ناشد عدد من العقلاء والمسؤولين المحليين ومواطنين، لأول مرة، في رسالة عاجلة، رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري وفرض حظر التجوال في مدينتي غرداية وبريان لاحتواء الأزمة قبل أن يتفاقم الوضع، هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
ويأتي هذا النداء، بعد التطور والانزلاق الخطير الذي شهدته عدة أحياء وطرق بالمدينتين، نتيجة مناوشات جديدة خلفت إصابة حوالي 260 مواطن بجروح متفاوتة الخطورة، وإصابة عدد من رجال الشرطة، بينهم من هم في حالة خطيرة، بالإضافة إلى حرق عدة مركبات وشاحنات لقوات الأمن بالقارورات الحارقة.
وحلت قوات الدرك الوطني مكان قوات الأمن التي دخلت وحداتها في احتجاج نتيجة تأزم الوضع والظروف الاجتماعية التي يعانون منها، خاصة بعد تعرض 3 أعوان من الشرطة للحرق ببريان، حالة اثنين منهم خطرة، حيث احتشد المئات من رجال الأمن لوحدات التدخل للجمهورية أمام مقر الأمن الولائي، قبل أن يمشوا في مسيرات إلى مقر الولاية، مطالبين بتدخل وزير الداخلية والجماعات المحلية.
وسيطرت بعض قوات الدرك الوطني على بعض الأحياء لفتح الطرق وتسهيل مرور مئات المركبات التي بقيت عالقة لساعات على الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين ورقلة وغرداية والأغواط.
وتعد هذه التطورات سابقة خطيرة ضمن سلسلة الأحداث التي تشهدها المدينة، والتي يريد منها دعاة الفتنة جرّ الشارع إلى ما لا يحمد عقباه من أجل تحقيق أجندات داخلية وخارجية.
وذكرت تقارير أمنية، أن هناك أشخاصا يعملون على نقل الفوضى وزرعها في بلديات أخرى، على غرار بلدية العطف التي لم تشهد أي أحداث منذ عدة سنوات، وذلك باستعمال بعض الوسائل الإعلامية، إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام تنشر تقارير مغلوطة عن الوضع في غرداية، دون أية احترافية ولا ضمير إنساني. كما لم تصمد حالة الهدوء النسبي التي عاشتها غرداية منذ الدخول الاجتماعي تقريبا أمام محاولات إغراق الولاية في مستنقع العنف، ما تطلب وصول تعزيزات أمنية جديدة للسيطرة على الوضع.
وتدعو مختلف الأطراف والتيارات في غرداية، إلى فتح حوار عاجل وموسّع تناقش فيه مواضيع تسوية الأزمة التي تشهدها الولاية بشكل نهائي، في ظل تبادل الاتهامات بين أطراف الأزمة الثلاثة، فمن جهة توجّه أصابع الاتهام للسلطات الولائية ومصالح الأمن، ومن جهة ثانية للمالكيين والإباضيين، خاصة أن هذا الوضع يتزامن مع ظهور مخطط تحريضي كبير يعمل عليه أشخاص مجهولون بنقل الفوضى وزرعها لتتوسع، وفق مخططهم في عدة مناطق، بحسب ما أشارت إليه مصالح الأمن الوطني.
قتيلان و10 جرحى
في مناوشات ببريان
لقي شابان في العشرينات من العمر حتفهما وأصيب نحو عشرة أعوان من الشرطة ومن الحماية المدنية، بجروح طفيفة في مناوشات متفرقة وقعت، أمس، بين مجموعات من الشباب ببريان (45 كلم شمال غرداية)، حسب ما ما علمته واج من مصدر طبي بمستشفى غرداية.
وقد بدأت مجموعات من الشباب في التراشق بالحجارة وبالزجاجات الحارقة وفي إشعال إطارات مطاطية قبل أن يتدهور الوضع مما تسبب في انتشار حالة من اللاأمن.
على مستوى الشطر الهام من الطريق الوطني رقم 1 العابر لمدينة بريان، كما أوضح أحد الأعيان ومنتخب محلي.
وقد انقطعت حركة المرور لفترة مؤقتة قبل أن تتدخل قوات الدرك الوطني المنتشرة بالمنطقة لإعادة فتح الطريق واستئناف حركة المرور، وفق ذات المصدر.
وميزت هذه المصادمات التي اندلعت بين مجموعات من الشباب ببريان يوم الأحد أعمال تخريب وحرق لعشرات من المحلات التجارية، وكذا إقامة تابعة للبلدية كما ذكر نفس المنتخب.