طباعة هذه الصفحة

تحتضن تظاهرة عاصمة الثّقافة العربية 2015

قسنطينة تتألّق بين تاريخ عريق ومستقبل مشرق

قسنطينة: أحمد دبيلي

تحتضن قسنطينة ابتداءً من 16 أفريل 2015 تظاهرتها المنتظرة كعاصمة للثقافة العربية، هذه التّظاهرة التي يأمل القسنطينيون أن تنقل مدينتهم العريقة نقلة نوعية في ميادين مختلفة، بدأت ملامح التّغيير فيها تظهر للعيان من خلال العديد من المشاريع الجديدة التي استفادت منها الولاية، وكذا عمليات التّهيئة التي ستسمح دون شكّ بإعادة المعالم البارزة التي كانت تتمتّع بها هذه المدينة على مدار الحقب المتعاقبة لتاريخها الحافل.
وكانت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي قبل أسبوع، كشفت في ندوة صحفية بقسنطينة عن فحوى برنامج هذه التّظاهرة، والمتمثّل في خطوطه العريضة التي تبقى حتى وقت لاحق قابلة للإثراء من أجل إنجاحها واستمرار آثارها الايجابية في المستقبل، ممّا يضفي على قسنطينة أن تكون عاصمة أبدية للثّقافة العربية.        
وتتمحور الخطوط العريضة لهذا البرنامج السنوي حول نشاطات ثقافية مختلفة، منها المعارض الكتاب والموسيقى والرقص والكوريغرافيا والمسرح والتراث المعنوي والسينما والأسابيع الثقافية.  
   
 25 معرضا، ألف كتاب ومهرجانات كبرى للموسيقى  

تمّ في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، برمجة نحو 25 عرضا منها خمسة (5) عروض تتحدث عن مراحل ماضية مخصّصة لعدة فنّانين، وسبعة معارض أخرى تحمل مواضيع مختلفة، إضافة إلى أكبر معرض للنحت الجزائري، كما برمج 11 معرضا له صلة بالتراث يكون مصحوبا بنشر عدة كتب، ومعرض أخير حول: «مفهوم الوقت وكيفية إدراكه وأدوات قياسه منذ العصور القديمة إلى اليوم».
وفي مجال الكتاب سيتم طبع ونشر أكثر من ألف عنوان، وفي ميادين مختلفة، وهذا على مدار السنة التي تستغرقها التظاهرة، كما تنظّم أياما دراسية، مؤتمرات وصالونات متعلّقة بالكتب والنّشر.
وبخصوص الموسيقى والطّرب، ستقام بمدينة قسنطينة أكثر من 180 حفلة موسيقية كبرى، ما بين القاعة الكبرى للعروض «زينيت» وقاعتي دار الثقافة «مالك حداد» وقصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة».
كما برمجت 195 حفلة موسيقية ما بين ساحة التمثال «بحي باب القنطرة، ساحة أول نوفمبر «لابريش سابقا»، المسرح الجهوي وساحة الجامعة، ناهيك عن تنظيم 36 عرض حول عدة أفكار ومواضيع مقترحة بقصر أحمد باي، وتنظيم ليالي الموسيقى والأغنية العربية، أيضا إقامة وتوطين مجموع المهرجانات الثقافية للموسيقى بقسنطينة، وإطلاق ثلاث قوافل فنية تجمع أكثر من 3 آلاف فنان.

