تم في جلسة علنية، أمس، تنصيب نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني التسعة المنتمين إلى التشكيلات السياسية التالية (5 من حزب جبهة التحرير الوطني، 3 من التجمع الوطني الديمقراطي ونائب حر)، من قبل رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة بعد المصادقة بالأغلبية على القائمة المتضمنة أسمائهم، فيما قاطعت أحزاب المعارضة (حزب العمال، تكتل الجزائر الخضراء) حضور عملية التنصيب.
صادق نواب المجلس الشعبي الوطني بالأغلبية على قائمة نواب الرئيس للفترة الثالثة من العهدة التشريعية الـ 7 للغرفة السفلى للبرلمان، غير ان الجلسة تخللها جو من المناوشات الكلامية، كادت تؤدي إلى العنف الجسدي بين النواب، بعد دخول المنتمين إلى تكتل الجزائر الخضراء إلى القاعة، للتشويش على سير العملية، بعدما منعوا من التواجد في المجموعة البرلمانية.
كما احتجت النائب ايداليا غنية المنتمية إلى حزب “الأفلان” عن سقوط اسمها من قائمة نواب الرئيس، واستبدالها بالنائب دروة آمال، معتبرة ذلك خرقا للقانون وقد رفعت لافتة تعبر عن رفضها “لهذه الممارسة”، متوجهة إلى رئيس الغرفة السفلى للاستفسار عن ذلك، والذي طلب منها عرض انشغالها بعد جلسة التنصيب، بينما اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب العتيد طاهر خاوة في تصريح للصحافة على الهامش أمر خارج عن حدود مسؤوليته.
احتجاجا على ممارسة “حقهم الطبيعي”، وهو الانضمام إلى هياكل البرلمان، كما عقدت المجموعة النيابية للتكتل برئاسة النائب عن حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني اجتماعا نهاية الشهر الماضي، بمقر الكتلة بالمجلس، وتم خلالها رسم الخطوات المقبلة، فضلا عن انتخاب ممثلي المجموعة في هياكل البرلمان، وتوجيه مراسلة إلى رئيس البرلمان العربي ولد خليفة تتضمن قامة النواب المنتخبين، في انتظار الاطلاع على موقفه غير انه لم يرد أي رد لحد الآن من هذا الأخير.
وقد اعتبر فيلالي غويني في الندوة الصحفية، التي اعقبت جلسة تنصيب نواب رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، بأن موقف مكتب المجلس هو استيلاء على حقهم، الذي لا يمكن اعتباره منحة من أي أحد، كما اعتبره كذلك “اقصاء سياسيا”، قائلا بأنهم يمثلون الكتلة الأولى في المعارضة، ويحتلون المرتبة الثالثة من حيث عدد النواب.
وذكر غويني في سياق متصل، انه تم توزيع نواب التكتل على اللجان 12 الدائمة، لافتا أن المشاركة في لجان البرلمان هو حق لكل النواب، مضيفا أن “المشاركة في الهياكل يدخل في صميم المهام الوظيفية لكل نائب في البرلمان ولكل الكتل البرلمانية لأداء المهام الطبيعية جدا”.
وكانت المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء قد عبرت خلال لقاء تشاوري مع رئيس الغرفة السلفى عقد بتاريخ 2 سبتمبر الماضي حول تجديد الهياكل البرلمانية، عن رغبتها في الدخول إلى هياكل المجلس التي قاطعتها لمدة سنتين.
وتجدر الاشارة الى انه مع بداية تجديد الهياكل البرلمانية، وجدت المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء نفسها خارج دائرة توزيع هياكل المجلس ومصادر تأثير الهيئة التشريعية على القرار السياسي، فقررت العدول عن موقفها الذي كلفها غياب لسنتين عن هياكل المجلس، وهو وضع قد يستمر في الزمان كما يتوقع غويني الذي هدد باستعمال الإجراءات القانونية للطعن في قرار مكتب المجلس، لكنه استبعد في ذات الوقت اللجوء إلى استقالة جماعية لنواب التكتل في حال عدم التوصل إلى تحقيق مطلبهم.