ينتظر اليوم كل عائلة كرة اليد الجزائرية موعد هام من أجل فتح صفحة جديدة نحو مستقبل مشرق، خلال الجمعية العامة الانتخابية التي ستجري أشغالها بداية الساعة التاسعة صباحا بالمدرسة العليا لتكنولوجيات الرياضة.
الجمعية العامة الانتخابية تشهد ترشّحا وحيدا لمنصب رئاسة الاتحادية، والأمر يتعلق بالحارس الدولي السابق مراد بوسبت، هذا الاسم الذي يملك سجلا ثريا حيث سبق له أن ساهم في الإنجازات المحققة في الفترة الذهبية للكرة الصغيرة الجزائرية، وعايش كبار الأسماء التي كانت في تلك الفترة، كما أنه لم يتوقف عند ذلك واقتحم عالم التدريب، ما يؤكّد أنه يملك الخبرة من أجل إعادة الاستقرار لبيت الاتحادية، ولمّ شمل أسرة كرة اليد مجددا.
تعلّق أسرة كرة اليد الجزائرية آمالا كبيرة، وتطلّعات عالية من أجل العودة للسكة الصحيحة، ولهذا فإنّ المهمة لن تكون سهلة أمام رئيس الاتحادية القادم رفقة الأعضاء الذين سيرافقونه في المكتب التنفيذي، خلال العهدة الأولمبية الجديدة 2025 - 2028، وتستوجب برنامجا شاملا ومتكامل من كل النواحي، وفقا لمخطط على المدى القريب والبعيد للعودة التدريجية إلى المكانة الحقيقية لهذه الرياضة، التي تعتبر الرياضة الجماعية الأكثر تتويجا في الجزائر.
العمل الجماعي ووضع استراتيجية واضحة
ويمكن القول أنّ العمل الجماعي أساس النجاح، إضافة إلى الاستقرار الذي يعتبر أهم نقطة لكي تكون النزاهة والشفافية، في تسيير الأمور خلال المرحلة القادمة.
أسرة كرة اليد الجزائرية عبّرت عن استعدادها لتقديم الدعم لرئيس الاتحادية الذي ستختاره الجمعية العامة من أجل قيادة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد في العهدة الجديدة، من خلال تقديم النصائح والإرشادات والعمل سويا على إيجاد الحلول اللازمة، والمساهمة في تجسيدها ميدانيا. كان ذلك خلال تصريحات بعض أعضاء أسرة كرة اليد الجزائرية ل “ الشعب “ في الأيام الماضية، وعبّروا جاهزيتهم التامة ضمن العمل على اعادة بريق هذه الرياضة، كل ذلك يعتبر مؤشرا إيجابيا سيدعم المكتب الفيدرالي القادم.
من جهة أخرى، فإنّ التركيز في بداية الأمر يكون على البطولة الوطنية التي تعد نواة المنتخبات الوطنية، ولهذا فإنّه من الضروري إعادة النظر في صيغة المنافسة لرفع المستوى أكثر والسعي لوضع استراتيجية واضحة للنجاح، إضافة إلى تحديد الطواقم الفنية للمنتخبات الوطنية والبداية من خلال تعيين مدير فني وطني بكفاءة عالية، للشروع في أقرب وقت ممكن في العمل، وتحديد برنامج تحضيري على المدى البعيد، حيث سيكون الفريق الوطني الأول على موعد مع البطولة الأفريقية في مطلع سنة 2026.
الهدف بالنسبة للمنتخب الوطني هو الحفاظ على المكسب الذي كان في الطبعة الماضية بمصر ببلوغ النهائي وتحقيق المركز الثاني، ولهذا فإنّ العمل سيكون منتظما باستغلال تواريخ التوقف الدولي لإقامة تربصات في المستوى العالي، اضافة إلى التركيز على التكوين والمنتخبات الشابة لأنها خزان لفئة الأكابر، كل هذه النقاط ستكون ضمن أجندة الرئيس القادم للاتحادية الجزائرية لكرة اليد.
مسار حافل وناجح لبوسبت..لاعبا ومدرّبا
أمّا بالنسبة للسيرة الذاتية للمترشح الوحيد لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد مراد بوسبت، فإنه بدأ مشواره الرياضي سنة 1973 مع نادي شباب بلوزداد، ثم انتقل عام 1977 إلى فريق ديناميكية بناء الجزائر (اتحاد البناء)، حيث قضى معظم مشواره الرياضي، أين توّج معه بعديد الألقاب محليا وقاريا أبرزها كأس أفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس عامي 1989، 1990، انتقل بعدها الى الدوري الفرنسي الممتاز، حيث احترف رفقة نادي دانكارك وشارك معه في نهائي الكأس سنة 1991.
كما يملك مراد بوسبت عديد الألقاب رفقة المنتخب الوطني، حيث توّج بالبطولة الأفريقية أربع مرات سنوات 1981، 1983، 1987 و1989، كما شارك في الألعاب الأولمبية مرتين سنتي 1984 و1988، وفي بطولة العالم 3 مرات في 1982، 1986 و1990، وبعد اعتزاله اللعب انتقل إلى مجال التدريب حيث أشرف على تدريب عديد الأندية أبرزها في دول الخليج على غرار نادي الحزم السعودي لموسم واحد 2002 - 2003، نادي الوحدة السعودي سنة 2005، نادي الخليج السعودي من 2007 إلى 2008، كما نشّط في الدوري التونسي لفترة وعاد إلى الخليج من بوّابة نادي مسقط العماني هذا الأخير حقق معه 11 لقبا.
كانت لمراد بوسبت تجربة تدريبية في الجزائر عندما أشرف على العارضة الفنية لنادي برج بوعريريج، وفي سنة 2021 تعاقد الاتحاد العُماني لكرة اليد معه لقيادة المنتخب الوطني الأول لكرة اليد، لذلك يمكن القول أن بوسبت يملك سجلا ثريا سواء عندما كان لاعبا أو عندما انتقل للتدريب.