طباعة هذه الصفحة

وســــــــط صمــــــــت ولامبـــــــالاة عالميّـــــــــين

الاحتلال يجوّع غزّة لإجبار سكّانها على الرّحيل

 

 قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، إنّ سلطات الاحتلال تستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا في غزّة.
وذكر لازاريني أنّ الجوع واليأس ينتشران في قطاع غزّة مع استخدام الاحتلال الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا، وأشار إلى أنّ السلطات الصّهيونية تفرض حصارا خانقا على غزّة منذ أكثر من شهر وتواصل منع دخول البضائع الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود، وهو ما وصفه بـ«العقاب الجماعي”.
وأوضح أنّ النظام المدني في القطاع بدأ يتدهور بسبب الحصار الخانق، ولفت إلى أنّ الفلسطينيّين في غزّة متعبون جدّا لأنهم محاصرون في مساحة صغيرة، وطالب برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية.
وفي 2 مارس الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال معابر قطاع غزّة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبهب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكّدته تقارير حكومية وحقوقية محلية. هذا، وأجمع خبراء على أنّ سلطات الاحتلال تسعى من وراء التضييق غير المسبوق على القطاع لفرض واقع سياسي جديد.
وحشيـــــــــــة غـــــــــــير مسبوقـــــــــــــــــة
 ووصف الباحث والناشط في العمل الإنساني، الدكتور عثمان الصمادي، المشهد الراهن بأنه غير مسبوق، وأكّد أنّ القطاع يتعرّض لحصار مطبق ويحرم أهله من كل مقوّمات الحياة من ماء وغذاء ودواء، مع قصف مستمر يومي يؤدي لارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى، مشدّدا على أنّ هذا المشهد ليس له مثيل في التاريخ الحديث “بهذه القسوة والوحشية في تطهيره العرقي وإبادته الجماعية”.
واتفق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي مع رأي الصمادي، مؤكّدا أنّ غزّة تشهد مرحلة استثنائية من المعاناة.
وأضاف البرغوثي أنّ غزّة تعيش اليوم أخطر وضع ليس منذ بداية هذه الحرب فحسب بل منذ حرب النكبة عام 1948، حيث “نشهد مجاعة رهيبة على مرأى ومسمع من العالم، وقتلا وموتا من دون أي احترام للحياة الإنسانية”.
وبحسب البرغوثي فإنّ الهدف الإستراتيجي وراء الإجراءات الصّهيونية الحالية، هو إجبار كل سكّان قطاع غزّة على النزوح والخروج إلى معسكرات اعتقال تتحكّم فيها قوات الاحتلال، ثم وضع الناس في ظروف رهيبة لإجبارهم على القبول بالتطهير العرقي”. ونبّه إلى نية الاحتلال “تكليف شركة أميركية خاصة بإدارة كل ما يدخل إلى غزّة تحت إشرافه المباشر”.
وبحسب الصمادي فإنّ سياسة التهجير المتكرّر التي ينتهجها الاحتلال ضدّ سكّان غزّة تأتي في إطار إستراتيجية متعمدة لمضاعفة معاناتهم، “إذ لا تكتفي القوات الصّهيونية بالمجاعة والقتل والعطش، بل تسعى لإرهاق السكّان نفسيا وجسديا عبر التنقلات القسرية المستمرة، بهدف دفعهم في نهاية المطاف إلى الخضوع لشروطها والانصياع لمخطّطاتها”.
على صعيد آخر انتقد البرغوثي حالة التخاذل الدولي والإقليمي، مؤكّدا أنّ التخلي عن غزّة تعاظم تدريجيا من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام.