حذر باحثون جزائريون من تفشي ظاهرة العنف، مستندين في تحليلاتهم إلى دراسات أنجزت بجامعة مستغانم. وقال الباحثون الناشطون في مختلف الفروع والدوائر العلمية إن انتشار موجة العنف تفرض مزيدا من تنسيق الجهود بين جميع المتدخلين في المجال وليس فقط الاقتصار على المقاربة الأمنية.
وبحسب المتدخلين فإن للعنف مصادر عدة، منها الرياضة والأسرة والمجتمع وتعتبر الرياضة، بحسب علماء الاجتماع، نظاما من أنظمة المجتمع.
شخّصت “جمعية أكرم لا للعنف” الناشطة بوهران، الظاهرة في عدة مجالات، تحت عنوان “العنف المجهول”، يترجم مختلف أنواع التصرفات السلبية المجانية، فالأنصار عادة ما يعبّروا عن ضغوطات وعوامل أخرى بالتكسير والسب والشتم داخل الملاعب دون هدف معين.
وقال رئيس الجمعية السيد بوبكر، شارحا أكثر: “إن مشكلة العنف يمكن أن تحل تدريجيا، إذا اشترك الفاعلون في معالجتها من القاعدة”، في إشارة منه إلى أطفال المدارس، داعيا إلى ترقيم مقاعد المدرجات وفق التذاكر ووضع برامج لتأطير أنصار ومشجعي الأندية وحث هذه الأخيرة على توطيد علاقتها بجماهيرها.
بدوره، مدير المركب متعدد الرياضات بوهران، لحمر بومدين، ذكر أن من بين العمليات الإجرائية المتخذة مؤخرا، تحسين التنظيم الأمني والوقائي وضبط وتنظيم عمليات دخول وخروج المتفرجين، وتوفير الكثير من المرافق العامة والمتطلبات الخاصة بالمتفرجين.
وأعلن نفس المتحدث، أن أعمال العنف بملاعب وهران، تراجعت بنسبة 80٪، ويعود ذلك، بحسبه، إلى مختلف الإجراءات المتخذة، في مقدمتها عمليات التفتيش قبل وبعد الدخول وإجبارية بطاقة التعريف، مؤكدا أن “الشغب” ليست علامة مشجّعة للمجتمع الجزائري.
وشدّد المكلف بالإعلام بأمن ولاية وهران، رحماني عبد الرحمان، في تصريح لـ«الشعب”، على أن المسؤولية تتحمّلها جميع المؤسسات والمتعاملين في المجال، مطالبا بمزيد من التعاون مع رجال الشرطة لحفظ الأمن، والبحث في كيفية تطبيق جملة التدابير.
وذكر المتحدث، أن المديرية العامة للأمن الوطني تحت إشراف اللواء عبد الغني هامل، عازمة هذه المرة على وضع حدّ لهذه الظاهرة المسيئة والمشينة.
وتحدّث الضابط خصوصا عن “العنف بالملاعب”، وكذلك بين الأطفال في مختلف المؤسسات التربوية، وأكد على أهمية الاستثمار في الناشئة وبناء حصون السلام في عقول الصغار وتشجيعهم على تبنّي قيم العيش معا والتنمية المستدامة.
عن التدابير المتخذة في تأمين الملاعب قال الضابط: “لابد من وضع الآليات المساعدة في تسيير حسن للتظاهرات الرياضية، ليكشف عن جملة التدابير المتخَذة من قبل مديرية الأمن الوطني بوهران لتأمين المنشآت الرياضية والسير الحسن للمباريات داخل الملاعب؛ من خلال الدفع بعدد كبير من رجال الشرطة في المباراة الواحد، مؤكدا على أهمية الحملات التحسيسية والوقاية ضد العنف بكل أنواعه الجسدي والفيزيائي واللفظي وحتى الفكري.