سعت بلدية الجزائر الوسطي في إطار القضاء على النّفايات إلى انتهاج سياسة جديدة للقضاء على مشكل تسيير النّفايات المنزلية بالعاصمة، بعد تفاقمها بشكل كبير نظرا للكثافة السّكانية التي تعرفها مختلف أحيائها، وذلك باستعمالها حاويات عصرية نصف مدفونة، وتعد هذه التجربة أوروبية من شأنها تسهيل عملية جمع النفايات.
جيئ بهذه الحاويات لتدارك العجز المسجّل في هذا المجال ومحاربة الانتشار العشوائي للنّفايات التي تشوّه المحيط، وكذا وضع حد لبعض السّلوكات غير الحضرية المسجّلة من طرف عدد من المواطنين التي كانت وراء إفراز النّفايات بكميات هائلة متسبّبة في انتشار الحشرات الضّارة والرّوائح الكريهة، ما انعكس سلبا على صحة السّكان، الأمر الذي استدعي من المجلس البلدي تنصيب حاويات مدفونة يصعب حرقها وسرقتها أو حتى تحريكها من مكانها.
ولعل من أهم الآثار المباشرة في وضع هذه الحاويات النّصف مدفونة، حماية المواطن من ملامسة المباشر مع النفايات والروائح، القضاء على النّقاط السّوداء وما ينتج عنها من ضرر، مع إعطاء منظر حضاري معاصر لموضع الحاوية مع امكانية رمي النفايات في أي وقت دون أي تأثير سلبي على المحيط.
وينتظر القضاء على مشكل النّفايات والأوساخ على مستوى كافة أحياء البلدية بشكل نهائي،وذلك بمجرد تعميمها على مستوى كل أحياء البلدية خاصة التي تعرف انتشار الظاهرة بشكل كبير، وإذا ما تعامل معها المواطنون بطريقة حضرية.
وستساهم هذه الأخيرة حسب أعوان «نات كوم» ممّن التقيناهم بالقرب من هذه الحاويات وهم في صدد جمع النفايات التي تم رميها بداخلها، في قضاء وقت أقصر في جمع النفايات وبكميات كبيرة بوسائل أقل، وستمنع من التلامس المباشر لأعوان النظافة مع النفايات، وتحسين مستوى العمل بالنسبة لهم، كما تعمل على القضاء على النقاط السوداء لرمي النفايات وتقليصها.
وقد عبّر محدثونا من عمال «نات كوم» عن أملهم في أن تشمل العملية كل بلديات العاصمة، حيث يتوقف حسبهم الأمر على ميزانية كل بلدية التي بات مشكل تسيير النفايات على مستواها من أهم الانشغالات التي يواجهونها نتيجة عدة عوامل ساهمت في تفاقمها أهمها التعمير المتزايد، حيث بات هذا المشكل يؤرقهم كثيرا لما ينجم عنها من أخطار صحية وبيئية.
وأشار هؤلاء العمال أنّ مصالحهم تتوجّه حاليا نحو عصرنة أجهزتها بإدراجها وسائل جد متطورة في مجال تنظيف المحيط، تراعى فيه شروط وفرز النفايات على غرار المكانس التي تجوب الأحياء والشوارع، ورسكلتها للتوجه نحو تحقيق البعد البيئي والجمالي اللائق بمحيط البلدية، خاصة وأنّ عملية جمع النفايات ليست بالمهمة السهلة، كما أنها ليست أيضا معقدة بل تتطلب حسب أهل الاختصاص تسطير برامج لهذا الغرض، كما يستدعي ذلك حسبهم إشراك الجهات المعنية بما فيها السكان الذين هم مطالبون باحترام مواقيت إخراج النفايات بعد جمعها في أكياس ملفوفة ووضعها داخل الحاويات.