دخلت معظم العائلات في سباق مع الزمن لإعداد أبنائهم وتحضيرهم لاختبارات الفصل الدراسي الثاني المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل من جهة، والاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم من الناحية الروحية والمادية من جانب آخر. الأمر الذي بات يشكل ضغطا كبيرا تأمل الأسر من خلال هذين الموعدين أن يكلل نشاطها بالنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة.
الوضعية التي صارت تشكل ضغطا كبيرا لدى الأسر الحريصة على تنفيذ مهامها والقيام بواجباتها الأسرية كربات بيوت تعودت تحمل متاعب الرعاية التربوية والدراسية التي أضيفت إلى مهام الأساتذة والإطار البيداغوجي، خاصة في فترة الاختبارات التي جاءت متزامنة مع الأسبوع الأول من شهر رمضان المعظم الذي يتطلب التحضير له من كل الجوانب، تقول الأسر التي التقتها “الشعب” في عدة مواقع من المراكز التجارية والمحلات الخاصة ببيع اللحوم والأسواق الجوارية للخضر والتوابل الرمضانية التي ظلت هي الأخرى من اهتمامات النسوة اللواتي وجدن أنفسهن أمام واجهة المرافقة للتلاميذ في هذه الفترة الحساسة تقول إحدى السيدات.
الفترة قصيرة خاصة لدى المتعودات على المرافقة اللصيقة للأبناء، من حيث مراقبة عملية المراجعة وترتيب حفظ الدروس المقررة في الامتحانات ومدى استيعابها من خلط وتشويه الذي من العادة أن يقع التلاميذ ضحيته. وهي من الفترات التي يتخوف منها الأساتذة وهو ما ينعكس سلبا على النتائج المدرسية يقول أحد المشرفين التربويين بإحدى متوسطات الولاية التي عادة ما تحقق المراتب المشرفة والنجاح في حصيلة النتائج المدرسية بحسب ما أكده لنا الأولياء.
وبهذا الخصوص تعمل خديجة وفوزية وحنان على اقتطاع وتخصيص جزء من أوقاتهن للجلوس إلى جانب أبنائهن لمراقبة حل التمارين والاختبارات التطبيقية والواجبات وتحضير الدروس من جهة، وعمليات الحفظ وضبط العمليات المشابهة لمواضيع الامتحانات التي اعتادت السيدة فوزية الوقوف عليها أثناء عملية المراقبة والمتابعة المرهقة تقول محدثتنا، لكن لا بد من تحملها في خضم هذه الظروف والضغوطات النفسية خاصة أن الحرص على مواصلة التألق في النتائج التي نال ابنها رفيق خلال الفصل الدراسي الأول المتحصل على تشجيع بامتياز بحسب قولها. لذا تتحمل هذه المرافقة والمتابعة اليومية لضمان النجاح والتوفيق وإدخال عليها الفرحة مرة ثانية.
أما منال فلم تجد حلا سوى الاستنجاد بمربية نفسانية وموجهة تربوية لمساعدتها في إنقاذ ابنها من حالة التوتر الذي يعيشها هذه الأيام، خاصة إذا علمنا أن ولدها الوحيد جمال بحسب قولها غير متعود على مثل هذه الفترات الحساسة التي أربكته هذه الأيام لكن تحسن مردوده خلال هذه الجلسات منحتها مؤشرات إيجابية التي جعلتها تطمئن لحالة ابنها.
ومن جانب آخر وجدت عائلات أخرى سهولة في المرافقة بفضل البرنامج الدراسي المتبع من طرف ابنها خلال عودته إلى المنزل واللحظات المضبوطة بالتوقيت والساعة والتي تحرص الأم عائشة التي تمارس مهنة التعليم بإحدى الثانويات ببلدية الشلف، فالعمل المنظم والحرص على عدم تراكم الدروس وتداخلها يسهل عملية المراجعة والحفظ وحل المسائل المتشابهة مع مواضيع الامتحانات.
هذه الطريقة المثالية تمنح التلميذ إرادة قوية في ضمان عملية التدرج الدراسي والمواظبة على تحقيق النتائج المرضية تقول زميلتها رانية أم ثلاثة أبناء بينهم البنت هيفاء التي نالت نتائج مشجعة خلال الفصل الأول وتأمل الاستمرار، بحسب ما أكدته لنا خلال هذه الجلسة بإحدى المكتبات الخاصة بنسخ المواضيع التجريبية المتعلقة بامتحان الفصل الثاني من الموسم الدراسي.
يحدث هذا والاهتمام الآخر الذي يقسم ظهر البعير هو استكمال عملية الاستعداد لشهر رمضان المعظم من الناحية المادية والمعنوية، فشراء الأواني التي لم يكن الإقبال عليها كباقي السنوات المنصرمة، أخذ نصيب من العناية التي ما فتئت تراعيها زهراء أم لـ 5أفراد كبيرهم طالب جامعي ومحمد وشهيناز ومرام وسمية يزاولون الدراسة بالثانوية والمتوسطة، فالمرافقة والمتابعة متباينة بين هذه المستويات التعليمية الثلاث، لذا وضعت برنامجا توفيقيا بحسب قولها.
ومن جانب آخر، تحرص بعض الأمهات على تقديم بعض الإغراءات بمناسبة عطلة الربيع كأن تضمن لأبنائها خرجات ترفيهية وسياحية لبعض الأماكن والمرافق الأخاذة بجمال غطائها النباتي واخضرار مساحاتها الغابية. هذه الحوافز تعمل على تحريك كوامن النشاط والاستعداد الجيد للامتحانات التي تفصلهم عليها سوى أيام قليلة.
هذه الأجواء التي حرصنا على الإطلالة على تسجيلها لتعرية واقع الأولياء وهم يستقبلون موعدين سيعيشونه بكل جوارحهم وعواطفهم ونشاطهم الدؤوب لتحقيق الأهداف المرجوة، وهي أمنيات هؤلاء رفقة أبنائهم وأسرهم ومحيطهم الاجتماعي، خاصة وان الأسبوع الأول من رمضان يتزامن مع فترة الامتحانات التي تحتاج الى برنامج خاص يتلاءم مع خصوصية الشهر المبارك، لذلك أعلنت العائلات الجزائرية حالة الاستنفار حتى لا يتحجّج الأبناء بالصيام لعدم التركيز أو المراجعة الجيدة لدروسهم.