طباعة هذه الصفحة

انتقادات كبيرة للحكّام منذ بداية الموسم

تكاثف جهود جميع الفاعلين في الكرة الجزائرية كفيل بإيجاد الحلول

حامد حمور

 احتكرت قضية التّحكيم الواجهة في الأحداث الكروية الجزائرية في الأيام الأخيرة، خاصة بالخرجة المفاجئة للحكم الدولي بيطام، الذي اتّهم مسؤولين في الرابطة الوطنية ولجنة التحكيم بالتدخل في عمل الحكام، الأمر الذي زاد للطّين بلّة في الوقت الذي نلاحظ أنه منذ انطلاق البطولة والتّصريحات تركّز أكثر على الأخطاء التحكيمية من طرف المدربين ورؤساء الأندية وحتى من طرف اللاّعبين .

كل هذه النّقاط تسبّبت في إحداث نوع من الخلل في سيرورة المنافسة من خلال وجود الحكام في وضع لا يحسدون عليه، في الوقت الذي كان من الأجدر الحديث على أمور تقنية تصبّ في العمل على تطوير المستوى الكلي لكرة القدم عندنا.
وحسب العارفين بخبايا الكرة، فإنّ تكاثف جهود الجميع هو السبيل الأمثل للخروج من هذا الوضع، واحترام الرّوح الرياضية من كل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية، أين يلاحظ أنّ التّحكيم الجزائري جد محترم خارج الوطن من خلال إشراف العديد من الحكام الجزائريين على مقابلات دولية يكونون في المستوى كونهم يحكمون في ظروف مناسبة جدا، في حين أنّ الوضع ووجود محيط يتّسم بالضغط يجعل الحكم يفقد العديد من نسب التركيز كونه يخشى أن يغلط في لقطة قد تسبّب له العديد من ردود الفعل التي تؤثّر عليه وعلى المباراة في نفس الوقت.
تصريحات المسيّرين والمدرّبين تضاعف المشاكل
فالتّكوين غير المضبوط للاعبين على مستوى الأندية يجعلهم يحتجون على قرارات الحكم تقريبا في كل اللقطات، وهو ما يولّد ضغطا رهيبا عليه، هذا ما يدفع الجمهور بعد ذلك للشك في كل قراراته التي تشكّل ديكورا غير رياضيا في المدرجات بالرغم من أنّ الحكّام القدامى يشيرون في الكثير من تصريحاتهم أنّ “الحكم هو بشر” وبإمكانه أن يخطئ في لقطة سريعة لا يمكن التدقيق فيها بصفة كبيرة، لكن ذلك لا يحدث في غالب الأحيان في ملاعبنا بالرغم من أنّنا نرى أنّه في المقابلات الدولية أخطاء من حكام يحتسبون ضربات جزاء خيالية أو يطردون لاعبا دون ارتكابه لخطأ، يتقبّل الجميع قرارات الحكم دون أي مشكل لأنه كان يرى ذلك وقرّر هذا الأمر. وتجري المقابلات على أعلى مستوى بدون أي مشكل، كون الحكم طرف في المباراة، وبإمكانه أن يخطئ بنفس المستوى الذي يمكن للاعب أن يهدر هدفا أمام شباك شاغرة.
وما يزيد من صعوبة مهمّة الحكّام عندنا هي التّصريحات اليومية لرؤساء الأندية والمدربين الذين يتّهمون مباشرة الحكم عند الانهزام، وهو أمر غير منطقي، كون العكس لا يحدث، أين يشكرون اللاعبين على آداءهم عند تحقيق الفوز.
محيط غير مناسب...
 هذه الأمور النّفسية جعلت الجمهور يركّز على الحكّام أكثر من اللاعبين الذين يشكّلون الفريق،
وتذكّرت يوما ما سألني مناصرا لأحد الأندية العاصمية عن اسم الحكم الذي سيدير المباراة القادمة لناديه المفضّل، وعندما عرف من هو الحكم تأسّف لأنّ الحكم المعني لا يحب فريقه حسب قوله، واندهشت لهذا الأمر الذي للأسف انتشر بقوة إلى درجة أنّ رؤساء بعض الأندية يرفضون حكّاما أيام قبل إجراء المقابلات من أجل تغييرهم؟؟؟
وبالتالي، فإنّ التّحكيم في الجزائر يكون في كل أسبوع تحت محكّ قوي بسبب محيط غير مناسب، فرغم المجهودات التي تمّ القيام بها في مجال منح الحكام لامكانيات كبيرة على غرار العلاوات التي تمّ تحسينها من طرف الهيئة المسيرة وعدد التربصات التي يخوضونها، إلاّ أنّ عملهم يتطلّب مجهودات على عدة مستويات في كرتنا، لكن ذلك لا يعني أنّ بعض الحكام من حين لآخر يرتكبون أخطاء كبيرة، بسبب تراجع مستواهم الأمر الذي يعرّضهم لعقوبات من طرف لجنة الحكام بحرمانهم من إدارة المقابلات لمدة معينة. ويمكن القول أنّ اعادة هيكلة لجنة التحكيم الوطنية سيعطي ثماره في المستقبل القريب بعد أن تمّ تعيين الدّكتور خليل حموم على رأس هذه الهيئة بالنظر لامكانياته في الجانب التنظيمي، وهذا بعد أن كان رؤساء الأندية انتقدوا في الموسم الماضي طريقة تعيين الحكام التي كانوا يرونها غير منطقية في العديد من المقابلات.
لذلك علينا أن لا نركّز كثيرا على الحكّام والتّدقيق في قراراتهم بشكل كبير لكي لا تفقد الكرة نكهتها، لأنّ الذهاب إلى الملعب أو متابعة مباراة هو للاستمتاع باللعب الجميل والأهداف أكثر من أي شيء آخر.