طباعة هذه الصفحة

نهائي رابطـة الأبطـال الإفريقيــة فيتا كلوب (2 ) وفاق سطيف (2)

الوفاق يبدع بكينشاسـا... ويقتـرب من التتويج بأغلى لقب قـري للأنديـة

حامد حمور

حقق وفاق سطيف نتيجة كبيرة ومهّد الطريق نحو إمكانية التتويج بكأس رابطة الأبطال بنسبة معتبرة، بعد التعادل الإيجابي الذي سجله، مساء أمس، بكينشاسا، أمام نظيره فيتا كلوب الكونغولي (2 ـ 2) في لقاء الذهاب من الدور النهائي لأغلى منافسة قارية على مستوى الأندية... وبالتالي فقد كان ممثلنا عند وعده ولم يخيّب الملايين من أنصار الكرة الجزائرية بهذه المناسبة وينتظر أن يحسم الأمور، السبت القادم، في مباراة العودة المقررة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
الخطة التي طبقها أشبال المدرب ماضوي كانت جدّ موفقة، ولعبوا بتركيز كبير أمام حوالي 50 ألف متفرج بملعب طاطا رافاييل بكينشاسا.. والشيء الموفق هو أن الوفاق دخل مباشرة في المباراة ولم يترك المبادرة للفريق المحلي، وذلك من خلال وصوله مبكرا إلى مرمى فيتا كلوب عن طريق ميقاتلي، الذي نفذ ركنية بصفة محكمة لمسها أحد مدافعي فيتا كلوب لتدخل شباكه، أمام فرحة عارمة لممثلنا وحسرة المنافس الذي لم يكن ينتظر هذه الجرأة من لاعبي الوفاق الذين ومن خلال أدائهم في الدقائق الأولى من اللقاء ظهر جليا أن التحضير المعنوي كان موفقا إلى أبعد درجة.

خطة ماضوي أربكت المنافس

كان هدف التقدم حافزا معنويا كبيرا لزملاء زياية، الذين سيّروا الأمور بكل احترافية لاسيما في وسط الميدان بوجود لقرع، العمري وزرارة... والانطلاق بهجمات معاكسة من حين لآخر، لجعل مدافعي فيتا كلوب في وضعية غير مناسبة... لكن مع مرور الوقت بدأ الفريق الكونغولي يصعد أكثر إلى الهجوم، وكان الضغط كبيرا على دفاع الوفاق الذي تراجع إلى الوراء بصفة واضحة، ربما تطبيقا لتعليمات الطاقم الفني من أجل الحفاظ على النتيجة إلى غاية نهاية المرحلة الأولى... لكن بعد ارتباك في الدفاع السطايفي لمس دمو الكرة بيده بعد الرد من لقرع، احتسب الحكم الزامبي ضربة جزاء لصالح فيتا كلوب في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى والتي كانت قاسية، كون إعادة اللقطة لم تظهر بصفة مؤكدة الخطأ المعلن... وسجل اللاعب مابيدي هدف التعادل رغم الارتماءة الجيدة للحارس خذايرية.
ولم يؤثر هذا الهدف على معنويات الفريق الجزائري، الذي دخل الشوط الثاني بطموحات كبيرة، وركز على تعزيز خط الوسط وكبح محاولات الفريق المنافس والانطلاق بحملات معاكسة التي أثمرت إحداها في الدقيقة 57، بعد أخذ ورد بين زياية وجحنيط تمكن هذا الأخير من مباغتة الحارس الكونغولي، معلنا توقيع الهدف الثاني للوفاق بطريقة محكمة جدا... واللقطة كانت تجسيدا لتحكم أبناء عين الفوارة في مجريات اللقاء من الناحية التكتيكية ولم يتركوا الشك يدخل في نفوس اللاعبين.

