تعرف أسواق المحروقات متابعة عن كثب من الخبراء في كافة العواصم المصدرة بما فيها الجزائر التي تراقب التقلبات وتعد الترتيبات التي يتطلبها الموقف عشية انعقاد اجتماع لمنظمة “اوبيك” المقرر في 27 نوفمبر الجاري بمقرها في فيينا لدراسة سياستها الإنتاجية في ظل تدهور الأسعار، في وقت تدعو فيه عدة دول أعضاء وعلى رأسها فنزويلا والإكوادور بشكل صريح إلى خفض الإنتاج، من أجل كبح تراجع الأسعار.
وحسب التقرير الشهري لاوبيك الصادر أمس سجل تراجع للمعدل الشهري لأسعار خام الصحاري الجزائري فترة أكتوبر الماضي بأكثر من 9 دولار ليبلغ 61, 87 دولار للبرميل، مشيرة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 10, 97 دولار للبرميل في سبتمبر إلى 61, 87 دولار للبرميل بانخفاض قدره 41, 9 دولار، وهذا بالموازاة مع الهبوط العام للأسعار الشهر الماضي حيث تراجع إجمالا سعر سلة “أوبيك” ب92, 10 دولار ليبلغ 06, 85 دولار للبرميل. ومع ذلك يظهر تقرير المنظمة أن خام الصحاري الجزائري يعد الأفضل سعرا بين كل خامات المنظمة متوقعا أن ينهي عام 2014 بمعدل أسعار سنوي يبلغ 12, 105 دولار للبرميل بانخفاض يقارب أربعة دولارات مقارنة بالعام الماضي 2013 الذي سجل معدل 08, 109 دولار للبرميل. كما كشف التقرير كما أوردته “واج”انخفاضا طفيفا ب 8 آلاف برميل يوميا في حجم إنتاج الجزائر من النفط خلال الشهر الماضي حيث بلغ 175, 1 مليون برميل/ يوم في أكتوبر مقابل 183, 1 مليون برميل يوميا في سبتمبر استنادا لبيانات رسمية جزائرية، علما أن صناعة النفط الجزائرية عرفت في السنوات الأخيرة استقرارا في الإنتاج عند حدود 2, 1 مليون برميل/يوم يوميا. وتعد الجزائر ثالث مموّن للولايات المتحدة بالنفط الخام في أكتوبر بعد كل من كندا وروسيا، حيث صدّرت حوالي 38 ألف برميل يوميا إلى أكبر اقتصاد في العالم.
واستنادا إلى مصادر ثانوية (غير حكومية) فإن أجمالي إنتاج منظمة “أوبك” تراجع بشكل طفيف إلى 25, 30 مليون برميل يوميا في أكتوبر بسبب تراجع مستويات الإنتاج في العراق. وأبقت المنظمة من جهة أخرى على توقعاتها بخصوص نمو الطلب العالمي حيث تنتظر المنظمة نموا يقارب 05, 1 مليون برميل يوميا ليبلغ الطلب حوالي 2, 91 مليون برميل يوميا. وفي ظل تقلبات مؤشرات أسواق المحروقات يتطلع الاقتصاد الوطني لتدعيم موارده المالية من خلال تنمية الإنتاج الذي تقوم به الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك عن طريق الرفع من وتيرة الاستكشاف والاستغلال مع حوكمة التسيير، وكذا بواسطة تحسين إنتاجية القطاع الصناعي ومختلف ركائز الاقتصاد الأخرى عن طريق الشراكة الوطنية والأجنبية التي تعتمد الاستثمار المنتج كعربون ثقة في السوق الجزائرية الواعدة.