تتطلع العائلات الشلفية إلى فتح الفضاء الترفيهي بحي الردار ببلدية الشلف، وتسوية وضعيته العقارية وهذا بهدف تمكينهم من الاستفادة من هياكله التي أصابها التلف والتخريب بعدما كلفت الأشغال المنجزة الملايير أمام عيون المصالح المعنية التي تعاقبت على الملف دون تسويته.
الوضعية التي آل إليها ذات المرفق الترفيهي المعروف بالحديقة الحضرية المقابلة للمحكمة الإدارية، صار يثير قلق الجميع بمن فيهم العائلات والأطفال والشباب، الذين استغربوا تماطل الجهات المعنية لتسوية المشكل المطروح الذي عمر طويلا، حسب تصريحاتهم الناقمة عن الوضع.
فموقعه الهام جعله وجهة الزوار من داخل المدينة والبلديات المحيطة بها ومناطق من خارج الولاية، غير أن الاستغلال الجزئي لمدخله لم يعد يستوعب الأعداد الهائلة من هؤلاء الذين وجدوا في موقعه وفضائه الترفيهي في أعالي منطقة الردار متنفسا لهم، خاصة مع دخول كل فصل صيف، تقول العائلات، التي التقينا بها في عين المكان والتي تتطلع لهذا الفضاء الرحب بغابته من أشجار الصنوبر البحري والزيتون تتخللهم أنواع من الفيتوس والنخيل الذي تم غرسه منذ حوالي7 سنوات مضت، حسب العارفين بالموقع الطبيعي المعروف بهواء النقي وهدوئه بعيدا عن ضجيج المدنية القديمة لبلدية الشلف.
وجد فيها هؤلاء الزوار الراحة من خلال الجلسات الحميمية بين العائلات والأطفال الذين فتحت لهم بعض الألعاب القليلة بأسعار مقبولة بالنظر إلى طبيعة الألعاب، التي لم ترق لما هو متعارف عليه في حدائق التسلية بنظر هؤلاء البراعم والبراءة التي قبلت بهذه الأنواع على مضض، يشير محدثونا.
بقاء الإشكال مطروحا منذ سنوات بين مديرية الغابات والبلدية والمصالح البيئية وأملاك الدولة دون حل لطبيعة الملكية وتحديد مسيرها أو وضعيته كمشروع استثماري من شأنه أن يدر على الجهة المعنية به بأموال طائلة لا زالت ضائعة لحد كتابة هذه السطور.
يأتي هذا رغم تعاقب الإدارات والمصالح المختصة دون أن يجد الملف حلا أو انفراجا بالمقارنة مع الوعود التي ما فتئت الإدارات تقدمها لتسوية الوضعية نهائيا لكن بدون نتيجة. وبخصوص تحديد وجهته الاستثمارية سبق وأن أسند الهيكل لأحد رجال الأعمال لكن لم يعمر الإشراف طويلا، فبعد أقل من سنة تم إبطال الصفقة بعد وعود هذا الأخير بتهيئة الهيكل وفق متطلبات الفضاءات الترفيهية المعروفة بعدة ولايات، ليطرح من جديد ملف التسوية وأحقية الملكية وهوية المشرف على العملية.
لكن ما يثير القلق هو حلة التدهور للمرافق الموجود بداخل ذات الفضاء الترفيهي من مسابح وهياكل للألعاب المائية بذات المنحدر الذي يحاذي مصالح الجزائرية للمياه من خلال مديرية منطقة الشلف الجهوية التي أمّنت الجانب العلوي من الفضاء الترفيهي.
ومن جانب آخر، لا زالت المتاجر الخشبية التي سبق وأن قدمت ضمن مجال البيع بالمزاد العلني عرضة للتدهور والتخريب والتآكل الطبيعي في غياب الصيانة والتكفل، كما أصبح مشروع القطار الترفيهي للعائلات والأطفال حلما بعيدا المنال، رغم وضعه كأهداف من بين المرافق التي يحتاجها الزوار على غرار ما تتوفر عليه مثل هذه الفضاءات التي تجمع بين المنظر الطبيعي والهياكل التي تم وضعها لتلبية المتطلبات والاحتياجات التي تروق الزوار. وإلى جانب ذلك يحتوي الهيكل على مسارح مفتوحة على الهواء الطلق ونادي وصالون للقاءات، لكن المؤسف أن بعضا منها تعرض للتخريب والإتلاف.
وأمام هذه الوضعية تناشد العائلات والأطفال والشباب الوالي بالتحرك لحل الوضعية وإعادة الروح واستكمال المشروع الاستثماري، الذي من شأنها أن يوفر عائدات طائلة للجهة التي يسند لها الإشراف على التسيير والاستغلال لهذا الهيكل الهام بذات البلدية.