طباعة هذه الصفحة

بحث مع المبعوثة الأممية دفع العملية السياسية

المنفي يشدّد على الحوار الوطني والحل الدّاخلي في ليبيا

 اجتمع رئيس المجلس الرّئاسي محمد المنفي مع المبعوثة الأممية الجديدة لدى ليبيا هانا تيتيه، لأوّل مرة بمقر المجلس في العاصمة طرابلس.
قال المجلس الرئاسي في بيان، إن اللقاء حضره نائباها ستيفاني خوري، وأنيس تشوما، ووفد من البعثة، إذ جرى النقاش حول الخروج من حالة الانسداد السياسي مع الوصول إلى رؤية موحدة تحقق تطلعات الشعب الليبي، وتنتهي إلى إجراء الانتخابات العامة.
وأكّد المنفي تطلّعه إلى استمرار التعاون والعمل المشترك مع البعثة الأممية، فيما أضاف البيان أن المبعوثة استمعت إلى رؤية رئيس المجلس الرئاسي بشأن “الخروج من حالة الانسداد، وأهمية الملكية الليبية للعملية السياسية، بالتعاون مع جميع الأطراف بهدف الوصول إلى رؤية موحدة تحقق تطلعات الشعب وتنتهي إلى إجراء الانتخابات”.
كما جرى التطرق إلى استمرار التعاون مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين، والعمل على وقف التدخلات السلبية التي تؤثر على المشهد السياسي الليبي، وتعرقل الاستقرار في مختلف أنحاء البلاد.

الملكية اللّيبية للعملية السّياسية

 وفي صلب النقاش، طرح المنفي رؤيته لكسر حالة الانسداد السياسي التي تعيشها ليبيا، حيث تحدّث بنبرة الواثق عن أهمية “الملكية الليبية للعملية السياسية”، مذكراً أنّ أي حل دائم يجب أن ينبع من الداخل الليبي، لا أن يُفرض من الخارج. وشدّد على أن التوافق الوطني هو المفتاح، ودعا جميع الأطراف للانخراط في حوار صادق يهدف لتحقيق تطلعات الشعب الليبي.
من جانبها، استمعت حنا تيتيه بعناية لمداخلات المنفي، محاولة استيعاب تعقيدات المشهد السياسي الليبي. وعبّرت عن التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها لدعم الليبيين في سعيهم نحو الاستقرار، مؤكدة أن بعثتها ستركّز على تسهيل الحوار بين الفرقاء والعمل على تهيئة بيئة مناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.نقطة محورية أخرى في اللقاء تمثلت في مناقشة سبل الوصول إلى الانتخابات العامة، إذ اتفق الجانبان على أن هذه الانتخابات يجب أن تكون تتويجاً لمسار سياسي شامل يعكس إرادة الليبيين. وفي جانب آخر من الحوار، ناقش الطرفان مسألة التدخلات الخارجية وتأثيرها السلبي على الاستقرار الليبي. فلم يتردّد المنفي في الإشارة إلى أطراف خارجية تساهم في تعقيد الأزمة عبر دعم أطراف في الداخل. ودعا إلى تعاون أوثق مع الاتحاد الإفريقي والشركاء الإقليميين لوقف هذه التدخلات وتهيئة بيئة أكثر استقراراً للعملية السياسية.
وفي السياق، قالت حنا تيتيه أن مهمتها الجديدة لن تكون سهلة بالنظر إلى أن الملف الليبي محاط بشبكة معقدة من المصالح الدولية والانقسامات الداخلية، لكن اللقاء مع المنفي، كما أضافت، حمل إشارات إيجابية، أبرزها الرغبة الليبية في قيادة دفة العملية السياسية بنفسها، وهو ما يتطلّب دعماً دولياً متوازناً بعيداً عن الإصطفاف.
هذا، وعلى الرغم من نبرة التفاؤل التي سادت اللقاء، تبقى الأسئلة الجوهرية مطروحة: هل تستطيع الأمم المتحدة تحت قيادة تيتيه كسر الجمود السياسي؟ وهل سيتمكّن المجلس الرئاسي من جمع الأطراف الليبية حول طاولة واحدة؟
ما هو واضح حتى الآن هو وجود إرادة للبحث عن حلول ليبية خالصة، لكن هذه الإرادة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى بيئة سياسية ملائمة ودعم دولي صادق يضع مصلحة ليبيا فوق الحسابات الضيقة.
في نهاية المطاف، يظل مصير ليبيا رهناً بإرادة شعبها وقدرته على تجاوز الخلافات، بمساعدة دولية مخلصة لا تفرض حلولاً بل تدعم المسار الوطني نحو الاستقرار والديمقراطية.هذا، والأسبوع الماضي، كشفت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو أن البعثة الأممية تعتزم إجراء حوار وطني بين الأطراف وممثلي الجهات الليبية الفاعلة.
من ناحية ثانية، التقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمس السبت بمقر المجلس بطرابلس “شبكة الأحزاب السياسية الليبية” لبحث تطورات الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية التي تشهدها ليبيا.
وجرى خلال اللقاء استعراض الخطوات العملية التي اتخذها المجلس الرئاسي في مختلف المسارات لحل القضية الليبية، إلى جانب عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
كما تمّ مناقشة دور الأحزاب في العملية السياسية والمساهمة في الخروج من حالة الانسداد السياسي، ودفع الجهود نحو تحقيق الاستقرار في البلاد من خلال انتخابات نزيهة وشفافة يشارك فيها جميع الليبيين.