طباعة هذه الصفحة

اجتماع تنسيقي لمواجهة الآفة بورقلة

إستراتيجية متكاملة لوقف زحف أسراب الجراد

ورقلة: إيمان كافي

 

 الجزائر تسخّر إمكانات هامة لمجابهة الآفة

 نظّمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، اجتماعا تنسيقيا جهويا بالتعاون مع ولاية ورقلة، يهدف إلى إعداد مخطّط وقائي شامل، تحسبا لأي انتشار محتمل للجراد الصّحراوي، خاصة في ولايات الجنوب، وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 23 مارس الجاري.

 شهد الاجتماع، الذي أشرف عليه الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، مشاركة أكثر من 23 واليا، إلى جانب ممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية، من بينها وزارة الدفاع الوطني، الطاقة، النقل، البحث العلمي، والمندوبية الوطنية للكوارث الكبرى، كما شارك في اللقاء خبراء متخصّصون في مكافحة الجراد الصّحراوي.
خلال الاجتماع، تم استعراض الحالة الراهنة لحركة الجراد الصّحراوي استنادا إلى التقارير الميدانية لفرق الكشف والمراقبة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي توفّرها الوكالة الفضائية الجزائرية، كما تم تقييم الإمكانات البشرية واللوجستية المتوفرة على مستوى الولايات الأكثر عرضة لخطر الجراد، بهدف وضع خطة عملياتية فعالة لمواجهته.
وفي هذا الإطار، أكّد المدير العام للمعهد الوطني لحماية النباتات، السيد محمد لازار، أنّ الجراد الصّحراوي يتميّز بقدرته على التنقل لمسافات طويلة، مشيرا إلى أهمية العمليات الاستباقية والمراقبة الدائمة على المستوى المحلي، كما أجمع المشاركون على عدم وجود مؤشّرات مقلقة في الوقت الراهن، إلّا أنّ حالة التأهّب واليقظة تبقى ضرورية لتفادي أي أمر طارئ.
وخلص الاجتماع إلى جملة من التوصيات العملية لضمان الاستجابة السريعة والفعّالة، من أبرزها تحيين قوائم العتاد البشري واللوجستي في كل ولاية، مع إحصاء السائقين والعمّال القادرين على المشاركة في عمليات المكافحة، تحديد الأماكن الحسّاسة التي تمثل بؤر انتشار الجراد، لا سيما مواقع التفقيس، وفق المخطّط الوطني للمكافحة.
وضرورة مرافقة المعهد الوطني لحماية النباتات في وضع جهاز مكافحة جهوي على مستوى الولايات الأكثر عرضة للخطر، وتكوين الفلاحين وتحسيسهم حول طرق استعمال المبيدات بطرق آمنة لحماية صحتهم ومحاصيلهم الزراعية، وتطرّق الاجتماع إلى أهمية إشراك قطاعي الصحة والبيئة لضمان تأطير علمي وصحي لعملية المكافحة.
كما أكّد الأمين العام للوزارة على استخدام التقنيات الحديثة، مثل طائرات (الدرون)، حيث سيتم تشغيل 18 طائرة بدون طيار، تحت إشراف محافظات الغابات، ممّا سيمكن من تحديد كثافة الجراد وانتشاره بدقة وأكّد على أهمية إرسال نشرات دورية إلى المعهد الوطني لحماية النباتات حول توقعات انتشار الجراد، كما تم الاتفاق على منع الرعي مؤقّتا لمدة لا تتجاوز 15 يوما في المناطق التي يتم فيها استعمال المبيدات.
وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد في إطار تحديد توصيات ومخرجات هذا اللقاء على تعزيز الحملات التوعوية عبر وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي، والاتفاق على تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات لضمان تنفيذ المخطّط العملياتي بفعالية، مع تكثيف المراقبة الميدانية وتعزيز التعاون بين الولايات، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لمواجهة أي تهديد محتمل للجراد الصّحراوي.