طباعة هذه الصفحة

نجــــوا مــــن القصـــف ويهدّدهــــم التجويـــــع

الاحتــــــــــــــــــلال يخنــــــــــــــــــق حديثــــــــــــي الـولادة بغــــــــــــــزّة

 

 داخل وحدة “حديثي الولادة” بمستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، ترقد أجساد صغيرة لأطفال بالكاد تتحرّك داخل الحضانات، تغطيهم أقمشة طبية خفيفة، فيما تكافح أجهزة الإنعاش لإبقائهم على قيد الحياة في ظل حرب الإبادة الصّهيونية المتواصلة للشهر 19.
داخل القسم لا صراخ ولا بكاء كما هو معتاد من الأطفال حديثي الولادة، بل أنين خافت وصمت ثقيل، يعكس ضعفهم الشديد وحالتهم الصحية الحرجة، في مشهد مرهق ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
لا غــــــــــــــــــــــــــذاء ولا دواء
 هذا الصمت يعكس المأساة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء المخصّص لهم، وانهيار النظام الصحي نتيجة الحصار الصّهيوني المتواصل على قطاع غزّة.
ولم تدخل أي شحنات طبية أو غذائية مخصّصة لحديثي الولادة منذ أكثر من شهر ونصف، في أطول فترة انقطاع منذ بدء الإبادة، ما تسبّب في تدهور الرعاية الصحية وتهديد حياة عشرات الأطفال في الحضانات وأقسام الولادة.
وقالت فداء النادي، طبيبة الأطفال في مجمع ناصر الطبي، “إنّ المستشفى يواجه أزمة كبيرة في توفير أنواع الحليب المناسبة للأطفال، وخاصة الذين يعانون مشكلات في الجهاز الهضمي، إلى جانب نقص شديد في الحفاضات والمستلزمات الأساسية”.
وأضافت: “هذه الاحتياجات غير متوفرة على الإطلاق، ولا يمكن تعويضها بسهولة، كما أنّ سوء تغذية الأم خلال الحمل ينعكس مباشرة على صحة الطفل بعد الولادة”.
حـيــــــــــــــــــــــــاة مهـــــــــــــــــددة
 وأكدت أنّ استمرار الحصار الصّهيوني يهدّد حياة الأطفال بشكل مباشر. وأوضحت أنّ الرضع الذين نجوا من القصف تحاصرهم اليوم سياسات التجويع، التي تمارسها سلطات الاحتلال بالقطاع ضمن حرب الإبادة التي ترتكبها. وحذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الجمعة، من اقتراب غزّة من حالة “الجوع الشديد للغاية” جراء استمرار الحصار الصّهيوني.
نــــــــــــــــداء إنســــــــانـــــــــــــــــي
 ووجهت الطبيبة نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي والجهات المعنية بضرورة فتح المعابر فورا، مؤكّدة أنّ هذا الإجراء “كفيل بإنقاذ حياة الأطفال”. وأضافت: “كل يوم يمرّ يعني مزيدا من الخطر على أرواحهم، نحن لا نملك الوقت، وأطفالنا لا يملكون البدائل”.
والثلاثاء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في بيان، إنّ قطاع غزّة يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الاحتلال الصّهيوني حرب الإبادة على الفلسطينيّين. وأشار البيان إلى أنّ الوضع الإنساني السيئ في غزّة سببه الحصار الخانق، الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ 2 مارس الماضي، حيث أغلقت المعابر بالكامل ومنعت دخول أي مساعدات إنسانية.