تعتبر “المحمضة” من المشروبات التقليدية التي لازالت تحافظ عليها بعض العائلات المستغانمية خلال شهر رمضان الفضيل، ويتم تحضيره بخلطة من الأعشاب الطبيعية، وهي مشروب يفتح الشخصية ويقاوم العطش.
يعد مشروب “المحمضة” من العادات الأصيلة المتوارثة عن الجدات منذ زمن طويل، لازالت بعض العائلات المستغانمية تحافظ عليه إلى اليوم وتحرص على تقديمه على مائدتها الرمضانية خلال الإفطار والسحور، وتقول خالتي “فاطمة” في هذا الصدد “نحرص على حضور مشروب المحمضة على المائدة لتحلية الصيام، حيث يفتح الشهية وهي عادة قد ورثناها من جداتنا نظرا لفوائده الصحية الكبيرة”.
ولعل من أبرز المميزات والفوائد الصحية لهذا المشروب أنه يقضي على العطش ليوم كامل ويفتح الشهية، كما يمنح الجسم حالة من الاسترخاء وهو من المشروبات المفيدة للمعدة والقولون.
ويتم تحضير مشروب “المحمضة” التقليدي حسب خالتي “منصورية” باستعمال مزيج من الأعشاب والتوابل يتم تجفيفها ثم طحنها، وهي عبارة عن مكونات من الحلبة والنوخة والسكنجبير والزعتر والكروية والكمون وتضاف إليها الروينة، حيث توضع معلقة من كل مكون في لتر من الماء وتترك في الثلاجة لتبرد وتقدم مع الفطور أو السحور.
لكن أضحى مشروب المحمضة هو الآخر يوشك على الاختفاء من على الموائد الرمضانية إلا لدى بعض العائلات التي لا زالت تحافظ عليه وتحرص على تقديمه طيلة شهر رمضان الفضيل، تضيف خالتي “منصورية”.
إلى جانب مشروب المحمضة دأبت العائلات المستغانمية على تحضير عصير آخر يطلق عليه “الخشاف”، ويقدم خصوصا في وقت السحور نظرا لقيمته الغذائية العالية واحتوائه على نسبة كبيرة من السكريات، إلا أنه اختفى عن الموائد الرمضانية.
ويعود أصل هذا المشروب الى العهد العثماني، حيث تناقلته العائلات العربية عن العائلات التركية داخل مدينة مستغانم، وهو ما يفسر وجود نفس المشروب بنفس الاسم وطريقة التحضير في تركيا ومصر.
فيما لا يزال عصير “الشاربات” يتربع على عرش المائدة الرمضانية المستغانمية وينافس المشروبات الغازية والعصائر المختلفة النكهات والأذواق إما بتحضيره في البيت أو اقتناءه من المحلات.