رقص، كوريغرافيا وأكثر من 300 عرض مسرحي   

وفي مجالي الرقص و»الكوريغرافيا»، تمت برمجة 36 عرض بالي وطني ودولي، و ثلاثة مهرجانات رقص (عربية افريقية) فلكلورية ومعاصرة، وكذا إنشاء إقامة للفنانين من أجل تكوين راقصي بالي و»كوريغرافيا» وأيضا تنظيم أسبوع الفلكلور العربي، ومسابقة لأحسن تصميم رقص (كوريغرافيا) للثانويات، وأخيرا تتويج هذا الاختصاص بنشر كتاب حول «البالي الوطني الجزائري».
وبخصوص المسرح، أولت لجنة البرامج أهمية خاصة لهذا الفن، حيث برمج 108 عرض مسرحي بقسنطينة وأكثر من 200 عرض مسرحي بولايات الشرق الجزائري طوال السنة.
كما سيعرض 12 عملا فكاهيا بقاعة العروض الكبرى «زينيت»، وإنشاء مقهى مسرح لاقتراح برنامج يتضمّن عرضين مسرحيين أسبوعيا وتنظيم أربع مهرجانات ذات حجم وأهمية متعلقة بالتخصصات المسرحية، إضافة إلى مسابقة لأحسن مسرحية للثانويات، وإنتاج أكثر من 40 عمل مسرحي وكذلك إنشاء محال إقامة للفنانين من أجل التكوين والكتابة المسرحية على هامش هذه التظاهرة.  
 
الأولوية للتّراث والسّينما تتوّج بأفلام جديدة

أولت لجنة البرمجة أهمية بالغة  لتسجيلات التراث الموسيقي، وهذا بنشر «مالوف قسنطينة، مختارات»، والذي يشمل 36 قرص مضغوط، وأيضا نشر 8 باقات أقراص مضغوطة مع كتيبات لمختلف فناني المالوف «عروبي ومحجوز».
كما يزمع تسجيل أجزاء جديدة من طرف الشيخ «مصطفى لمسامر»، الغناء «العيساوة» ومقاطع موسيقية من نوع» الزندالي».
هذا من جهة، ومن جهة ثانية سيتم نشر خمس ملفات متعلقة بالعناصر الأساسية للتقاليد القسنطينية، مع إقامة معرضين حول الموسيقى الأندلسية والموسيقى التقليدية، كما برمج أيضا تمثيل للمولد النبوي الشريف عند الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
وفيما يخص الأفلام الوثائقية، فسيتم توثيق وعرض أفلام جملة من الطبوع مثل «النشرة، حشايشي، عيساوة، ديان، موسيقى قسنطينة وشيوخ قسنطينة»، إضافة إلى إنشاء جوق جهوي لقسنطينة ومدرسة للموسيقى.
ودائما في مجال التراث، تستفيد قسنطينة من أشغال إعادة تهيئة القطاعات التراثية المحمية، وإنجاز حفريات أثرية وإقامة ورشة تعليمية مع طلبة وأساتذة علم الآثار وترميم دار «صالح باي»، وإعادة نشر في شكل باقة لمجلة «ديوان مجتمع باحثي آثار قسنطينة».
كما سيتوّج هذا النّشاط بتنظيم ملتقى دولي حول إفريقيا الرومانية وإقامة معرض ضخم للمخطوطات القديمة لقسنطينة، وأيضا نشر مؤلّفين الأول كتاب «نصيرة بن صديق» المكرس لقسنطينة، والثاني مؤلّف «سيرتا، قسنطينة عاصمة سماوية» لخليفة عبد الرحمان.
وإذا كانت جلّ النشاطات تتمركز في المدينة العريقة وبلدياتها المختلفة، فإنّ البرنامج لم يغفل أيضا الأسابيع الثقافية، حيث برمج تنظيم أربعة أسابيع ثقافية شهريا، كل أسبوع مهدى إلى ولاية من الوطن، وكذلك تنظيم أسابيع ثقافية مهداة إلى كل بلد عربي مشارك، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات وملتقيات علمية حول مواضيع مختلفة.
وفي المجال السينمائي سيتم إنتاج 05 أفلام، 15 فيلم وثائقي، 10 أفلام قصيرة، حيث سيقدم العرض ما قبل الأولى بمعدل ثلاث أعمال شهريا طوال السنة، وسيعاد عرض الأعمال بالولايات المجاورة بنفس الشهر، كما سينظّم مهرجان يحمل صبغة تنافسية يشمل جميع الانتاجات، مع تنظيم ملتقيات سينمائية سمعية بصرية، وأخيرا وضع برنامج خاص لتلاميذ الثانويات يتضمن تنظيم المسابقات وإنشاء محال لكتابة النصوص السينمائية وعرض أفلام في شوارع بلديات قسنطينة، وإقامة ورشة تكوين لإدارة السينما.