طباعة هذه الصفحة

العقيد حسن غرابي و باباس يدشنان معرضا للصور بقصر الثقافة

الجزائــر تحتضـن ورشة مديري البرامج العربية لمكافحة الألغام المضادة للأفراد

فريال بوشوية

أشرف، أمس، العقيد حسن غرابي من الجيش الوطني الشعبي رفقة رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، على تدشين معرض الصور الخاص بالألغام المضادة للأفراد المنظم بقصر الثقافة مفدي زكريا، بحضور الوفود المشاركة في أشغال ورشة مديري البرامج العربية لمكافحة الألغام المضادة للأفراد وتنظيمها، التي تحتضن الجزائر الطبعة الثالثة منها منذ أمس، على أن تختتم يوم 24 أكتوبر الجاري.
تحتضن الجزائر ورشة مديري البرامج العربية لمكافحة الألغام المضادة للأفراد وتنظيمها، منذ أمس، والتي تتميز بمشاركة عدة دول عربية منها السودان والعراق وتونس والأردن وموريتانيا، إلى جانب منظمات دولية وفي مقدمتها المركز الدولي لنزع الألغام لأغراض إنسانية بجنيف، وفي هذا الإطار تم تنظيم معرض صور يخلد الإجراءات التاريخية التي كانت الجزائر سباقة إلى المبادرة بها بينها إشراف رئيس الجمهورية شخصيا على إطلاق عملية نزع الألغام، إضافة إلى صور وشهادات لضحاياها، وكذا العتاد المستعمل في نزعها.   
واستنادا إلى دراسة حول التأثير الاجتماعي الاقتصادي للألغام المضادة للأفراد بتاريخ 17 أكتوبر 2009، تم تعداد 1625 ضحية مباشرة للألغام المضادة للأفراد، في 7 ولايات حدودية منهم 178 إناث منذ استقلال الجزائر وسجلت 44 بالمائة من الإصابات في الستينيات و30 بالمائة في السبعينات و3 بالمائة في سنوات 2000 وقد بلغ العدد الإجمالي للألغام المنزوعة 286630 في بلديات بني ونيف وبشار ولحمر وموغل وبوكايس.
وقد انطلقت عملية التطهير بالناحية العسكرية الثالثة في منتصف فيفري من العام 1988 وبقي عدد غير محدد من الألغام المختلفة منثورة على طول الشريط الحدودي، ومن أجل تأمين الشريط الحدودي وعمل الشركات المكلفة بمشروع السكة الحديدية شمال جنوب، تم إعادة تنشيط عملية نزع الألغام  في نوفمبر 2004 وتم توسيعها إلى المناطق المشبوهة في العام 2007، وبفضل الجهود المبذولة تم الانتهاء من عملية التطهير 16 فيفري 2011 قبل الآجال المحددة في اتفاقية «أوتاوا» وسمحت لسكان الشريط الحدودي ببشار باستغلال كل قطعة أرض في ظروف أمنية جيدة.
من جهته، خصص المجلس الاقتصادي والاجتماعي عنوانا في التقرير الوطني حول التنمية البشرية لسنة 2008 الذي يعده لإشكالية نزع الألغام لأغراض إنسانية، وفي أكتوبر 2009 تم تنظيم ورشة بالتنسيق بين «الكناس» ووزارة الدفاع الوطني وكذا اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية «أوتاوا»، متبوعة بلقاء في العام 2013 بمناسبة إحياء ذكرى اليوم العالمي لضحايا الألغام المضادة للأشخاص.
وقد تم تدمير 102 لغم تعود إلى الحقبة الاستعمارية في واد شوك ببلدية زعرورية بسوق أهراس التي تمت تحت رعاية رئيس الجمهورية وحملت شعار «نزع الألغام، وزرع الأشجار من أجل إعادة الحياة إلى الأرض».
وقد صرح باباس بهذه المناسبة «تشهد الألغام المضادة للأشخاص للأجيال على أحداث مؤلمة وبربرية للاستعمار»، مضيفا الجزائر أحرزت تقدما كبيرا..بفضل إرادة سياسية وشراكة متعددة الأشكال شرع فيها منذ السنوات الأولى للاستقلال، ولابد لهذه المعركة أن تتواصل إلى آخر لغم في الجزائر».
الشاب ادريسي تحدي اللغم والإعاقة وشق طريقه في البحث بخصوصها
يعد الشاب ادريسي عبد القادر أحد ضحايا الألغام، لم يمنعه لغم تسبب في بتر يديه إلى المرفقين وهو لم يتجاوز الـ٢٠ من عمره ذات يوم من عام 2007 من شق طريقه واستكمال دراسته العليا والحصول على ماستر جغرافيا سياسية مركزا كل أبحاثه حول الألغام التي كانت نقطة تحول جذري في حياة الشاب الذي يبلغ اليوم 27 عاما.
وأكد ادريسي الذي قضى سنة كاملة في المستشفى بعد الإصابة، أن الجزائر رائدة فيما يخص عملية تطهير الألغام المضادة للأفراد، منذ الاستقلال مذكرا بالجهود المبذولة من قبل أفراد الجيش الوطني الشعبي في نزعها والتكفل بالمتضررين منها.