في إطار البرنامج الفني والثقافي الذي سطرته مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، تحيي الفرقة البشارية «الفردة»، القادمة من جنوب الجزائر الفسيح، سهرة فنية بعد غد الجمعة 24 أكتوبر بقاعة ابن خلدون بالعاصمة، وذلك بداية من الساعة الرابعة والنصف مساءً.
تمكنت هذه الفرقة التي استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الفنية بقوة، من مزج الطبوع الغنائية المختلفة المستمدة من التراث الجزائري، لتقدم بذلك باقة من الأعمال التي يعجز المستمع العادي عن فك شفرتها، والمتميزة في أدائها بالانسجام الكلي وروح الجماعة، تلك الروح التي تعتبر عماد الأعراس الصحراوية وبهجة الحفلات العاصمية.
تأسست فرقة «الفردة» على يد زايدي حسين الذي مزج بين الطبوع المختلفة الصوفي، المديح، الحوزي، الصحراوي إضافة للعساوي ليتوصل إلى نوع جديد يميل أكثر إلى طابع القناوي، المستوحى من التراث القنادسي، والذي ظهر مع مطلع القرن 19 في منطقة قنادسة الواقعة بمدينة بشار، واشتهر بمواضيع دارت في فلك المديح للرسول الكريم.
وتعنى فرقة «الفردة»، الناشطة بصفة أكثر تركيزا بالغرب الصحراوي الجزائري وبالتحديد بالقنادسة بمدينة بشار، تعنى بالغناء الصوفي الروحاني، الذي هو مستلهم من المنطقة في حد ذاتها، منطقة يعرف عنها أنها تسحر من يلجأ إليها بسكونها وسحر مناظرها.. وتتميز الفرقة دوما بالإيقاع الفريد من نوعه، خاصة لحظة وضع كل الآلات الموسيقية جانبا عند اقتراب نهاية الأغنية، ليعتمد أفراد الفرقة على آلة الفردة ليعزفوا على أنغام القباحي وهو طبع فريد من نوعه، أما بالنسبة للألحان ففيها الكثير من الاجتهاد رغم أنها في الأصل قنادسية اللحن، ومن جهتها فإن القصائد كانت لعدة شيوخ من بينهم الشيخ الحاج محمد المجابي المدعو بالدرويش.
وقد شاركت الفرقة في عدة مهرجانات في التراب الوطني ملبية رغبة المولعين بهذا الطابع من الموسيقى، وكان لها أن حظيت بجمهور وطني عريض، إضافة إلى الجمهور العالمي الذي لقيت منه استجابة كبيرة في كل من فرنسا، كندا، المغرب، ليبيا وتونس.
يذكر أن مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر كانت أمس الأربعاء بالمكتبة المتعددة الوسائط آغا، قد نظمت لقاءً مع المجاهد والكاتب «كاسيتاني مجيد»، الذي تطرق إلى كتابه «سجناء جناين بورزق»، وذلك في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة.