يواصل نظام المخزن المتهالك، داخلياً وخارجياً، تدبير المكائد ضد الجزائر من خلال إقحام بعض دول المنطقة وتوظيف أنظمتها حديثة العهد بالممارسة السياسية لضرب استقرار الجزائر، في خطوة تهدف إلى صرف أنظار الرأي العام المغربي عن الإخفاقات المتتالية على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث ومع كل خطوة عدائية تتخذها الرباط، يبدو أنها تحشر نفسها في الزاوية الضيقة وتزيد من تضييق الخناق حول نفسها.
لم يكن ظهور العلم المغربي، بيد بعض الماليين الذي دفعت بهم الطغمة الانقلابية في باماكو إلى التظاهر، قصد التستر على الفشل في إدارة الأزمة المستعصية في البلاد مفاجئا، لمن يتابع الأحداث في الساحل الإفريقي، وخاصة منذ وصول انقلابيين إلى السلطة في مالي، مستعدين للتحالف مع الشيطان من أجل البقاء في الحكم إلى ما لا نهاية.
ولا يختلف اثنان على أن شعور الحقد والنكاية في الجزائر، أصبح أفضل صناعة يمتهنها نظام المخزن، ويتقاسمها مع من يشتركون معه في لعبة الصفقات المشبوهة بعيدا عن المبادئ والمصالح العامة.
في هذا الإطار، يرى أستاذ القانون بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف، الدكتور نورالدين اعلي سالم، أن لنظام المخزن المغربي يد خفية فيما يحدث بمنطقة الساحل من عربدة ومؤامرات تستهدف التنغيص على الجزائر.
ويشير اعلى سالم إلى أن المتتبع للأحداث المتسارعة في الآونة الأخيرة، يُدرك يقيناً أن سيناريو الطائرة بدون طيار المالية وانسحاب باماكو من اتفاق الجزائر، وقائع ذات تخطيط مسبق في دهاليز نظام مملكة الحشيش، ويعتبر أن إسقاط درون مسلّحة اخترقت المجال الجوي للبلاد ردّة فعل منطقية على مثل هذه الحوادث، وهي رسالة واضحة لمن تسوّل له نفسه التعدّي على الجزائر سواء من حدودنا الجنوبية أو الغربية.
وأشار محدّثنا إلى أن ما أعقب الواقعة من أحداث واستفزازات مستمرة من طرف الطغمة الحاكمة في مالي، يُظهر أن هذه الأخيرة ليست سوى أداة بيد جهات أخرى تحاول جر الجزائر إلى مستنقع صراع إقليمي محتدم، حيث تأخّرت باماكو في إصدار بيانها حول إسقاط الطائرة بدون طيار، إلى حين التشاور مع من يقفون خلف الستار، عكس البيان الصادر عن وزارة الدفاع الجزائرية الذي جاء واضحاً وشجاعاً وشديد اللهجة لدرجة إحداثه لهزّات ارتدادية في بعض العواصم لا تقل قوة عن الحادثة نفسها.
وتساءل أستاذ القانون بجامعة تندوف عن الأسباب التي منعت الانقلابيين في مالي من إصدار بيان للرأي العام حول الحادثة وقت وقوعها، خاصةً وأن الطغمة الحاكمة في مالي كانت تراهن على هذا السلاح كغيرها من حلفائها، مجدداً التأكيد على وجود أيادٍ خفية وأخرى علنية تحيك المؤامرات ضد الجزائر وتعيث فساداً في المنطقة برمّتها.
وكشف المتحدّث أن حفنة المراهقين التي تحكم مالي ومن يقف خلفهم من عملاء المخزن، غير قادرين على مجابهة الجزائر ولا الوقوف نداً للند معها، مؤكداً بأن كرة الثلج التي أطلقها نظام المخزن بدأت في التدحرج في منحدرٍ ساخن، وما هي إلا أيام حتى يذوب الثلج وتتكشّف خيوط المؤامرة التي تديرها الرباط، وأن الأيام القادمة حبلى بالأحداث والمستجدات التي ستدفع حكام مالي والنيجر إلى العودة إلى الجزائر معتذرين.
وتلتقي الطغمة الانقلابية في باماكو مع نظام المخزن، في بيع الوهم للرأي العام عبر التضليل الإعلامي، مثل مبادرة الأطلسي، فمن لا يملك ثمن تعويض خيمة لمنكوب كارثة طبيعية، كيف له أن يتحدث عن مشاريع استراتيجية.
ومعروف أن رمال الساحل، دائما ما تبتلع المغامرين المتحمسين زيادة، لتحصيل مكاسب بطرق لا أخلاقية ومنافية للقانون الدولي على حساب تطلعات الشعوب.