علق فاعلون في المجتمع المدني، آمالا كبيرة على الدور المحوري للمسجد في التصدي لظاهرة العنف، التي أخذت منحًى خطيراً بين أوساط المجتمع في الآونة الأخيرة، حيث شهد الشارع الجزائري أحداث عنف كادت أن تشوه الصورة المميزة، التي حظيت بها الجزائر في المحافل الدولية، لاسيما الكروية منها والسياسية.
وفي هذا الصدد، أوضح محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، بالعاصمة، أن المساجد تؤدي دورا أساسيا في التصدي لأفكار العنف والتطرف، التي من شأنها العصف بمقومات المجتمع، مؤكدا تحصّنها ضد كل أفكار التطرف والعنف، التي لا تمتّ للدين الإسلامي بصلة.
وقال عيسى، خلال إشرافه على ندوة علمية بدار الإمام، بالمحمدية، حول التحسيس بمخاطر تفشي وانتشار العنف في المجتمع، إن البرنامج الذي سطرته الوزارة في إطار الحملة الوطنية التحسيسية، «من أجل حياة بلا عنف في مجتمع مدني»، يتمثل في تجنيد أسرة المسجد لتشريح الظاهرة وإيجاد الحلول الناجعة للحد منها، حفاظا على شباب الجزائر من خطر الأفكار السلبية التي تترجم إلى سلوك العنف.
وشدد الوزير على ضرورة إشراك جميع الفاعلين من المجتمع المدني للقيام بعملية التوعية المستمرة عبر كافة أنحاء الوطن، مثمّنا دور الأئمة في توعية الناس وإرشادهم بحكمة وموعظة، داعيا إياهم إلى التعامل مع الناس برفق وحضارة، تعكس المكانة الكبيرة التي يحظى بها الإمام وسط المجتمع.
وذكر عيسى، أن الأفكار التكفيرية ساهمت في تفشي ظاهرة العنف في الجزائر، نافيا أن تكون هي السبب الرئيسي في ذلك، منوّها لجوء كل أطراف المجتمع إلى المسجد في يد مد العون للتخلص من الآفات الاجتماعية، وعلى رأسها المخدرات، التي أجمع المشاركون في الندوة العلمية من رياضيين وأطباء وفنانين وغيرهم، أنها السبب الرئيس في تفشي ظاهرة العنف.