يعكس ملعب “نيو كامب” تاريخ وعراقة نادي كبير بحجم برشلونة، الذي أصبح بفضل العمل الاحترافي التي يمتاز به واحدا من المؤسسات الرياضية المهمّة في أوروبا والعالم.
وكانت الزيارة التي قمنا بها لهذا الصّرح الكروي بمثابة الحلم الذي تحقّق، ولم يكن من السّهل الظّفر ببعض التّسهيلات من أجل السماح لي بالولوج لبعض الأماكن الممنوعة على الغرباء على غرار القاعة المخصّصة للنّدوات الصّحفية، إضافة إلى منصة الصحفيين وغرف تغيير الملابس، مدرسة تكوين اللاعبين أو كما تعرف بـ “لا ماسيا” والمدينة الرياضية خوان غامبر.
البداية كانت منذ ثمانية أشهر عندما قمتُ بمراسلة إدارة نادي برشلونة عن طريق البريد الالكتروني وتقديم طلب زيارة منشآت الفريق وهياكله بغرض إنجاز روبورتاج صحفي.
وبعد مراسلات عديدة متبادلة تمّت الموافقة على طلبي من خلال مراسلة نهائية تؤكّد ترحيب إدارة النادي بطلبي والموافقة عليه، لكن بشرط أن تتم الزيارة قبل نهاية شهر نوفمبر مع إرسال تاريخ الحضور لمقر النادي أسبوعين من قبل لترتيب الزيارة.
من جهتي احترمتُ شروط إدارة الفريق وراسلتهم قبل 20 يوما من زيارتي للمدينة وتلقّيت الرد الايجابي، وهو الأمر الذي أسعدني كثيرا وأكّد أنّ النّجاح الكبير الذي حقّقه الفريق لم يكن وليد الصّدفة.
بمجرّد وصولك لمطار برشلونة الذي يعد واحدا من أكبر المطارات في العالم، تتحصّل على دليل سياحي يمنح لك مجانا. وما لفت نظري في هذا الدليل أنّه وضع ملعب “نيو كامب” من أهم خمس معالم سياحية بالمدينة.
“لا ماسيا”..من هذا المبنى الحجري خرجت نجوم الكرة
وصولي لملعب “نيو كامب” كان على الساعة الـ 9 صباحا، وعند المدخل الرئيسي وجدتُ أعوان الأمن التّابعين للفريق والذين رحّبوا بي. وعندئذ قلت لهم أنّني تلقّيتُ دعوة من إدارة النادي لزيارة منشآت الفريق وهياكله، وبعد أن تأكّدوا من وجود اسمي في قائمة المعنيين بالزيارة رافقوني لإحدى غرف الاستقبال داخل الفريق، والتي وجدت فيها بعض المدعوين مثلي والذين كانوا يمثلون روابط مشجّعي الفريق في بعض الدول على غرار اليابان، الكويت، السويد، النرويج والشيلي.
بداية اكتشاف هياكل النادي كانت بعد حضور منسّقة إعلامية داخل الفريق تدعى “كارلا”، أكّدت في حديثها معنا أنّها ستتكفّل بمرافقتنا لاستكشاف ما يتوفّر عليه الفريق من منشآت
وهياكل.
بداية الزيارة كانت لمدرسة تكوين اللاعبين
“لا ماسيا”، والتي ذاع صيتها لكن الشيء الغريب أنّها كانت تمتاز ببساطة غريبة نظرا لعراقتها.
“لا ماسيا” عبارة عن مبنى حجري بني سنة 1702، وكان الهدف من بنائه إيواء المهندسين المعماريين الذي تكفّلوا ببناء بعض المنشآت في المدينة، وبعد بناء ملعب “نيو كامب” تمّ تخصيصها لإدارة الفريق قبل أن يتم اتخاذ قرار إلحاقها بمدرسة تكوين اللاعبين.
ويتواجد بالمدرسة التي تتكون من طابقين وتقع بقرب الملعب مطبخين كبيرين وثلاث قاعات للإطعام، إضافة إلى مكتبة وقاعة انترنت
ومساحة للترفيه تتوفر على بعض الألعاب الالكترونية، إضافة إلى أربع غرف كبيرة لتغيير الملابس، أمّا الملاعب فهي منتشرة حول المدرسة التي تحتوي أيضا على مرقد به 60 سريرا.
