طباعة هذه الصفحة

«طاجين البرقوق” وشربة “المقطفة” تزيّن موائد الإفطار

الشّهر الفضيل في مستغانم.. عادات بعبق الماضي

غانية زيوي

يمتلك شهر رمضان مذاقا خاصا في مختلف ولايات الوطن، فلكل ولاية عاداتها وتقاليدها خلال هذا الشهر الكريم، والتي تعطيه طابعا خاصا لدى سكان هذه البلاد، ففي مستغانم تسيطر بعض العادات على البيوت المستغانمية في الشهر الفضيل، التي لازالت تحافظ عليها مع إدخال بعض اللمسات العصرية عليها.
 تحرص العائلات المستغانمية في اليوم الأول من الشهر الفضيل على تحضير طبق “الطاجين الحلو” أو “طاجين البرقوق”، وذلك تفاؤلا به وبنية أن تحلو باقي أيامه، هذا إلى جانب تحضير طبق “شربة المقطفة” سيدة المائدة الرمضانية دون منازع، والتي يتم تحضيرها قبل شهر رمضان، فيما تفضل بعض العائلات تحضير طبق “الحريرة”، إلى جانب الطبق المالح كما يسمونه والمتمثل في “طاجين زيتون” أو “المثوم” وغيرها من الأطباق، إضافة إلى خبز الدار.
كما يشكّل طبق “الكارنتيكا” بالنسبة لقطاع واسع من السكان خاصة سكان الأحياء الشعبية والعتيقة ضرورة حتمية تتزين به الموائد طيلة الشهر الكريم، حيث يكثر الطلب على هذا الطبق الشعبي الذي يرافق حساء “الحريرة” أو “الشربة” التي تنتشر رائحتها في كل بيت خلال إعدادها ساعات قبيل الإفطار.
وبالرغم من تنوّع وتعدّد الأطباق العصرية والمقبلات التي أصبحت تقدمها العائلات على مائدتها الرمضانية، إلا أنها لم تستطع زحزحة طبق “الكارنتيكا” المتربع على عرش مائدة الإفطار الرمضاني بمختلف أنحاء الولاية ولا يزال الإقبال عليها كبيرا عبر المحلات التي تشتهر بها.
أما بالنسبة للسحور تقول خالتي “نصيرة” إنه “طيلة 30 يوما نقوم بتحضير طعام المسفوف بالزبيب والبيض واللبن”، حيث يعد الطعام من الوجبات الأساسية التي تقدم في وجبة السحور.
إلى جانب الأطباق التقليدية دأبت العائلات المستغانمية على إعداد بعض المشروبات التقليدية التي تقدم عند الإفطار أو السحور وهي مقاومة للعطش والجوع من بينها “المحمضة” و«الشاربات” إما بتحضيره في البيت أو اقتنائه من المحلات.
هذا وتستعد النساء المستغانميات لاستقبال شهر رمضان الكريم بما يعرف “بالتشعبينة”، حيث يقمن بتنظيف المنزل بغسل الجدران وإعادة طلائها إذا لزم الأمر، وتهيئة كل صغيرة وكبيرة فيه لاستقبال الضيف الفضيل، وتفضل العديد من العائلات تجفيف التوابل المتنوعة في شهر شعبان وطحنها أو دقّها في المهراس، حفاظا على عبق الماضي وسيرا على خطوات الأمهات والجدات، وحتى يكون لها مذاقا مميّزا وقويّا على أن تشتريها مطحونة.