دعا مديرو المؤسسات التعليمية الخاصة، وزارة التربية الوطنية إلى مرافقتهم في مسار تكوين معلميهم وأساتذتهم في كل الأطوار.. لتحسين المستوى الذي تقهقر على المستويين المتوسط والثانوي، في حين أن الإبتدائي يحقق نتائج إيجابية، وهذا استنادا إلى دراسة جادة وتوجيهية أعدتها مصالح مديرية التربية للجزائر غرب.
وشدّد المتدخلون خلال لقاء أشرف عليه السيد محمد الطاهر ديلمي، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، أمس، بقاعة الاجتماعات للجنة الحفلات لمدينة الجزائر، على ضرورة إعادة النظر فيما يعرف بالتأطير البيداغوجي لهذه المؤسسات، وهذا بتسطير برنامج مكثف يكون لصالح السلك التربوي.
وقد استهل السيد ديلمي افتتاح هذا اللقاء، بالإشارة إلى فضائل الحوار والتواصل مع الآخر.. لإزالة كل غموض تجاه قضايا معينة، خاصة الأحكام المسبقة، التي لحقت بهذه المؤسسات.. تمهيدا لإدراج انشغالات هؤلاء ضمن المطالب التي ستطرح خلال الندوة الولائية الجامعة للقطاع المعني في غضون الأيام القادمة.
وأشارة السيد ديلمي، إلى أنه لا يمكن أن تبقى هذه المؤسسات على الهامش.. نظرا لما يتوافد عليها من المتمدرسين والذين وصل عددهم إلى أكثر من ٣٠٠ ألف تلميذ، ناهيك عن الطاقم التربوي.. طالبا من الحضور إختيار ٥ ممثلين عنهم، قصد التنسيق معهم فيما يتعلق بالمطالب المطروحة.
مباشرة أحال السيد ديلمي الكلمة إلى ممثل مدير التربية وسط، الذي أوضح بأن هناك ٣٨ مؤسسة تعليمية خاصة على مستوى المنطقة، تضم ٧٨٥٣ تلميذ، مؤكدا على أن هذه المؤسسات تحترم دفتر الشروط المعد لهذا الغرض، وتلتزم بكل ما ورد في مرسوم التأسيس رقم ٤٣ ـ ٠٥ المؤرخ في ٨ نوفمبر ٢٠٠٥.. في حين قال ممثل مديرية التربية شرق، أن هناك ٢٨ مؤسسة بـ١٠٥٦٢ تلميذ.. وكل سنة يسجل فتح ٣ أو ٤ مدارس.. ومن أجل تسهيل نشاطها الإداري هناك مكتب خاص ينظم عملية حركة انتقال التلاميذ من مؤسسة لأخرى.. معترفا بوجود عودة قوية إلى التعليم العمومي (١٤٧ في الإبتدائي، ١٤٣ في المتوسط و١٠٠ في الثانوي).
وقدّم ممثل مديرية التربية جزائر غرب، عرضا هاما ومفصلا عن طريق “دتاشو” حمل إحصائيات وأرقام، جديرة بالمتابعة.. إذ توجد على مستوى هذه الجهة ٨٦ مؤسسة بـ١٠١٥٥ تلميذ بنسبة 6,43٪ من مجموع عدد التلاميذ المتمدرسين بالمقاطعة والمقدرين بـ18.898 تلميذ.. وتعتبر كل من بئر مراد رايس والشراقة الأكثر إستقطابا لهذا النوع من التعليم، ويلاحظ هنا بأن عدد التلاميذ المتوجهين إلى التعليم العام بعد دراستهم في القطاع الخاص هام (٢٧٩ في الإبتدائي، ٢٤٥ في المتوسط و٢٨٣ في الثانوي)، والمجموع أكثر من ٨٠٠ تلميذ. وقدر النجاح بنسبة 55,12 وطنيا، و33,46 ولائيا، حيث أن هناك تباينا صارخا في النتائج.. لم تعط له القراءة اللازمة خلال هذا اللقاء.
ولم يكتف الأمر بعرض كل هذه المسائل، بل كشف الطيب آيت وراتس، مكلف بالصحة المدرسية، أن هناك 33.958 تلميذ تحت مراقبة ٩٦ وحدة كشف صحي بالمؤسسات التعليمية الخاصة، يتابعهم ٢٥٠ طبيب، و٢٤٢ طبيب أسنان و١٤٩ طبيب نفساني.. مبديا تحفظا على تسمية هذه الفضاءات بالمدارس، بل هي مؤسسات فقط. كونها لا تتماشى مع مرسوم التأسيس، الذي يحدد مجموعة من الشروط لإطلاق تسمية “مدرسة”، والمشكل في مرض السكوليوز (إعوجاج الظهر)، وتسوس الأسنان (٤٣٢٦ حالة).
وأعاد مديرو هذه المؤسسات نفس المشاكل التي تتكرر كل سنة وهي انعدام العقار، النقل، التحويلات من مؤسسة لأخرى، تراخيص السن لمزاولة الدراسة، كثرة الضرائب، إجراءات إدارية ثقيلة جدا وبيروقراطية.
بن منصور: ضرورة مراجعة دفتر الشروط
أما السيدة بن منصور رشيدة، رئيسة الجمعية الوطنية للمدارس الخاصة الجزائرية، فقط طالبت بمراجعة دفتر الشروط الذي تجاوزه الزمن ولم يعد صالحا.. وفي هذا الصدد، فإن هناك وعودا من الوصاية بإصلاحه قريبا، خاصة ما تعلق بكيفية منح الإعتماد وإنشاء مدرسة خاصة، بالإضافة إلى غياب أراض لبناء مثل هذه المدارس، والنقص في المكوّنين والأيام البيداغوجية، والمشاركة في إعداد الإمتحانات..والمواد الإضافية (كاللغات الأجنبية).. والمطالبة بإلغاء صفة “السجل التجاري” على المدرسة.. وغيرها من الإنشغالات التي ما تزال تراوح مكانها منذ سنوات عديدة.