عند دخولي لمقرّ المدرسة لم أكن أتخيّل أنّ هذا المبنى الحجري ساهم في تطوير كرة القدم في العالم بفضل اللاعبين والمدربين الذين تخرجوا منها، ويبقى أبرزهم على الاطلاق الثنائي ميسي والمدرب غوارديولا.
المدينة الرياضية خوان غامبر.. مركز تحضير من فئة خمس نجوم
المحطّة الثانية في الزيارة كانت المدينة الرياضية خوان غامبر، والتي يستغلّها الفريق الأول لإجراء التدريبات والتربصات، ونفس الأمر ينطبق على الفئات الشبانية والرياضات الأخرى.
استقلينا حافلة صغيرة من أجل زيارة هذا الصرح الذي يبعد عن ملعب “نيو كامب” بحوالي 5 كلم.
وتعدّ المدينة الرياضية واحدة من أهم مراكز التّحضير في أوروبا وأكبرها، حيث يتواجد بها 9 ملاعب، أربع منها ذات عشب اصطناعي من الجيل الخامس، الخمس ملاعب الاخرى هي من العشب الطبيعي وملعب خاص بتدريبات حرّاس المرمى.
ويتواجد أيضا أربع مباني كبيرة بها قاعة طبية
ومكاتب خاصة بالجهاز الطبي، إضافة إلى قاعة كبيرة لمشاهدة وتحليل المباريات.
ولم تغفل إدارة برشلونة جانب الاسترجاع، حيث خصّصت مبنى بالكامل لهذا الأمر يتوفر على أربع مسابح صغيرة وثلاث كبيرة وقاعات للصونا دون نسيان وسائل الترفيه، كما تتوفّر المدينة الرياضة على موقف يتّسع لـ 280 سيارة.
“المتحف الالكتروني”..عندما تستقرئ التّاريخ بالتّكنولوجيا
عدنا مرة أخرى لملعب “نيو كامب” من أجل مواصلة الزيارة، وكانت البداية بواحد من أهم المعالم المتواجدة داخل الفريق ما يسمى بـ”المتحف الالكتروني”، الذي يسمح لزائريه معرفة تاريخ وعراقة النادي الكتالوني بالاعتماد على التكنولوجيا، وهو ما يؤشّر على رغبة إدارة برشلونة في اتباع التجدد في كل شيء من أجل إضفاء نوع من المتعة والتشويق على الزائر.
عند الدخول تستمع للنشيد الرسمي للفريق،
والشيء الجميل أنّك تستطيع سماعه بـ 30 لغة بمجرد نقرة واحدة على الجهاز المثبت على الحائط والمتواجد به عدد كبير من السماعات.
وتستقبلك في الجهة المقابلة شاشة عملاقة تغطّي مساحة 30 متر مربع، وهي فريدة من نوعها على مستوى العالم، وتعرض هذه الشاشة أهم الأحداث الكروية في تاريخ النادي، إضافة إلى أهم الأهداف والألقاب التي توّج بها برشلونة.
وتتواجد بجانبها شاشة سمعية ومرئية تعمل باللمس، تسمح لك بالتعرف على أهم 200 حدث رياضي في تاريخ النادي من خلال نقرة واحدة.
وتتوزّع على أرجاء المتحف شاشات عملاقة “أل سي دي”، تعرض صورا لكل اللاعبين الذين ارتدوا قميص الفريق حتى غير المشهورين. وما لفت نظري تواجد صورة النجم الايفواري يحي توريه إضافة إلى السويدي ابراهيموفيتش.
وعند خروجنا من المتحف الالكتروني عرفت معنى اللافتة الكبيرة الموضوعة عند المدخل، والتي كتب عليها بكل اللغات “عش خبرة برشلونة بحواسك الخمس”.
أرضية ملعب “نيو كامب”..
هنا لعب الأساطير
المرحلة الثانية من الزيارة كانت الدخول لملعب “نيو كامب”، والبداية بالولوج لأرضية الميدان لكن قبل ذلك كان يجب التوقف للحظات في النفق الذي يؤدي للأرضية، وهذا لاستشعار أحاسيس اللاعبين وهم يهمّون بدخول الملعب على وقع نشيد “البارصا”.
في هذا المكان وقف نجوم كبار وعالميين، ومن هنا يمر ميسي ونيمار قبل الدخول للميدان، هكذا قالت لنا مرافقتنا “كارلا”، فالدقائق المعدودة التي يقضيها اللاعبون في هذا الممر هي مهمّة، خاصة أن التركيز يكون قد بلغ ذروته خاصة خلال المباريات المهمة والمصيرية.
