احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، عرضًا موسيقيًا استثنائيًا بعنوان “سهرة قائدي الأوركستر”، وهو حدث فني مميّز جمع نخبة من قادة الأوركسترا التونسيين، إلى جانب مشاركة جزائرية بارزة من خلال مشاركة لطفي سعيدي، الذي حلّ ضيف شرف على هذا الحدث الموسيقي.
يندرج هذا الحفل ضمن مشروع فني انطلق منذ جانفي الماضي، يهدف إلى إعادة إحياء المؤلفات الموسيقية التونسية والجزائرية في شكل أوركسترالي متكامل، وذلك في إطار التعاون الثقافي بين البلدين.
خلال الحفل، استمتع الحضور ببرنامج موسيقي متنوّع، جمع بين المقطوعات السيمفونية والأغاني الكلاسيكية، حيث افتتحت السهرة بقيادة المايسترو فادي بن عثمان، الذي قاد الأوركسترا في أداء أوّل مقطوعتين، من بينهما “ليلة أندلسية”، تلتها عروض موسيقية متنوّعة تحت قيادة كل من محمد مقني ومحمد الرواتبي، حيث تم تقديم أعمال تونسية شهيرة بتوزيع أوركسترالي جديد، بمشاركة الفنانة منجية الصفاقسي التي أبدعت في أداء أغنيتي “خلي يقولو آش يهم” للفنانة علية، و«يلي سحروني عينيك” للهادي الجويني.
وكانت المشاركة الجزائرية إحدى أبرز محطات السهرة، حيث صعد المايسترو لطفي سعيدي على المسرح ليقود الأوركسترا في أداء “لونغا نهاوند” للموسيقار الجزائري سليم دادة، وهي مقطوعة تحمل بصمة التراث الموسيقي المغاربي. ثم قدّم معزوفة “جرجرة”، المستوحاة من التراث الجزائري، حيث أضفى عليها طابعه الخاص بمرافقة عزف منفرد على آلتيْ الكمان والتشيلو، ما منح الجمهور تجربة موسيقية عميقة ومؤثرة.
تميزت هذه الليلة بتنوّع الأنماط الموسيقية والتنقل السلس بين المقامات والألحان التونسية والجزائرية، مما جعلها رحلة موسيقية عابرة للحدود، عززّت من روح التقارب الثقافي بين البلدين.
وبهذه المناسبة، عبّر لطفي سعيدي عن سعادته بهذه المشاركة، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية لم تكن مجرد عرض موسيقي، بل كانت تجسيدًا للروابط الثقافية العريقة بين الجزائر وتونس، ورسالة فنية تعكس التآخي بين الشعبين.
ولفت إلى أن، الموسيقى لا تعترف بالحدود، فهي لغة تجمع وتعزّز وتقارب بين شعوبنا. مؤكدا أن ما تم تقديمه خلال السهرة هو مثال حيّ على التعاون الثقافي والفني بين الجزائر وتونس، متمنيا أن تتكرّر مثل هذه الفعّاليات في المستقبل لتعزيز هذا الترابط الفني.