أكد وزير الطاقة، يوسف يوسفي، خلال الندوة الدولية حول الصناعة الغازية في الجزائر، أن الجزائر لم يتم استدعاؤها لأي اجتماع استعجالي بخصوص انخفاض سعر النفط.
ورد الوزير على التخوفات المتعلقة بتراجع الاحتياط وإنتاج المحروقات بالجزائر قائلا «إن الإنتاج الجزائري، يعرف ارتفاعا بفضل استغلال حقول جديدة، وأن قطاع الطاقة سيركز كل جهوده من أجل تطوير المحروقات والطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية والنووية”، وأشار يوسفي إلى الإستراتيجية العامة لمواجهة ارتفاع الإستهلاك الذي سيتضاعف خلال 2030، ويزيد من حجم التضاعف آفاق 2040، من منطلق زيادة الطلب عليها في مجالات النقل والصناعة والفلاحة والسياحة، موضحا، أن سوناطراك “تتهيأ بشكل حثيث” لاستخدام تقنيات، تسمح بالرفع من نسبة استخراج المحروقات المتواجدة في الطبقات الجيولوجية المتراسة أو جد متراسة مثل صخور النضيد”، انطلاقا من “الاستغلال العقلاني لهذا النوع من الحقول المكتشفة والحفاظ على البيئة”، حسبما جاء في تدخل وزير الطاقة، مضيفا أنه “سيتم الاستعانة بأحدث التكنولوجيات خصوصا فيما يتعلق بمعالجة المياه المستعملة في استخراج الغاز الصخري حفاظا على الموارد المائية”.
ويكمن التحدي الأول والهدف الرئيس للدولة حسب يوسفي، في تلبية الطلب الوطني في مجال الطاقة والمساهمة في تمويل الاقتصاد بشكل دائم”، مبرزا في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح الندوة الدولية لصناعة الغاز في الجزائر “بأن النتائج المحققة إلى يومنا هذا، هي ثمار المجهودات المبذولة في مجالي العصرنة وتوسيع الاستكشاف، تحت ظلال التعديلات التي أدخلت على القانون المتعلق بالمحروقات”، وأضاف وزير الطاقة قائلا، أنه سيتم دراسة التكاليف المرتبطة بإنتاج الخاص الصخري، مؤكدا، أنها ستكون في مصلحة البلد، وفي حال تسجيل ارتفاع في التكاليف “لن يتم تبني هذا النوع من الطاقة”، يقول يوسفي، أن “الجزائر ستتحكم في التكلفة من خلال تبني إستراتيجية محكمة، قوامها التكوين والخبرة والإسراع في الإنتاج بمعايير تحترم الأولويات البيئية والطبيعية”، مؤكدا أن سوناطراك حفرت أكثر من 10 آلاف بئر في الصحراء دون تسجيل أي نوع من المحروقات.
وتوقع وزير الطاقة رفع إنتاج الغاز الطبيعي بـ40 بالمائة في الخمس السنوات القادمة ومضاعفته في غضون حوالي عشر سنوات”، كما تجدر الإشارة أن الغاز الصخري بالجزائر، يتم استخراجه عبر تقنية التفتيت الهيدرولوجي والحفر الأفقي.
سوناطراك أنتجت 2.5 مليار برميل بترول خلال 9 أشهر
وعلى الرغم من أن المجال المنجمي في الجزائر، يبقى نسبيا قليل الإستكشاف بشهادة الوزير، إلا أن المجمع البترولي “سوناطراك”، حقق خلال الـ9 أشهر الأولى من السنة الجارية حوالي 2.5 مليار برميل في مجال إنتاج المحروقات و4 مليار برميل خلال 2013.
وبخصوص المناقصة الأخيرة لوكالة النفط، والتي أعلن عنها مجمع سوناطراك في إطار استثماراته، أوضح يوسفي، قائلا “لقد عبرت خمس شركات عن عزمها لمرافقتنا في هذا المجهود، وفيما يتعلق بالطاقات المتجددة، فقد تم برمجة مخطط كلي منذ سنة 2011، سيتم تفعيله سنة 2030، ما من شأنه أن يسد ثلث استهلاكنا للطاقة الكهربائية، هذا وستدخل 20 مؤسسة حيز الخدمة لإنتاج الطاقة الريحية الشهر المقبل بالعديد من ولايات الوطن، وفيما يتعلق بالطاقة النووية، أكد يوسفي، أن هذا النوع من الطاقة من شأنه تعزيز الاحتياجات الطاقوية وسدها على المدى البعيد ما يستدعي من التحضير إلى تبني إنتاج هذا النوع من الطاقة.
وسيناقش المشاركون على مدار يومين الإمكانيات الوطنية من الموارد غير التقليدية بالجزائر وآفاق التنمية وتثمين التجربة الجزائرية في الصناعة الغازية عموما والغاز الطبيعي المميع على وجه الخصوص خلال 50 سنة، ويتزامن عقد هذا اللقاء بوهران مع الذكرى السنوية الخمسين لإنشاء أول مصنع للغاز الطبيعي المميع في العالم وهي الشركة الجزائرية لغاز الميثان المميع “لاكاميل” بأرزيو. يذكر أن افتتاح أشغال الندوة الدولية حول الصناعة الغازية في الجزائر في وهران، جرى بمركز الاتفاقيات “محمد بن أحمد” لوهران تحت إشراف وزير الطاقة يوسف يوسفي، وحضور نائب كاتب الدولة الأمريكي للطاقة السيد كريستوفر سميث والعديد من مسؤولي قطاع الطاقة من بينهم مسؤولو سوناطراك وخبراء وطنيون وأجانب، وكذا شركات دولية تنشط في مجال الصناعة الغازية.