الإحساس كان غريبا وممزوجا بالفضول والتوجس ممّا ستشاهده بمجرد الخروج من الممر، حيث تلج مباشرة للأرضية أو المنطقة المتواجدة بين الأماكن المخصّصة للاعبين الاحتياطيين
والأجهزة الفنية، وبعبارة أخرى في هذا المكان كان يتبادل غوارديولا ومورينهو النظرات، وأحيانا يتطور الأمر للعراك بالأيدي.
كان إحساسا رائعا حين تقف على هذه الأرضية التي كانت شاهدة على عدة أحداث رياضية مهمة في تاريخ النادي الكتالوني بصفة خاصة، وكرة القدم العالمية بصفة عامة.
وكانت الأرضية تخضع لعملية صيانة من طرف فريق عمل خاص مهمّته هي الحفاظ على جودة العشب لأطول فترة ممكنة من خلال استعمال أحدث الوسائل التي تسمح لهم بالقيام بعملهم على أكمل وجه.
ولاحظنا استعمال سلسلة عملاقة من المروحات التي تستعمل في عملية تهوية الأرضية للحفاظ على لونها الأخضر، خاصة أنّ الجو في برشلونة يمتاز برطوبة عالية، وهو الأمر الذي يؤثّر سلبا على أرضية الملعب.
اللّحظة التّاريخية..رفع كأس رابطة أبطال أوروبا
عندما كنتُ أشاهد نشوة الفرح تعلو محيا اللاعبين وهم يحملون كأس رابطة أبطال أوروبا أو “ذات الأذنين” كما يطلق عليها البعض، لم أكن أتخيّل أنّني سأحملها في يوم من الأيام، لكن إدارة برشلونة حقّقت لي هذا الحلم رفقة المجموعة التي كانت معي.
لم يكن مدرجا في الزيارة التقاط صور تذكارية رفقة كأس رابطة أبطال أوروبا، والأمر جاء بعد إلحاح كبير من طرفنا لمرافقتنا التي أبت إلا أن تلبّي رغبتنا بطريقة استثنائية، فالكأس نظرا لقيمتها الكبيرة لا يسمح بلمسها حتى وهي موضوعة داخل مربع زجاجي كبير في متحف الفريق المتواجد في الملعب.
الأمر بدأ حين قمنا بدخول قاعة المحاضرات والنّدوات الصحفية المتواجدة في ملعب “نيو كامب”، وحينها بحكم عملي كصحفي بقيت للحظات أتخيل الندوات الصحفية المهمة التي شهدتها هذه القاعة، ففيها أعلن الرئيس السابق رحيله عن الفريق بسبب فضيحة نيمار، وفيها أيضا أعلن غوارديولا تركه للفريق، كما شهدت اعتزال النجم بويول، إضافة إلى الهمسات التي كان يطلقها مورينهو خلال تواجده بها.
هي قاعة شاهدة على عدة أحداث مهمة، وكان من الجميل المرور عليها ولو للحظات، مع العلم أنها أيضا غير مدرجة في جدول الزيارات الخاص بالسياح.
وخلال تواجدنا بالقاعة الخاصة بالندوات الصحفية كانت اللحظة التاريخية عندما دخلت “كارلا” رفقة أحد أعوان الأمن وهو يحمل كأس رابطة أبطال أوروب، حينها علمنا أنّنا حقّقنا مردانا المتمثّل في التقاط صورة تذكارية معها.
اللحظة كانت لا تنسى وستبقى في الذاكرة، فهذه الكأس “الثّقيلة” نوعا ما يلهث وراءها نجوم الكرة الأوروبية كل موسم، وهناك العديد منهم من لم يكن محظوظا مثلنا ورفعها على غرار النّجم ابراهيموفيتش.
غرف تغيير الملابس..
لا تفكّر إلاّ في الفوز
من المحطات المهمّة في الزيارة كان الدخول لغرف تغيير الملابس، والتي كانت في منتهى الروعة وتعكس احترافية غير عادية من إدارة فريق تريد توفير كل الوسائل للاعبين من أجل الظهور بمستوى جيد خلال المباريات.
عند الدخول إليها وجّهت إلينا تعليمة صارمة بعدم لمس أي شيء بداخلها لأنّها معقّمة، حيث يمنع الجلوس فيها أيضا رغم أن هذا كان رغبة البعض لكن التعليمات كانت صارمة للغاية.
