طباعة هذه الصفحة

أطفال يتهافتون على صومها بسكيكدة

السابـــع والعشــــرون مــــن رمضـــــان.. مسارعــــــــــــــــــــــــة إلى الخــــــــــــــــــــــــــيرات

خالد العيفة

 

تعتبر ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ليلة مميّزة من ليالي الشهر الفضيل، إذ تحبّذ الكثير من العائلات السكيكدية تحضير أنواع عديدة من الأطباق والمأكولات والحلويات المميّزة، تحضّر خصّيصا لهذه المناسبة، وهي ليلة تتلاقى وتتزاور فيها العائلات والأقارب والأصدقاء.

الاحتفال بهذه الليلة تقليد مميّز بما تتنوّع به من أصناف المأكولات الشعبية المتداولة في مثل هذه المناسبات، في أجواء عائلية أهم ما يميّزها الحلويات التقليدية من القطايف وقلب اللوز والبقلاوة والمقروط، وهي حلويات لا تستغني عنها العائلات في هذه الليلة، ورغم رياح التغيير والتنوّع الذي شهدته سكيكدة خلال العقود الماضية، تمسّكت العادات والتقاليد بمكانتها لدى العائلات، خاصّة الوجبات التقليدية التي لا تخلو منها أيّ مائدة رمضانية عبر تراب الولاية.
ويلجأ، ليلة السابع والعشرين، الكثير من السكيكديين إلى التعبّد في المساجد والإكثار من الذكر، يختم القرآن وتؤدّى صلاة التراويح، ويختار آخرون الاجتماع العائلي حول مائدة الافطار أو ختان أطفالهم، وبعض العائلات السكيكدية ماتزال تحافظ على الاحتفال بصيام الأطفال لأوّل مرة فيها، وسط عادات وتقاليد خاصّة، حيث تصرّ العائلات على حثّ أبنائها الصغار على صيام رمضان للمرّة الأولى، ومن شأن ذلك بالنسبة إليها أن يغرس في نفوس هؤلاء الصبر والقدرة على التغلب على الذات، بهدف ترسيخ هذا الحدث في نفسية الأطفال الصغار.
وتبدأ التحضيرات بتهيئة الطفل للصيام وخصّه بشيء من الاهتمام، على غرار تحضير أطباق خاصة ممّا يشتهي، والسهر على تلبية حاجياته وتشجيعه إلى غاية الإفطار، ليلقى رعاية كبيرة من طرف العائلة التي لا تفوّت فرصة إظهار غبطتها وسعادتها بالطفل.
من جهة أخرى، تلجأ عائلات كثيرة في ليلة القدر، إلى ختان أطفالها، تبركا بتلك الليلة التي تعدّ “خيراً من ألف شهر”، وذلك في أجواء من الفرح ووسط الأقارب والأحباب الذين يشاركونها هذا الحدث المميّز، بتحضير أشهى الأطباق والحلويات التقليدية، التي لا تخلو منها مائدة سكيكدية.
وتتكفل العديد من الجمعيات الخيرية، على غرار جمعية أصدقاء المريض لسكيكدة، وبالتنسيق مع المؤسّسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة، ضمن جو أسري مفعم بمشاعر الأخوة، بإقامة حفلات ختان جماعي للصغار الذين لم تتمكن عائلاتهم من الاحتفال بهم بسبب قدرتهم المادية المحدودة، لإدخال فرحة الاحتفال بـ “الطهارة”، كما تسمى محليا، حيث توزّع عليهم الهدايا لتزيد من سعادة أفراد العائلة بهذا الحدث المميّز.