توجّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى ليبيا في زيارة ترمي على ما يبدو إلى المساهمة في التحضير لجولة الحوار بين الفرقاء الليبيين المرتقب إطلاقها في الجزائر قريبا.
وكان بان كي مون أكد في تونس على أن تشجيع الحوار في ليبيا بين الأطراف المتنازعة يمثل الحل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية وإرساء الاستقراروالسلم فيها.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة التونسية مع وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي “إن إرساء الحوار السلمي ومواصلة المفاوضات سيدعمان الاستقرار والسلم في ليبيا ما يمهد إلى إيقاف أعمال العنف”، مضيفا أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون سيواصل جهوده لحل مشكلة الاختلافات بين الأطراف المتنازعة والعمل على تهدئة الوضع هناك.
ولفت الأمين العام الانتباه إلى مسألة تنامي ظاهرة الإرهاب في العديد من دول العالم ودعا إلى إرساء استراتيجية فعالة لمكافحة هذه الظاهرة المقيتة ومساعدة البلدان التي تحتاج إلى الدعم لحماية السكان المدنيين العزل ووضع خطط كفيلة للقضاء على الإرهابيين ومنع تقدمهم.
زيارة بان إلى ليبيا التي تأتي في أجواء من التصعيد الأمني الخطير، تشكّل دعما قويا للجهود التي تبذلها الجزائر قصد التّحضير للحوارالليبي ومحاولة إقناع الإخوة الفرقاء هناك بوضع السلاح والجلوس إلى طاولة حوار لايجاد مخرج سلمي للأزمة الدموية التي تعصف بهم.
وفي هذا الإطار، أكدت الجزائر أنها لن تقصي أي طرف من أطراف الأزمة الليبية من الحوار المرتقب في الجزائر، وأوضحت أن دعوات الحضور يتم التحضير لها استعدادا لتوجيهها لليبيين المعنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي شريف، أن الجزائر لن تقصي أي طرف من أطراف الأزمة الليبية من الحوار، إلا من أقصى نفسه بنفسه، مبرزا أن الجزائر تؤدي دور المسهّل في أزمة ليبيا وليس بإمكانها إبعاد أي طرف من الحوار الذي سيجري قبل نهاية أكتوبر الجاري، وأبرز أن الذين يمارسون العنف غير معنيين بالحوار،مشيرا إلى أن الجزائر تلقت طلبات كثيرة من أطراف ليبية للمشاركة في الحوار.
أمنيا أعلن زعيم جماعة “أنصار الشريعة “في ليبيا في رسالة عبر الفيديو أن الجماعة تأمل في إحكام سيطرتها على مدينة بنغازي بشرق ليبيا من القوات الموالية للحكومة في الأيام المقبلة، لكنها لن تسعى للسيطرة على مدن أخرى.
وقال محمد الزهاوي زعيم أنصار الشريعة في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن المعركة في بنغازي ستنتهي في الأيام المقبلة.
يذكر أن أعضاء أنصار الشريعة تقدّموا صوب مطار بنغازي المعقل الأخير للقوات الموالية للحكومة في المدينة الساحلية، واستولى المسلحون بالفعل على عدة معسكرات للجيش.
وبعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي تعيش ليبيا حالة من الفوضى. ويتحصن البرلمان المنتخب في طبرق شرقي بنغازي منذ فقدت الحكومة السيطرة على العاصمة طرابلس لصالح جماعة مسلحة من غرب البلاد في أوت الماضي.وتتهم واشنطن أنصار الشريعة بتنفيذ هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012 أسفر عن مقتل السفير الأميركي.