«الكوارث الطبيعية و الفيضانات التي يمكن أن تتسبب فيها الأمطار و ظاهرة الاحتباس الحراري، و كيفية الوقاية منها و تخفيف حدّتها من خلال رفع درجات التأهب “، كان موضوع اللقاء التقييمي حول حماية المدن من أخطار الفيضانات و الذي نظمته ولاية معسكر يوم أمس، بصفتها منطقة معرضة لأخطار مماثلة ، حيث حضر اللقاء المندوب الوطني للمخاطر الكبرى مليزي الطاهر و المفتش العام لدى وزارة الداخلية السيد عبد الرحمن الباي.
و قد تحول اللقاء التقييمي برئاسة والي الولاية أولاد صالح زيتوني إلى جلسة عمل موسعة إلى أعضاء المجلس الولائي التنفيذي و رؤساء المجالس الشعبية البلدية ، لتقييم الإجراءات المتخذة لتفادي أخطار التقلبات الجوية و ما يمكن أن ينجم عنها من خسائر مادية و بشرية ، حيث نصّت التعليمات الموجهة للمسؤولين المحليين على تنصيب لجان اليقظة و المتكونة من مختلف المصالح التقنية و التي تعمل على ضمان استعدادها التام و تأهبها المطلق في حالات الطوارئ من خلال تفعيل العمليات الخاصة بجمع و رفع النفايات و تطهير شبكات صرف المياه المستعملة و تنقية حواف الطرقات و مجاري الأودية ،إلى جانب إحصاء المباني المهددة بالانهيار و اتخاذ الترتيبات اللازمة في شأنها ، كما وجهت في هذا الشأن تعليمات صارمة بتسخير كافة الوسائل المادية و البشرية للتدخل الفوري في حالات الطوارئ ، مثل شق المسالك الريفية و القيام بدوريات على مستوى القرى و الدواوير لمعاينة النقائص و معالجتها.
من جهته المندوب الوطني للمخاطر الكبرى لدى وزارة الداخلية، قال إن الجزائر حضرت جميع ندوات الأمم المتحدة المتعلقة بالبحث عن حلول للحد من أخطار الكوارث الطبيعية، و قد شاركت الجزائر من جهتها باقتراح حلول جدية للمشكلة ، بحيث تلتزم من جهتها بمرافقة الفيضانات و مختلف الكوارث الطبيعية بإجراءات موازية للوقاية أو الحد منها ، و قد دعا المسؤول أيضا مصالح الحماية المدنية بصفتها طرفا فاعلا في مثل هذه الحالات الطارئة إلى رفع درجات التأهب و تحيين مخططات تدخلها في حالات الطوارئ ، مؤكدا أنه سيكون هناك برنامج خاص بتسيير الأخطار الكبرى المتوقعة لكل ولاية لاتخاذ إجراءاتها في هذا الصدد منه النشريات الجوية الخاصة بكل ولاية ، إلى جانب إعداد برنامج تربوي حول الأخطار و الكوارث الطبيعية في المدارس في السنوات المقبلة و منه تنظيم دورات تكوينية لأعوان الأمن و المربين في تقنيات التدخل و الإنقاذ و التنظيم في حالات الكوارث من طرف مصالح الحماية المدنية، و إنشاء خلايا “سيد المخاطر” على مستوى جميع ولايات الوطن ، حيث يتعلق الأمر حسب المسؤول بوزارة الداخلية بمسؤولية الجماعات المحلية و الدور الفعال للمجالس البلدية في التقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية.
و في سياق متصل ، سجلت ولاية معسكر ، ما عدده 72 نقطة سوداء على مستوى 31 بلدية ،عبر دوائرها 16 ، و في إطار الإجراءات المتخذة للقضاء على هذه النقاط السوداء تم معالجة 57 منها ، من خلال البرامج التنموية المسطرة و التي مكّنت من إنجاز36 عملية منها 30 عملية في مخططات التنمية البلدية خصص لها مليار و 73 مليون دينار، منها 60 مليار سنتيم لتنقية مجاري الأودية و إنجاز مرملات لرفع الأتربة و الرمال المترسبة على الحواف كحل آلي لتنقية مجاري الأودية، و إنجاز أنظمة لتجميع مياه الأمطار و حماية المنشآت الهامة من أخطار الفيضانات، إضافة إلى برامج أخرى مختلفة سمحت بمعالجة النقط السوداء على مستوى شبكات الطرق التي استهلكت مبلغ 2،026 مليار دينار، و مشاريع لتجديد شبكات صرف المياه المستعملة و أخرى لتطهير أقبية العمارات و تهيئة 99 موقع عبر 47 بلدية بالولاية .