زياية يؤكد دوره المحوري في الفريق

ويمكن الإشارة هنا إلى التجربة والحنكة التي منحها زياية لزملائه، كونه متعود على المقابلات الدولية الحاسمة وكان دوره محوريا في الفريق خلال هذا النهائي الأول.
ولكن الفريق المحلي لم يستسلم وكثف من محاولاته في محاولة للعودة في النتيجة، أمام عودة الوفاق إلى الوراء مرة أخرى... وفي لحظة عدم تركيز جيد من طرف المدافعين، تمكن مسجل الهدف الكونغولي الأول مابيدي من توقيع هدف التعادل مرة أخرى بقذفة صاروخية من خارج المنطقة خادعت خذايرية.
وصعبت الأمور في الدقائق الأخيرة على ممثلنا الذي تمكن بعد ذلك من التحكم في الأمور بطريقة ذكية، وسيّر الدقائق المتبقية باحترافية جعلته في بعض الأحيان يقترب من خطف الفوز، لولا التسرع في لقطات من بن يطو والعمري... وانتهت المباراة بهذا التعادل الذي يفتح الأبواب على مصراعيها لممثلنا، الذي حافظ على كل حظوظه في التتويج، أين كانت رحلته إلى كينشاسا بدون اضطراب، وأحسن من ذلك فإنه سجل هدفين في مرمى المنافس، الأمر الذي يعد تقدما كبيرا للوفاق من الناحيتين المعنوية والرقمية.

تحضير مواجهة العودة بمعنويات مرتفعة

الإمكانات التي تم توفيرها للوفاق كانت جد مهمّة للاعبين وسهلت عليهم التركيز على المباراة، ظهر ذلك من خلال الأداء الذي ظهر به الفريق الذي غادر كينشاسا مباشرة بعد نهاية المباراة عائدا إلى الجزائر والدخول مباشرة في تربص مغلق بالمركز التقني بسيدي موسى إلى غاية يوم السبت موعد الجولة الثانية من هذا النهائي الأول للفرق الجزائرية بالطبعة الجديدة لرابطة أبطال إفريقيا.
يمكن الإشارة بهذه المناسبة، أن إدارة اللقاء من طرف الحكم الزامبي سيكازوي كان في المستوى وموفقا في معظم تدخلاته وسيّر الأمور بإحكام... أين جرت المباراة في روح رياضية بحضور جمهور قياسي.
 

البطاقة الفنية

^ ملعب طاطا رافائيل بكينشاسا، جمهور غفير جدا، أرضية جيدة، طقس حار. الحكم: جاني سيكازوي (زامبيا).
الإنذارات: العمري (د82) من و.سطيف.
الأهداف: مابيدي (ر.ج د45+2 ود76) لـ»فيتا كلوب» / إيبونغا (ضد مرماه د17) وجحنيط (د57) لـ»و.سطيف».
^ تشكيلة الفريقين:
فيتا كلوب: بونغامان، مابيلي باواكا، موندو مووينغي، ليما مابيدي، إيبونغا سيمبي، سينتامو، مابيس مونغانغا، إيسوفو، باسيسيلا، لوفومبو وندومبي (نغوديكاما د65).
المدرب: فلوران غيانا.

^ وفاق سطيف: خذايرية، ميقاتلي، ملولي، دمو، زي أوندو، لقرع، العمري، زرارة، جحنيط (رايت د85)، يونس (بلعميري د90+2) وزياية (بن يطو د78).
المدرب: ماضوي.

انطباعات اللاعبين

يونس: أدينا مباراة كبيرة أمام فريق قوي

مباشرة بعد نهاية المباراة، أكد صانع ألعاب الوفاق، يونس سفيان، أن الفرحة لم تكتمل بعد ومازالت جولة ثانية نسعى للفوز بها، لكن ستكون الأمور صعبة أمام فيتا كلوب الذي يعتبر فريقا قويا. علينا التحضير لمواجهته ثانية بشكل جيد. وأضاف: «سجلنا هدفين خارج الديار في وقتين حساسين بالنسبة لنا في المباراة التي أدينا فيها مردودا رفيعا جدا... سنرتاح قليلا بعد العودة ونستعد كما ينبغي لمقابلة يوم أول نوفمبر بالبليدة».


دمو: علينا التركيز بشكل جيد لتحضير لقاء العودة

من جهته أشار المدافع دمو أن نتيجة التعادل المسجلة من طرف الوفاق معتبرة وقدمنا مباراة كبيرة بكينشاسا، لكنها في نفس الوقت مفخخة. يجب على الفريق التركيز بشكل جيد لتحضير لقاء العودة أمام فريق قوي. وأضاف: «علينا أن لا ندخل في جو الإفراط في الفرحة من أجل التحضير بشكل موفق والفرحة تكون عارمة عندما نرفع الكأس في ملعب تشاكر بالبليدة».