طباعة هذه الصفحة

يزداد الإقبال عليها من مختلف الشرائح الاجتماعية

الدراجات النارية يفضلها الكثيرون هروبا من الإكتظاظ المروري

دليلة أوزيان

«ياماها»، «سزوكي» و» كوازاكي» تسحر العقول وتنافس أفخر السيارات

وأنت تتجول في شوارع العاصمة تصادفك دراجات نارية بمختلف أنواعها وعلاماتها، يقودها أشخاص من مختلف الأعمار خاصة الشباب .
وقد زاد عددها في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه في ظل تفاقم الازدحام المروري الذي أضحى لا يطاق بالعاصمة وضواحيها. رغم ما تشكله من خطورة إلا أن لها الكثير من المزايا، تنقلها لكم «الشعب»من خلال هذه العينة التي فضلت الدراجة النارية على وسائل النقل الأخرى هروبا من جحيم الإكتظاظ المروري.

استوقفت «الشعب»، «محمد ـ ج» وهو يركن دراجته أمام مدخل بريد باب الوادي، حيث يعمل موظفا في إحدى مصالحه، وقد كانت فرصة سانحة لنا للخوض في محاسن الدراجة النارية التي يستهويها الكثير من أقرانه، وما أن طرحنا عليه السؤال فأجاب قائلا : «أستخدم الدراجة النارية منذ أزيد من عشرين سنة، للإلتحاق بعملي الذي يبعد عن سكناي بمسافة معتبرة ».
وأضاف «محمد ـ ج» : «الدراجة النارية بالنسبة لي تعد أفضل وسيلة نقل لسهولة استخدامها والتنقل بها على خلاف السيارة تماما، فأنا لا أستغني عنها أبدا في جميع تنقلاتي لشراء الحاجيات اليومية، كالإلتحاق بعملي في الوقت، وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى…» وأشار محمد في سياق حديثه إلى أن «إيجابيات الدراجة النارية لا تنحصر فيما ذكره بل تتعداه إلى أنها أقل وسيلة نقل تكلفة فهي لا تحتاج إلى الكثير من البنزين، وهي الأفضل على الإطلاق لأنها تجعلك تتفادى الإزدحام المروري بالعاصمة».  
«جمال ـ ع « زميل محمد في العمل أيده في الرأي قائلا :» كنت أجد صعوبة كبيرة وأنا أقود سيارتي وسط الإزدحام التي تعرفه طرقاتنا لدرجة لا يمكن تحملها، قد تدوم نصف ساعة أو أكثر، وبالنظر إلى الوضع الذي آلت إليه صحتي بعد إصابتي بالضغط الدموي، وكما تعلمون أن مجرد بقاء المصاب بهذا المرض في الإزدحام يؤثر سلبا على صحته بسبب القلق الذي ينتابه، ووصف لنا جمال حالته الصحية السيئة خصوصا في فصل الصيف وهو داخل سيارته وما يرافق ذلك من مضاعفات بسبب جريان الدم في الجسم بشكل غير عادي ....
واستبشر «جمال ـ ع» خيرا حين اهتدى إلى الحل الأمثل  بعد أن نصحه زميله «محمد» باقتناء دراجة نارية تحمل علامة «كي واي « الصينية الصنع ليضع بذلك حدا لمعاناته . وقال جمال راويا بسعادته التي لا توصف «أكثر من ذلك، فبفضلها أصبحت أتنقل لأماكن مختلفة لا تستطيع وسائل نقل أخرى بلوغها في وقت وجيز، وأعتمد عليها أيضا لتأمين حاجياتي اليومية».
 
إصابتي القاتلة لم تمنعني من العودة  للدراجة ثانية

«نسيم» 40 سنة عامل بإحدى المؤسسات الخاصة، يقود الدراجة  النارية لمدة تفوق العشرين السنة قال عن الموضوع: «من يعشق القيادة لابد أن تستهويه قيادة الدراجة النارية، فالتجول بها في الطريق يمنحك إحساسا آخرا غير ذلك الذي تشعر به في السيارة».
هكذا استهل « نسيم.ب» حديثه عن هذه الوسيلة التي عادت بقوة في السنوات الأخيرة بعد أن كادت تختفي من شوارع العاصمة باستثناء عدد محدود منها وهي الآن تجلب اهتمام العديد إليها لأنها سريعة وغير معينة بازدحام الطرق.
وأضاف « نسيم.ب » واكبت جميع علامات الدراجات النارية التي تصنع من كبريات الشركات واسستمتع بها».
واستطرد قائلا :» ولعي بالدراجة النارية فاق كل تصور.. ولها وقع السحر عليّ كلما حاولت الإبتعاد عنها..وهنا تعود بي الذاكرة  إلى عشر سنوات مضت عندما صدمتني سيارة، مسببة لي إصابة خطيرة  على مستوى كتفي الأيمن وكانت سببا في دخولي لمستشفى ابن عكنون وبقائي فيه مدة تفوق الشهر ..
وأجبرتني  والدتي على أن أبيع دراجتي  وأن لا أعود إليها مرة أخرى .
ولكن يضيف «نسيم» كما ترون « فقد أخلفت وعدي وركبت الدراجة  ثانية، لكنني لا أتهاون في ارتداء الخوذة وتوخي الحذر لأنه بالإمكان أن أتعرض لإصابة في ظهري أو عمودي الفقري».

 «ياماها»، «سوزوكي » و«كوازاكي» تسحر القلوب

إن الإنتشار الكبير للدراجات النارية في العاصمة يفسره الإقبال الكبير على محلات بيع الدراجات النارية، وفي هذا الصدد أكد لـ»الشعب» « أمين ـ س» صاحب محل لبيع الدراجات النارية بشارع الشهداء بأن الطلب على الدراجات النارية بمختلف علاماتها تزايد في السنوات الأخيرة من مختلف الفئات العمرية .
وكشف « أمين ـ س» أن الأنواع الأكثر مبيعا هي «ياماها» و» سوزوكي» و»هوندا» وهي علامات لدراجات يابانية الصنع ويتراوح سعرها من 600 ألف دج و150 مليون دينار.
في حين يفضل آخرون حسب ما كشفه محدثنا، الدراجات الصينية الصنع خاصة الأنواع التي تحمل علامات «سيم « و»كيواي» و»أوـ أم ـ جي».
وأكثر من ذلك، فقد بلغ ولع بعض الشباب حسب محدثنا بالدراجة النارية لشراء الأنواع الأغلى ثمنا على غرار «هارلي دافيدسون» الأمريكية الصنع والتي يتراوح سعرها بين 1,5 مليون و5 ملايين دينار.  
ودعا «أمين ـ س» أصحاب الدراجات النارية إلى تنظيم أنفسهم من أجل تشكيل جمعية تطرح مشاكلهم لدى السلطات المعنية وتحميهم من الأخطار التي تهدد حياتهم في ظل التجاوزات الخطيرة التي يرتكبها أصحاب السيارات في حقهم، بسبب عدم احترام قانون المرور .
كما دعا السلطات المعنية إلى تخصيص طريق للدراجات النارية كما هو الحال بالنسبة للدول الأخرى لتفادي حوادث المرور التي أودت بحياة العديد من سائقي الدرجات النارية.