غرف تغيير الملابس كانت كبيرة بصورة غير متوقّعة، حيث تتواجد بها منطقة مخصّصة للاعبين، ولكل واحد منهم خزانة خاصة به وتفتح عن طريق رقم سري إلكتروني.
وتتواجد فوقها شاشات تلفاز متوسّطة الحجم، تقوم ببث مباشر لكل ما يحدث على أرضية الملعب سواء قبل، أثناء أو بعد المباراة، وهذا حتى يبقى اللاعبون على اطلاع على كل المستجدات خاصة في فترة ما بين الشوطين أين تكون الفرصة مواتية للجهاز الفني لمتابعة عملية إحماء اللاعبين، إضافة إلى التغيرات الجوية.
ويتواجد بها أيضا جناح طبي به قاعة للكشف بها كل المتطلبات التي يحتاجها الطبيب، وتستعمل هذه القاعة لاتخاذ الاجراءات الاولية لإصابات اللاعبين خلال المباريات تفاديا لأي مضاعفات قد تحدث.
وتعكس هذه الامكانيات المتوفّرة رغبة إدارة الفريق في إبقاء اللاعبين في جوّ يسمح لهم بالتفكير في الفوز فقط وإسعاد الجماهير.
منصّة الصّحفيّين..عندما يكون الملعب تحت قدميك
أولت إدارة برشلونة اهتماما كبيرا لعمل وسائل الاعلام المكلفة بتغطية مباريات وأخبار النادي الكتالوني، وهذا من خلال توفير جملة من الاجراءات المهمة التي تسمح لهم بممارسة عملهم بكل هدوء وراحة من أجل إيصال المعلومة الصحيحة لمحبّي الفريق المنتشرين عبر أصقاع العالم.
وإضافة إلى قاعة الندوات الصحفية المتواجدة بالملعب، وأيضا المنطقة المخصّصة لأخذ انطباعات اللاعبين بعد المباريات، خصّصت إدارة برشلونة منصة خاصة بالصحفيين تتواجد في سقف الملعب، حيث بإمكانك مشاهدة المباراة بطريقة أقل ما يقال أنّها رائعة، وتسمح للصحفي المكلف بتغطية مباريات الفريق من رؤية كل صغيرة
وكبيرة تحدث في الملعب نظرا للموقع الاستراتيجي التي تتواجد بها منصة الصحفيين.
وتتّسع المنصة لأكثر من 180 صحفي يستطيعون الجلوس بكل راحة لمتابعة المباريات حتى عندما تكون المنصة مملوءة عن آخرها، كما تمّ تخصيص أماكن خاصة للقنوات الفضائية التي تمتلك حقوق بث مباريات الفريق من خلال التعليق على المباريات من غرف مخصّصة لهم.
كما تمّ تخصيص مدخل خاص لممثلي وسائل الاعلام مباشرة لمنصة الصحفيين من خلال استعمال المصعد الكهربائي من المرآب مباشرة إلى المنصة، وهو الأمر الذي يقلّل كثيرا من مشقة الصّعود خاصة أنّ المنصّة تتواجد في أعلى مكان في الملعب.
وبما أنّ معظم الصحفيين يفضّلون إنهاء عملهم قبل المغادرة، قامت إدارة برشلونة بتخصيص غرفة خاصة متواجدة بمحاذاة منصّة الصّحفيين ليقوموا باستغلالها سواء بإرسال المقالات أو تصريحات اللاعبين، وأيضا مقاطع الفيديو
والصور الملتقطة خلال المباراة، مع العلم أنّ غرفة العمليات هذه تتوفّر على وسائل متطوّرة بإمكان ممثلي الاعلام استغلالها مجانا.
جناح ميسي..أكثر من مجرّد لاعب
خصّصت إدارة برشلونة جناحا خاصا بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بملعب “نيو كامب”، يتضمّن صور اللاعب مع الفريق، إضافة إلى مجسّمات لجميع الألقاب التي توّج بها.
الزائر للجناح الخاص باللاعب ميسي يتأكّد أنّ مكانة هذا الأخير في فريق برشلونة تتعدى صفة اللاعب أو النجم إلى رتبة الرمز، حيث أضحى النجم الأرجنتيني مرتبطا بالفريق بصفة قد تكون فريدة من نوعها، وهذا الأمر يعكس وفاء اللاعب لناديه.
