حذر رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب عقيلة صالح قويدر، من “حرب أهلية” في ليبيا جراء التدهور المستمر للأوضاع في البلاد. ونقلت مصادر إعلامية، أمس، عن صالح قويدر قوله، خلال اجتماع رفيع المستوى عقد في طبرق، الجمعة، إن “الرسالة التي نود إيصالها إلى أشقائنا وأصدقائنا هي أن الأوضاع الأمنية تتدهور يوما بعد يوم واحتمال الحرب الأهلية يلوح في الأفق”.
وأضاف قويدر، أن “للتطورات في بلاده تداعيات سلبية ليس على ليبيا فقط بل وعلى دول الجوار وجنوب البحر الأبيض المتوسط وشماله”.
وأكد على “ضرورة الانخراط الحقيقي والفاعل في الشأن الليبي من أجل تحقيق تقدم ملموس في الانتقال الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات والقانون”، مشيرا إلى أن هذا الانخراط “يجب أن يركز على تحقيق أهداف، منها تمكين الحكومة المؤقتة من احتكار الاستخدام الشرعي للقوة، لتتمكن من بسط سيطرتها على التراب الليبي كافة ونزع سلاح الجماعات المسلحة”.
كما شدد على أنه “يجب التحرك السريع لمساعدة الحكومة الليبية على بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس ودعوة المجموعات المسلحة إلى الانسحاب من مؤسسات الدولة، حيث تتاح الفرصة لتقديم الخدمات للمواطنين وعودة البعثات الدبلوماسية إلى العاصمة”.
تأتي هذه التحديرات فيما قال العضو بمجلس النواب الليبي - البرلمان المنتخب المنعقد في طبرق - طارق الجروشي، إن الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبد الله الثني، ستؤدي اليمين القانونية أمام البرلمان، اليوم الأحد. في حين شهدت بنغازي وقفة احتجاجية للمطالبة بتأمين المدينة والتصدي لموجة الاغتيالات التي شهدتها في الآونة الأخيرة.
ومنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الأزمة التي تقدم بها رئيس الوزراء المكلف عبد الله الثني وذلك بأغلبية ساحقه خلال جلسته المسائية الأثنين الماضي، بعد أن صوت 110 من النواب لصالح منح الثقة للثني من إجمالي 112 عضوا حضروا الجلسة.
من جهة أخرى، شهدت مدينة بنغازي (شرقي ليبيا) وقفة احتجاجية دعا المشاركون فيها مجلس شورى ثوار بنغازي إلى “تأمين المدينة والتصدي لموجة الاغتيالات التي شهدتها في الآونة الأخيرة”.
وتشهد مدينة بنغازي تزايدا في موجة الاغتيالات خلال الفترة الحالية، بلغت ذروتها تسع حالات خلال يوم واحد الثلاثاء الماضي، بينهم ضباط بالجيش ورجل أعمال ومسؤول حكومي وإمام مسجد”.
وقد قتل، أمس الأول، بالمدينة أربعة عسكريين بالجيش الليبي، بينهم خبير متفجرات تابع لمديرية أمن مدينة بنغازي شرقي البلاد، بينما نجا شرطي آخر كان برفقته إثر هجوم مسلحين مجهولين عليهم بمناطق متفرقة بالمدينة.
وتشهد ليبيا معارك دامية منذ منتصف جويلية الماضي بين ما يسمى “الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر، الذي يشنّ هجوما عسكريا أطلق عليه عملية “الكرامة” من جهة، وقوات “فجر ليبيا” من جهة أخرى، التي سيطرت على مطار طرابلس ومواقع عسكرية مهمّة تابعة لقوات الأول في بنغازي.
وأدى ذلك إلى حدوث انقسام سياسي بوجود مجلسين تشريعيين وحكومتين، إحداهما كلفها المؤتمر الوطني العام (الذي يواصل مهامه في طرابلس)، والثانية يقودها عبد الله الثني ووافق عليها النواب المجتمعون في طبرق.