أشرف وزير الموارد المائية حسين نسيب، أمس، على توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات والمؤسسة الجزائرية للتجهيزات الصناعية “ألييكو” ومكتب الدراسات الإسباني المتخصص في الهندسة البحرية، لصنع ثلاث آلات ضخمة لنزع الأوحال من السدود محليا في آجال حددت بـ 12 شهرا وبغلاف مالي قدر بـ140 مليار سنتيم.
وقال الوزير خلال ندوة صحفية عقدها على هامش زيارته التفقدية لمؤسسة “ألييكو” وورشاتها أن هذه الاتفاقية ستسمح بصنع آلات متخصصة في نزع الأوحال محليا لأول مرة في الجزائر بنسبة 60 % من الإدماج الوطني كمرحلة أولى، و80% من صنع الأسطوانات في 2016، فيما ينتظر أن تصل في آفاق 2018 إلى 100% وبموجب ذلك سيكون للجزائر آلة نزع الطمي من صنع وطني دون إهمال التصدير.
وأكد نسيب سيتم الاعتماد على الآلات التي ستنتج محليا من مؤسسة “ألييكو”، وذلك في إطار الأهداف المحددة في معالجة ظاهرة الأوحال، لاسيما بالسدود الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، ما سيسمح بربح ما مقداره 45 مليون متر مكعب من المياه خلال الخماسي المقبل أي طاقة سد كبير.
وينتظر أن يتم توسيع هذه المبادرة فيما يخص تجديد وصيانة كل التجهيزات الإلكترو ميكانيكية للسدود الحساسة، حتى تكون في حالة وظيفية جيدة على مدار السنة، كاشفا في ذات السياق عن خلق شركة فرعية ذات أسهم تابعة لوكالة السدود والتحويلات تضمن تسيير التجهيزات المتعلقة بالسدود وصيانتها، متطرقا لآفاق أخرى تتعلق بتوسيع الصلاحيات للتكفل حتى بالموانئ على المستوى الوطني والتحكم في الظاهرة والتي تشكل 10 بالمئة من طاقة السدود خاصة وأننا نتواجد في منطقة جغرافية معرضة للأوحال باستمرار.
وأوضح الوزير، أنه بموجب هذه الاتفاقية سيتم التكفل بظاهرة الأوحال وبتجهيزات وطنية كونها تشكل مشكلا حقيقيا بالنظر لآثارها على طاقة تخزين السدود، ومدى تثبيت واستقرار هذه الهياكل القاعدية، وحتى في القدرة على فتح قنواتها، مذكرا بأن السدود التي تتطلب التدخل الاستعجالي قد تم التكفل بها، حيث تتواجد حاليا آلة ضخمة بواد القصب تعمل على عمق 30 متر.
وحسب المسؤول الأول عن القطاع، هذا المشروع يتماشى مع استراتيجية قطاع الموارد المائية، سواء فيما تعلق بتعزيز الأداة الوطنية والسماح لها بالوصول إلى التقنيات الحديثة الجديدة، وتشجيع التكامل الجزائري في تصنيع معدات الحفر للسدود والموانئ، ناهيك عن توفير الوسائل اللازمة للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات ومكافحة ترسب الطمي في السدود الذي كان ينزع بطريقة ميكانيكية.
وأشار نسيب في هذا السياق، إلى أن المشروع يندرج في إطار تدعيم وتثمين المنتوج الوطني الذي يصب في مسعى رؤية الحكومة بهذا الخصوص لا سيما مع التوجيهات التي خرجت بها ندوة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن زيارته لمختلف ورشات “ألييكو” كشفت عن قدرات وكفاءات وطنية كبيرة لم تستغل ومن ثم يعول على الشريك الإسباني بالإضافة إلى التصاميم المرافقة وتكوين إطارات “ألييكو”.
وفي رد له حول مدى امتلاء السدود، أجاب الوزير، أن المعدل المسجل وصل إلى 65% وهي نسبة مبشرة ومرضية، في انتظار ارتفاع نسبة التساقط في الأشهر المقبلة.