يضطر أصحاب المطاعم ومحلات الأكل السريع لتغيير نشاطهم خلال شهر رمضان بالتكيف مع خصوصياته، فيمتهنون بشكل ظرفي بيع الحلويات والمرطبات والخبز حتى لا يتوقفوا عن العمل، ليعودوا بعد عيد الفطر الى ممارسة نشاط الإطعام.
يشكل الشهر الفضيل الاستثناء بالنسبة للنظام الغذائي للمستهلكين الذين يصومون خلاله نهارا ويفطرون ليلا، وهو ما يؤدي إلى غلق أبواب المطاعم بشكل قسري، والأمر لا يختلف بالنسبة لمحلات الأكل السريع المعروفة بـ “الفاست فود” والتي تبيع “السندويشات” و«البيتزا” والأكلة التقليدية “الكرانتيكا” ومختلف المأكولات.
أمام هذا الوضع يجد الناشطون في مجال الإطعام أنفسهم أمام تفعيل خطة بديلة لضمان استمرارية نشاطهم التجاري الذين يعتمدون عليه في الإنفاق على عائلاتهم، فيُغيرون مجال تخصصهم ببيع الحلويات لا سيما الشرقية منها على غرار “قلب اللّوز” و«الزلابية” وما شابههما، ومنهم من يعرض المُرطبات التي يستهويها المستهلكين مثل “ليطارت” فضلا عن الخبز بكل أنواعه لا سيما التقليدي مثل “المطلوع”.
توقفّنا على هذه الظاهرة خلال الأسبوع الأوّل من رمضان في جولة تفقدية لمدينة بوعينان بولاية البليدة، حيث ارتأى أصحاب محلات الأكل السريع بالشارع الرئيسي بيع الحلويات إدراكا منهم بأنها متطلبات رئيسية لموائد الصائمين في رمضان وبالتالي ستكون مصدر رزق مهما لهم.
وما لفت انتباهنا خلال هاته الجولة مطعما بمدخل المدينة القديمة لبوعينان بقي متشبثا بنشاطه المُعتاد ولو أنه قلصه بتحضير الدجاج “المحمر” والدجاج المشوي فقط، وهذا لكيلا يتوقف عن العمل عكس أغلبية المطاعم التي تُسرح عمالها في عطلة إلى حين انتهاء شهر الصيام والعودة إلى نظام الحياة العادي.
أما التٌجار أصحاب محلات المواد الغذائية العامة أو “السوبيرات” الصغيرة فلا يُضيعون فرصة الربح التي يُتيحها لهم الشهر المبارك، بالتكيف مع النظام الاستثنائي الذي يعرف إقبالا كبيرا على الحلويات والخبز التقليدي وعصير “الشاربات”، فيعرضونها في محلاتهم للاسترزاق منها، والتي يحصلون عليها من عائلات بسيطة تعمل جاهدة هي الأخرى لرفع قدراتها المالية من بيع الخبز والحلويات لمجابهة غلاء المعيشة.
ويبقى انتعاش بيع الحلويات والخبز في رمضان يتكرّر كل سنة، سواء بعرض طاولات على الأرصفة لتجار موسميين غير نظاميين، أو بتغيير ظرفي لنشاط تجار نظاميين، ورغم أهميته الإجتماعية فهو يستدعي تكثيف الرقابة لحماية المستهلك مع التفكير في إلزامية هؤلاء التجار بالحصول على رخص استثنائية لممارسة هذا النشاط.