسي الأول مبولحي لأسباب عائلية. واختار غوركوف تشكيلة ذات طابع دفاعي بوجود في الدفاع كل من غولام، بلكالام، مجاني وزفان.. هذا الأخير الذي لعب أول مباراة له في المنتخب الوطني. كما أن خط الوسط، وعلى غير العادة، تشكل من مصباح، كادامورو، فغولي ولحسن. ولم يقدم هذا الخط ما كان منتظرا منه، خاصة كادامورو الذي لم يقدم المردود الذي تمنيناه وظهر منرفزا وأثر على زملائه في منصب غير الذي يلعب فيه، في حين أن الخط الأمامي شغله الثنائي سليماني وسوداني.
سيطرة مالية... وضربة جزاء قاسية
وبما أن الاختيار كان دفاعيا، فإن السيطرة كانت مالية بالطول والعرض في الشوط الأول الذي عرف تسجيل عدة فرص خطيرة لزملاء ياتاباري، الذين اصطدموا باللياقة الممتازة للحاس الجزائري دوخة، الذي كان فعلا جد مهم في مرماه. لكن مع توالي الحملات المالية في منطقة الخطر، تحصل كايتا على ضربة جزاء (د27) بعد لقطة مع المدافع مجاني والتي كانت قاسية جدا، حولها نفس اللاعب - أي كايتا - إلى هدف أول بقذفة وسط المرمى.
وبعد هذا التقدم لم تتغير أشياء كثيرة في اتجاه المنتخب الوطني الذي واصل لعبه الدفاعي وعدم المغامرة بعدد كبير من اللاعبين، الأمر الذي كان دائما في صالح أشبال المدرب كاسبيرزاك الذين ضاعفوا من هجماتهم عن طريق مصطفى ياتاباري وكايتا. وكان الثنائي مجاني - بلكالام في الموعد، إلى جانب الدور الكبير للحارس دوخة الذي يمكن اعتباره الحارس الثاني بعد مبولحي، بالنظر للتدخلات العديدة التي ساهم بها في الحفاظ على هذا العدد من الأهداف في المرحلة الأولى.
لكن مع انطلاق المرحلة الثانية واصل الفريق المالي، الذي كان يجري وراء تحقيق التأهل، إلى غاية الدقيقة 52 التي شهدت توقيع الهدف الثاني للنسور عن طريق ياتاباري، الذي خادع دوخة بقذفة اصطدمت بأحد اللاعبين ودخلت الشباك، أين تقدم الماليون بـ2 - 0.
دخول براهيمي ومحرز لتعزيز الهجوم... لكن؟
بعد دخول تايدار في بداية الشوط الثاني، اضطر غوركوف في الدقيقة 57 إجراء تغييرين في وقت واحد، بدخول كل من براهيمي ومحرز لمحاولة العودة في النتيجة، كون الحملات الهجومية كانت غائبة. وبدأت الآلة تتحرك من خلال تقديم كرات للهجوم، ولمسنا تحسنا في أداء الخضر في وسط الميدان، لكن السيطرة المالية كانت حاضرة دائما، وهدد ياتاباري وماتومو ندياي مرمى الفريق الوطني عدة مرات، لكن دوخة كان بالمرصاد إلى غاية نهاية المباراة التي عرفت أول انهزام للفريق الوطني، كون المباراة كانت أكثر للوقوف على إمكانات أكبر عدد ممكن من اللاعبين في وضعيات مختلفة، والتي قدمت عدة معلومات للناخب الوطني.
وخدمت النتيجة المنتخب المالي الذي يرافق المنتخب الجزائري في مجموعته إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 بغينيا الاستوائية، كون المباراة الثانية لهذه المجموعة انتهت بالتعادل الأبيض بين أثيوبيا ومالاوي.
البطاقة الفنية
ملعب 26 مارس بباماكو، أجواء ساخنة، أرضية جيدة، جمهور قليل، التحكيم للغاني جوزيف لامبيتي..
الأهداف: سايدو كايتا (د28 ض.ج)، ياتاباري (د52) لـ»مالي».
مالي: سومايلا دياكيتي، ساليف كوليبالي، دياوارا، كوناتي، آداما طامبورا، سايدو كايتا، ياكوبا سيلا، سيغاماري ديارا (دومبيا د81)، سامبو ياتاباري، شيخ دياباتي ومصطفى ياتاباري (محمد تراوري د89).
المدرب: كاسبرزاك.
الجزائر: دوخة، زفان، بلكالام، مجاني، غلام، كادامورو (تايدر د46)، لحسن، فغولي، مصباح (براهيمي د56)، سوداني (محرز د56) وسليماني.
المدرب: غوركوف.