طباعة هذه الصفحة

سيلا 2014 سجّل أكثر من مليون و400 زائر

المحافظ يؤكد نجاح الصالون.. والناشرون ينتقدون عدم إشراكهم في التنظيم

قصر المعارض : أسامة إفراح

اختلفت الآراء وتضاربت حول تقييم الطبعة التاسعة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب، التي أسدلت ستارها مطلع الأسبوع.. ولكن الإجماع على الإدارة الحسنة والمجهود المحسوس كان هو المسيطر، وهو ما أكده محافظ التظاهرة، ولكن هذا لم يمنع بعض الناشرين الذين اقتربت منهم “الشعب”، من تسجيل بعض النقائص التي أثرت بطريقة أو بأخرى على التقييم العام لـ«سيلا 2014”.

ولعل أول من تحدث عن نجاح هذه الطبعة محافظ الصالون مسعودي حميدو، الذي أكد أن “المعرض كان ناجحا بشكل كبير، خاصة وأنه صادف العطل المدرسية”. وتحدث حميدو عن تسجيل رقم قياسي جديد من حيث الحضور، إذ أكد المنظمون تجاوزه المليون و400 ألف زائر. وقال المحافظ إن المنظمين ركزوا كل جهودهم لإنجاح هذه الطبعة (انطلق العمل على التنظيم شهر مارس الفارط) مؤكدا أن الصالون القادم سيكون أفضل بحول الله، وأن هذه التظاهرة لها أهداف ربحية ولكن يبقى الهدف الرئيسي هو تعزيز الاهتمام بالكتاب.
ومان.. ماذا عن ستينية الثورة؟
اقتربنا من ممثل دار فيسيرا، أحمد رمزي ومان، الذي وصف التنظيم بـ«المحترم”، كما سجّل عددا من النقاط الإيجابية منها الفصل بين التخصصات المختلفة، مثل الكتاب الديني والعلمي وكتاب الطفل، ما ترك فسحة أكبر للقارئ لكي يقتني ما يريد بأريحية.
ويقول ومان إن أهم مآخذه على الصالون هو البرنامج الثقافي، خاصة ونحن نحتفل بالذكرى الستين لاندلاع الثورة، كما لاحظ محدثنا نقص الأقلام والمفكرين والصحفيين الكبار، “كنا ننتظر حضور أقلام شاركت في حرب التحرير كشهود عيان، ونحن كجيل الاستقلال كنا نودّ أن نتعلم منهم”، يقول ومان، الذي سجّل عدم مشاركة أسماء أرّخت للثورة أمثال بنيامين ستورا، إضافة إلى عدم حضور الرموز الوطنية.
أما عن الإقبال على الشراء فيرى ومان أنه ناقص لأسباب:« الناشرون لم يدخلوا الصالون بقوة هذه السنة، ولم يأتوا بعناوين جديدة كثيرة، عكس السنة الماضية، كما ساهم عدم الإشهار الكافي إلى تناقص الجمهور”.
وفيما يتعلق بتوقيت الصالون فيؤكد ومان أن صالون الجزائر الدولي مسجل الآن في الرزنامة الدولية، وهو توقيت مضبوط دائما نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، وعلى العكس نجد صالون الشارقة غير مسجل دوليا، لذا على منظمي معرض الشارقة ضبط الوقت لكي لا يتزامن مع صالون الجزائر وليس العكس.
عريبي.. استشارة الناشرين “أضعف الإيمان”
من جهته يصف عمار عريبي، صاحب دار الوفاء للنشر الإلكتروني، الإقبال بالجيد، ولكنه مقارنة أقل نوعا ما من مثيله في الطبعات السابقة، وذلك لأسباب أهمها “الأمطار التي عرفتها نهاية الصالون، إلى جانب عطل دينية مثل عاشوراء، ورغم ذلك أصر على أن الإقبال الذي يعرفه صالون الجزائر لا نظير له في العديد من المعارض الدولية التي اعتدنا المشاركة بها”.
وإذا ما قارنا بين المكان السابق الذي احتضن الصالون، وهو مركب محمد بوضياف بالعاصمة، يمكن القول بأن القدرة الشرائية هناك أحسن منها في المكان الحالي، ولكن هذا لا يعني تغيير المكان مرة أخرى، يؤكد عريبي، مضيفا: “تحدثنا إلى محافظ الصالون وقلنا له إن الزوار يقصدون مباشرة الجناح المركزي، خاصة وأنه لا يوجد إشهار كاف أو لافتات أو مضيفات إرشاد الناس وتوجيههم، كما أن الأمر يتعلق بعقلية منتشرة بين الجمهور وهي الاعتقاد بأن الصالون تدور وقائعه في الجناح المركزي فقط، وهو ما لاحظناه على مدى مشاركاتنا منذ سنوات”.
ويصرّ عريبي على ضرورة إشراك الناشرين، حيث يقول: “نحن كدار نشر لا نسعى إلى تقزيم العمل الجبار الذي تقوم به محافظة الصالون، ولكننا نرى أن أقلّ شيء هو أن يتصل المنظمون بدور النشر ويستفيدوا من ملاحظات الناشرين وآرائهم، لأنهم يعملون في الميدان وأقرب إلى انشغالات “الزبائن” من الإداريين”.. ويضيف: “لا يمكن أن نأتي بإداري من الوزارة ونستغني عمّن لديه تجربة ميدانية، وهو ما قلناه  للوزارة الوصية. لذا نطلب من معالي الوزيرة ومن المحافظ إشراك دور النشر والاستماع إلى اقتراحاتها وفتح نقاش قبل هذه المواعيد، وهذا يصب في مصلحة الصالون ومصلحة البلاد”.