تنوّعت الأنشطة الثقافية الفكرية والترفيهية التي استفاد منها جمهور ولاية بومرداس بمختلف فئاته وتوجهاته، حيث اجتهدت الهيئات والمراكز المشرفة على البرنامج في تقديم أطباق متنوّعة ومكيفة مع طبيعة المناسبة الدينية لشهر رمضان الفضيل، بهدف التخفيف من الأعباء والضغوطات اليومية على العائلات التي بدأت مرحلة الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك، واقتناء الملابس لأبنائها تزامنا مع العطلة المدرسية الربيعية..
تتواصل فعّاليات البرنامج الثقافي الفني الذي سطرته مديرية الثقافة لبومرداس بالتنسيق مع عدة هيئات محلية عبر البلديات، في محاولة لتقريب مثل هذه الفعاليات إلى الجمهور العريض وهي الميزة التي طبعت سهرات رمضان لهذه السنة بهدف إنعاش الساحة وعدم التركيز فقط على مؤسّسات عاصمة الولاية، وهذا بتقديم أطباق متنوّعة من الأنشطة شملت عروضا مسرحية من تقديم عدد من الفرق الهاوية المحلية التي أمتعت الجمهور بلوحات استعراضية متميّزة وخلقت أجواء من الفرجة.
في هذا الإطار، استمتع جمهور الفن الرابع ببلدية الناصرية بلوحات جميلة من العرض المسرحي الفكاهي الذي حمل عنوان “الدار دارنا” للمخرج ابراهيم نفناف إنتاج التعاونية المنايلية لبلدية برج منايل، وذلك على مستوى قاعة العروض لدار الشباب سعيد رحموني، أيضا شهدت دار الشباب لبلدية حمادي عرضا مسرحيا من نوع المونودراما، تحت عنوان “الضاوية” وهو عبارة عن عرض ثوري يحاكي تضحيات المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية المجيدة، مع تقديم أمسية شعرية متنوعة شدت انتباه الجمهور الحاضر.
كما شهدت قاعة العروض للمركز الثقافي لبلدية شعبة العامر شرق بومرداس عدة أنشطة ثقافية وعروض مسرحية خلال سهرات رمضان، تحت إشراف محافظة المهرجان الثقافي المحلي والثقافات الشعبية، حيث عاش الجمهور قبل أيام على أطوار العرض الفكاهي “البديل”، وهو عبارة عن سكاتش عالج مشكل الآفات الاجتماعية السلبية التي تواجه فئة الشباب وسبل علاجها والوقاية منها، حيث اجتهد أعضاء فرقة “مسرح السنجاب” لبلدية برج منايل قصد إيصال رسالة فنية تربوية هادفة للجمهور الحاضر، خصوصا العائلات التي تتحمل جزءا كبيرا من ترجمة هذه التوجيهات لحماية أطفالهم وانتشالهم من هذه المظاهر السلبية التي تغزو المجتمع.
وعرفت قاعة العروض لدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس برنامجا متنوعا وثريا من الأنشطة الفنية والمسرحية ومسابقات فكرية، حيث كان الجمهور سهرة نهاية الأسبوع مع آخر إبداع مسرحي للمخرج عمر فطموش بعنوان “الدرس الأخير”، من أداء كل من مصطفى عزازنة واحسن عزازني، إضافة إلى سهرات شعبية ومدائح دينية من تقديم عدد من الفرق المتخصصة في هذا النوع الابداعي.
كما حرصت مؤسّسة دار الثقافة على تنظيم مسابقة أنوار القرآن الكريم لحفظ القرآن والحديث النبوي الشريف في طبعتها 17، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، حيث شهدت الفعاليات عدة أطوار ودورات منذ بداية الشهر الفضيل، في انتظار المرحلة النهائية المنتظرة سهرة ليلة القدر المباركة، مثلما هو مبرمج، في هذا الإطار استفاد هذه السنة أطفال ذوي الهمم من برنامج خاص بهدف مساعدتهم على الاندماج وتفعيل حضورهم في مثل هذه المسابقات الدينية والثقافية، مع إطلاق مبادرة خاصة لفائدة الأطفال والمراهقين حول موضوع مكافحة الآفات الاجتماعية، ساهم فيها مختلف الفنانين بكل تخصّصاتهم، من خلال تقديم إسهامات وإبداعات فنية تحاول تقديم رسالة تربوية هادفة وتعزيز دور ومكانة الفن في عملية التلقين لترقية الذوق وتهذيب السلوك، مع تسجيل حضور لافت أيضا لبعض الجمعيات الثقافية منها جمعية “بني سليم” لبلدية اعفير التي أمتعت الأطفال وتلاميذ المدارس بعروض وأنشطة ترفيهية وأخرى ذات أبعاد اجتماعية بتنظيم حملات تحسيسية توعوية وعمليات ختان جماعي للأطفال المعوزين.