في الجناح الخاص بميسي لفتت انتباهي عبارة “صنع في برشلونة”، والمقصود هنا ميسي الذي لم يسبق له اللعب في أي فريق آخر إلا برشلونة الذي يعتبره رمزا من رموز الفريق.
وتمّ وضع الكرات الذهبية التي توج بها اللاعب في جناحه الخاص، إضافة إلى صوره مع برشلونة منذ أن كان لاعبا في الفئات الصغرى، إلى أن أصبح أهم لاعب في الفريق وواحدا من رموزه.
واللافت للانتباه هو غياب صور ميسي مع منتخب بلده، وهذا يعود لعدة اعتبارات أهمها مادية حسب مرافقتنا التي أثارت انتباهنا لنقطة كانت غائبة عنّا، وهي أنّ الرّاعي الرّسمي للمنتخب الأرجنتيني هي شركة منافسة للراعي الرسمي لنادي برشلونة فيما يخص الألبسة الرياضية.
ميسي الحاضر في كل زوايا الفريق يحظى بشعبية جارفة في برشلونة، ولا يتقبل أنصار الفريق أي نقد له حتى ولو كان في أدنى مستوياته، لكن تواجده في الفريق فقط هو أكبر هدية لهم، وهو الأمر الذي تأكدنا منه خلال زيارتنا لجناح اللاعب ميسي في متحف فريق برشلونة.
لا تنسى تذكارك قبل الخروج
لا يمكن زيارة المنشآت والهياكل الرياضية لنادي برشلونة دون أخذ شيء للذكرى، وهو الأمر المتوفر في المتجر الخاص بالفريق أو المركز الرياضي للتسوق كما يسمى، والذي يتكون من ثلاث طوابق كاملة وتتواجد بها كل الأشياء التي ترمز للفريق.
بمجرد الدخول للمتجر تنتابك الحيرة حول الاشياء التي تريد اقتناءها بما أن كل شيء متوفر على غرار الألبسة الرياضية الخاصة بالفريق والمتوفرة لمختلف الاعمار، إضافة إلى الأحذية الرياضية والأقلام والكتب والمطبوعات، وحاملات المفاتيح والأوشحة والقبّعات والكرات، والأكواب ودمى لينة وأدوات المنزل إلى غيرها من الهدايا.
ويوفّر المركز الرياضي للتسوق الخاص بنادي برشلونة عدة خدمات بإمكان زائريه الحصول عليها، أبرزها خدمة الطباعة على القمصان من خلال وضع اسمك ورقمك على قميص برشلونة. ونفس الأمر ينطبق على الأحذية الرياضية التي بإمكانك وضع لمستك عليها، كما يوفّر المركز خيار بطاقات الهدايا وهذا من خلال اقتناء أكبر عدد ممكن من الهدايا بأسعار تنافسية.وتقوم إدارة الفريق بتنظيم عملية بيع الأقمصة والهدايا بإمضاء اللاعبين خلال فترات معينة في الموسم، وتكون هذه فرصة للأنصار من أجل الحصول على هدايا موقّعة من طرف نجومهم المفضّلين، إضافة إلى التقاط صور تذكارية معهم.
معنى شعار “أكثر من مجرّد ناد”
عند مغادرة الملعب تأكّدت أنّ نجاح مؤسسة برشلونة الرياضية من جميع النواحي يعود لثقافة التسيير الاحترافي لدى المسؤولين عن هذا الصرح الكروي الكبير، ورغبتهم في جعله فريدا من نوعه في كل شيء، وهذا هو معنى عبارة “أكثر من مجرد ناد”، التي كنت أجدها في كل ركن من أركان الهياكل والمنشأت الرياضية التي زرناها،ويبدو أنّ مسؤولي الفريق قد نجحوا في مبتغاهم لأن نادي برشلونة الآن أصبح أكثر من مجرد ناد،وهو بحق كما قيل لنا مفخرة.
كانت تجربة فريدة من نوعها وأعطت لي فكرة كاملة عن معنى الاحتراف والعمل القاعدي الذي يتعدى البحث عن النتائج من أسبوع لآخر، فنجاح الفريق يكون من خلال ما يقدّمه للمدينة التي ينتمي إليها على غرار النادي الكتالوني الذي جعل من مدينة برشلونة تكتسب مكانة مميزة حاليا في أوروبا والعالم.