طباعة هذه الصفحة

استعدادات على قدم وساق لاستقبال الشهر الكريم

البيوت الورقلية تحضّر للضيف العزيز

إيمان كافي

تتحضر العائلات في ورقلة لاستقبال شهر رمضان المبارك على غرار ساكنة بقية ولايات الوطن، حيث تنطلق النساء والأمهات في الاستعداد لهذا الشهر الكريم من خلال مجموعة من التدابير المنزلية التي تنطلق من أشغال تنظيف المنزل وشراء بعض الأواني الرمضانية بحسب الحاجة وتجهيز قائمة اللوازم الضرورية.
في الوقت الذي تحرص بعض الأمهات على تحضير التوابل منزليا، تضع أخريات التوابل على رأس قائمة المشتريات المعتادة خلال كل شهر رمضان، ويعد أهمها رأس الحانوت أو الفاح الذي يشترط أن يكون حاضرا وجديدا ليعبق برائحته طبق الشوربة التي تلخص نكهة رمضان في كل بيت ورقلي.
وتفضل الكثير من النساء وربات البيوت إنهاء أشغال التحضير قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان الكريم، من أجل التفرغ للقيام بالعبادات والانشغال بالذكر وقراءة القرآن الكريم وتسهيل أعمالهن اليومية في وقت الصيام.
وتهتم الكثير منهن بتفاصيل إحياء العادات والتقاليد ذات القيم الاجتماعية الراسخة في المنطقة، ولعل من أبرزها عادة “الداير”، وهي تجمعات ليلية تقام خلال سهرات رمضان، حيث تجتمع العائلات لتعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل الأحاديث، هذه العادة التي على الرغم من أنها فقدت طابع “الإلزامية” كما كان في الماضي، إلا أنها لا تزال جزءا مهما من الأجواء الرمضانية في ورقلة.
وتهتم النساء بإعداد المأكولات التقليدية التي تميز المائدة الرمضانية بأطباقنا الجزائرية المعروفة والمتداولة بكثرة خاصة في شهر رمضان، إلى جانب الحلويات التقليدية التي تحضر خصيصا لاستقبال الضيوف أو للتقديم بعد صلاة التراويح، خاصة أن شهر رمضان في ورقلة يبقى مناسبة هامة لتبادل الزيارات وتعزيز الأواصر الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد المنطقة نشاطات دينية مكثفة، حيث تنظم مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورقلة العديد من المسابقات الدينية الخاصة بشهر رمضان، مما يعكس الاهتمام الكبير بالجوانب الروحية خلال هذا الشهر الفضيل، وتسطر من جانبها مديرية الثقافة والفنون برنامجا خاصا لإحياء ليالي شهر رمضان الكريم.
وتظهر هذه الاستعدادات مدى تمسك سكان ورقلة بعاداتهم وتقاليدهم، وحرصهم على استقبال شهر رمضان بروح من الإيمان والتعاون الاجتماعي، كما يلاحظ خلال الشهر الفضيل في ورقلة ازدياد الإقبال على المساجد، حيث تقام صلاة التراويح في أجواء إيمانية مميزة، ويتنافس الشباب والكبار في ختم القرآن الكريم والتطوع لإقامة الصلاة والآذان، كما تنشط الدروس الدينية والمحاضرات التوعوية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية بين الصائمين.
ومن الناحية الاجتماعية، تسعى الجمعيات الخيرية في ورقلة إلى توزيع “قفة رمضان” وإفطار الصائم، حيث تتسابق هذه الجمعيات لتقديم الدعم والمساعدة للأسر المحتاجة، مما يعزز قيم التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
وتشهد من ناحية أخرى الأسواق المحلية إقبالا متزايدا من العائلات لشراء المستلزمات الرمضانية، بما في ذلك الأواني المنزلية والمواد الغذائية، استعدادا لتحضير وجبات الإفطار والسحور، حيث تعد هذه التحضيرات جزءا لا يتجزأ من الاستعدادات التقليدية لاستقبال الشهر الفضيل.
كما تعرف المقاهي والأسواق الشعبية حركة غير اعتيادية بعد الإفطار، حيث يخرج السكان للتسوق أو للجلوس في الأحياء الشعبية، خاصة في الأماكن التي تشتهر بتقديم المشروبات التقليدية كـ “الشاي” والحلويات التقليدية.