طباعة هذه الصفحة

سلـوكـات

شهامة مواطن

فضيلة بودريش
03 مارس 2025

تعاطف التاجر مع المواطن، عندما لا يملك هذا الأخير ثمن السلعة لشراء حاجياته، فيخفض له البائع السعر أو يمنحها  بالتقسيط، لكن أن يحاول المستهلك مساعدة البائع باقتناء كميات ربما هو في غنى عنها، ويتوجه نحو توزيعها على المحتاجين، فإنه سلوك في قمة الشهامة والنبل فينال بها أجرين، ونقصد بهما أجر الصدقة وأجر المساعدة، وفوق ذلك يحاول أن ينشر قيم التضامن ومد يد المساعدة لمن يحتاجها.
في واقعة مثيرة للاهتمام، وينبغي التشجيع على تكرارها، أقدم أحد المواطنين على مستوى السوق، بشراء كل الكمية المتبقية من باقات الأعشاب العطرية، على غرار كل من البقدونس والنعناع والزعتر، علما أن هذا البائع الذي يملك “طاولة” في السوق، مصاب بإعاقة جسدية، كان ينادي بأعلى صوته أن بضاعته طازجة، مرددا، لا تتركوها تذبل في دعوة مباشرة للزبائن من أجل الإسراع باقتنائها.
ظهر فجأة شاب ثلاثيني، تبدو عليه ملامح الهدوء، فطلب من البائع ثمن كل السلعة المكدسة، وعلى وقع اندهاش البائع والمارة من جنبه، اخرج المشتري ورقة من فئة 2000 دج وكرّر طلبه المتمثل في شراء السلعة جزافا، وعندما دفع السعر، وقبل انصرافه، طلب من البائع أن يوزعها مجانا على الزبائن، كهدية له من أجل رفع الحرج عنه.
هناك من علق بإعجاب بأنها شهامة مواطن، يمكن لجميع الميسورين، أن يقتدوا به، من خلال مساعدة المواطنين بعضهم البعض لأنها قيم نبيلة وسلوكات راقية تنسجم مع روح تضامن شهر الصيام والقيام.