طباعة هذه الصفحة

مجاهدون يثمّنون دور المثقفين العرب في دعم الثورة التحريرية

الراحل ماخوس وهب نفسه من أجل الجزائر

جلال بوطي

أجمع، باحثون في التاريخ ومجاهدون كبار، على الدور الكبير للمثقفين والإعلاميين العرب في مناصرة الثورة التحريرية، ودعمها معنويا وماديا في مواجهة الاستعمار الغاشم،  داعين إلى تسليط الضوء بموضوعية على الجوانب التفصيلية في تاريخ الذاكرة الوطنية.

وتطرق الدكتور محي الدين عميمور، في معرض حديثه إلى جانب مهم في الموضوع، تمثل في مناصرة بعض المثقفين الفرنسين، من الكتاب والصحفيين والمغنين  للثورة التحريرية، ومناهضتهم للسياسة الاستعمارية، من أمثال “موريس اودان”، و«بلزيد بروزو” وغيرهم...ممن ضحوا بأنفسهم في سبيل الدفاع عن مبادئ الحق والوقوف مع الشعوب الضعيفة.
ودعا الدكتور عميمور، من منتدى جريدة المجاهد، الذي نظم بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، حول دور المثقفين والإعلاميين العرب في مناصرة الثورة التحريرية، تكريما للمجاهد الراحل “إبراهيم ماخوس”، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، إلى الابتعاد عن أسلوب التأبين الذي تسلكه العديد من الجهات المهتمة بالتاريخ، وشدد على ممارسة النقد الموضوعي في التطرق إلى الأحداث التاريخية.
وأوضح المجاهد و الوزير الأسبق أن القضية الجزائرية نالت حظها في كامل أقطار العالم العربي، لأنها ثورة العرب كافة، و أوضح دور الشعراء والكتاب في التغني بالثورة، على غرار نزار قباني، احمد عبد النور حجازي، محمد فوزي.. وغيرهم .
وذكر عميمور أن المجاهد ماخوس وهب نفسه للجزائر بعد إلحاحه في الانضمام لصفوف جبهة التحرير الوطني بسوريا، التي كان يسير مكتبها المجاهد المرحوم عبد الحميد مهري، موضحا أن الأخير طلب من ماخوس ورفاقه نور الدين الاتاسي، صلاح جديد، يوسف زعين ومحمد عين، ومحمد عيد عشاوي مواصلة دراستهم للطب بسوريا ضمن بعثة الطلبة الجزائريين رغم أنهم سوريون، وتحضير أنفسهم لدعم الثورة.
وفي هذا السياق قال عميمور أن المجاهد ماخوس، كان يلح كثيرا على الانضمام لصفوف جبهة التحرير  والمساهمة في دعم الثورة، حيث بدأ طبيبا في إسعاف المجاهدين على المستوى الحدودي مع تونس رفقة عدد من أصدقاءه ، ثم التحقوا رسميا بصفوف الجبهة بعد قبول طلبهم.
من جهته تطرّق محمد عباس إلى جزء هام من حياة المجاهد ماخوس الذي كان طالبا بكلية الطب في سوريا،  وكان ينتمي إلى صفوف حزب البعث، حيث شغل عدة مناصب في سوريا أثناء فترة السبعينات، منها وزيرا للخارجية، وبعد حدوث انقلاب في سوريا طلب ماخوس اللجوء إلى الجزائر، حيث عاش رفقة عائلته وأبنائه، وذكر عباس أن الرئيس الراحل هواري بومدين قلّده وسام الشرف لدعمه للقضية الجزائرية.
من جانبها ذكرت المجاهدة والوزير السابقة  “زهور ونيسي” بموقف المجاهد ماخوس المشرف بمساندة الثورة.
كما ذكر “إبراهيم معروف” أحد أقارب ماخوس أن الأخير تعرض لعدة محاولات اغتيال من طرف حزب البعث في سوريا، بعد أن سيطر عليه الانقلابيون، ونوّه إلى  دور الرئيس الراحل هواري بومدين في حماية ماخوس أثناء إقامته بالجزائر.