أشرف وزير الاتصال حميد قرين، أمس، على أشغال ملتقى حول محاربة العنف في الملاعب تحت شعار “ العنف حجة من لا حجة له “ بقصر المعارض بالصنوبر البحري بحضور لاعبين سابقين و مجموعة من الأكاديميين و الباحثين .
أكد ڤرين أن الملتقى حول العنف ينظم تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وفي اطار نشاطات الحكومة.
وأضاف أن التحسيس ضد العنف ليس من اختصاص قطاع الاتصال وحده بل المجتمع بكافة مكوناته كاشفا عن اطلاق حملة تحسيسية لمواجهة التطرف قريبا لمشاركة شخصيات وفنانين جزائريين لهم شهرة.
ودعا الوزير في كلمته الموجهة لرجال الاعلام إلى العمل والترويج لثقافة الاعتدال والعقلانية والتوخي روح التسامح والمسالمة.
و أجمع المتدخلون على ضرورة محاربة هذه الآفة المتواجدة في المجتمع و التي تظهر بصورة جلية كل نهاية أسبوع في الملاعب على هامش مباريات البطولة الوطنية.
و استغل بعض الباحثين و الأخصائيين النفسانيين الفرصة للتأكيد على محاربة العنف بأنواعه و عدم الاكتفاء بعنف الملاعب الذي يبقى واحدا من الظواهر التي تسيء لصورة الرياضة في الجزائر .
“ توعية الشباب بداية بالمدرسة و الأسرة “
شدّد وزير الاتصال حميد قرين خلال كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الملتقى على تفادي العنف في المعاملة قائلا “ العنف في الملاعب هو جزء من العنف الذي نعيشه يوميا لهذا لا يجب أن ننادي بمحاربة العنف في الملاعب أو في المجتمع و إنما يجب تكريس ثقافة التعامل بدون عنف لأنه هو السبيل الوحيد الذي سيسمح لنا بالرقي بمجتمعنا و هو ما ينعكس إيجابا على أخلاق شبابنا في المستقبل “ .
و انتهز قرين الفرصة ليشدّد على أهمية وسائل الإعلام في تكييف المجتمع مع هذه الثقافة قائلا “ الإعلام دوره محوري و هنا أتكلم بصفة خاصة عن الإعلام الرياضي الذي يجب أن يلعب دورا محوريا في تكريس ثقافة التعامل بدون عنف في المجتمع و هو الأمر الذي يبدأ من الملاعب خلال المباريات “ .
كما أثنى قرين على أهمية الملتقى قائلا “ هذا اللقاء لن يكون الأخير لأنه يناقش موضوعا مهما و له انعكاسات كبيرة على المجتمع الجزائري لهذا يجب على الجميع المساهمة بآرائهم و أفكارهم لإثراء النقاش و الخروج بتوصيات تساهم إيجابا لتحقيق أهدافنا النبيلة “.
خالف: “ الملاعب هي مرآة المجتمع “
من جهته أكد المدرب السابق للفريق الوطني خالف محي الدين خلال تدخله على أهمية هذا الملتقى قائلا “ أنوّه كثيرا بمن نظم هذا الملتقى لأنه جاء في وقت حساس و مهم و في ظرف تعيش فيه الملاعب الجزائرية أوقاتا عصيبة و الدليل ما حدث للاعب إيبوسي لهذا لا يجب التوقف عند طرح الانشغال و إنما يجب إيجاد الحلول الملائمة من أجل غرس ثقافة الروح الرياضية في الملاعب و من خلالها في المجتمع و هنا أعني ثقافة التسامح بين المجتمع الجزائري “ .
و أكد خالف أن ما يحدث في الملاعب الجزائرية هو انعكاس للثقافة السائدة في المجتمع قائلا “ العنف في الملاعب حسب رأيي هو انعكاس لما يحدث في المجتمع الجزائري فغياب ثقافة التسامح في المجتمع كان له الأثر البالغ لانتشار العنف في الملاعب لهذا يجب على المدرسة و الأسرة القيام بواجباتهما من أجل تثقيف الشباب من الصغر و توعيتهم بخطورة هذه الظاهرة “ .
ماجر: “ على مسؤولي الأندية التحلي بالمسؤولية “
طالب اللاعب الدولي السابق رابح ماجر الفاعلين في المجال الرياضي بضرورة التحلي بالمسؤولية من أجل تفادي حدوث انزلاقات أخرى داخل الملاعب قائلا “ العنف يبدأ قبل المباريات من خلال عدم تحلي مسؤولي الأندية و اللاعبين و المدربين بروح المسؤولية و هنا يجب عليهم تفادي التصريحات المثيرة و أن يعطوا المثل داخل أرضية الميدان لأنهم قدوة الشباب “ .
من جهة أخرى أعاب ماجر غياب ثقافة تقبل الهزيمة عن الملاعب الجزائرية قائلا “ لقد أصبح الفوز هو شعار الجميع و هذا خطأ كبير يجب أن نضع في الحسبان أن كرة القدم فوز و خسارة و من هنا أطالب كل الفاعلين في المجال الرياضي للتحلي بروح المسؤولية و خسارة مباراة لا تعني نهاية العالم لأنك تستطيع التعويض لكن إذا حدث ما لا يحمد عقباه فهنا لا تستطيع فعل أي شيء “ .
أهمية دور الإعلام المحوري في محاربة الآفة
و كان الإعلام حجر الزاوية في كل المداخلات من خلال دوره المحوري سواء السلبي أو الايجابي و لو أن البعض حمّله مسؤولية بعض الأحداث في الملاعب مستندين للخطاب التحريضي و العناوين المثيرة لكن يبقى هذا الأخير حسب بعض الإعلاميين الذين تدخلوا خلال أشغال الملتقى مجرد وسيلة لإيصال المعلومة و لعب دور مهم لمحاربة هذه الآفة من خلال تكريس ثقافة الروح الرياضية في الملاعب و التأكيد في كل مناسبة أن الرياضة هي فوز و خسارة.