طباعة هذه الصفحة

محاربة أعمال الشّغب تبقى من الاهتمامات الأساسية لرجال الشّرطة

142 حادث أسفر عن جرح 600 شخص خــــــلال الموسم المــــاضي

آسيا مني

 شكّل ملف العنف في الملاعب انشغالا أساسيا لدى المديرية العامة للأمن الوطني بعد الأحداث المريعة التي شهدتها الكرة الجزائرية خاصة خلال الموسم الكروي  2013 – 2014، الذي عرف 142 حادث أسفر عن جرح 600 شخصا، 400 منهم من رجال الأمن. في بداية الوسم الحالي عرفت الظاهرة تسجيل وفاة اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي، حيث سطّرت في هذا الإطار وبإشراف من مديرها العام اللواء هامل عبد الغني عدة ملتقيات وطنية رياضية جمعت مختلف الفاعلين من أجل التجند لمحاربة الظاهرة التي باتت تمسّ بسمعة السّاحرة الجزائرية في المحافل الدولية.
 في إطار تنفيذ مخطّطها الهادف لتفعيل سياسة الشرطة الجوارية وكذا مواصلة لبرامجها التوعوية والجوارية الموجّهة نحو كافة شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم، وانطلاقا من فكرة أنّ الأمن الوطني شريك فعّال في محاربة كل أشكال العنف، بما فيها العنف داخل الملاعب، سطّرت المديرية العامة للأمن الوطني عدة برامج من أجل معالجة ظاهرة العنف في الملاعب بعد أن بات يسفك فيها الدّماء، وتحتلّ صدارة الجرائد اليومية الوطنية منها والدّولية.
وكان للمديرية تحت قيادة اللواء هامل عبد الغني وقفة عند أهمّ الأحداث المؤلمة التي عاشتها الملاعب الجزائرية خلال المواسم الكروية الأخيرة، حيث عمدت على تحليل الظّاهرة رفقة معظم الفاعلين في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ومحاولة إيجاد مختلف الثّغرات المسجّلة على مستوى هذه الأخيرة من أجل تعزيز آليات مكافحة الظّاهرة.
وقد أبدت القيادة العامة للأمن الوطني في هذا السياق، استعدادها للاسهام في التكفل بالجانب التّكويني والتّدريبي لأعوان الملاعب وإدارات الملاعب الرياضية الوطنية، من خلال عزمها على تخصيص الإطارات البشرية للقطاع ومرافقتهم في الأندية من أجل الاقلاع عن كل الشّوائب التي أثّرت سلبا لاسيما تلك المرتبطة ببعض أعمال العنف.
كما عمدت على حثّ مختلف مصالحها المحلية والمركزية وجميع الفاعلين من أجل تبنّي سياسات وقائية فعّالة خاصة بعد تسجيلها خلال نفس الموسم تضرّر 151 مركبة، منها 93 تابعة لمصالح الأمن، فيما أوقفت المصالح الأمنية 314 شخص منهم 47 قاصرا تمّ تقديم 54 منهم أمام العدالة حسب الحصيلة الأخيرة للمديرية العامة للأمن الوطني.
وفي إطار مواصلتها لبرامجها التّوعوية والجوارية الموجّهة نحو كافة شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم، سطّرت المديرية العامة للأمن الوطني برامج ثريّة تحسيسية حول ظاهرة العنف في الملاعب من أجل التّحسيس بخطورة الأمر في أوساط الشّباب.
ورغم أنّ مهمّة تأمين الملاعب من أعمال الشّغب، تبقى من الاهتمامات الأساسية لرجال الشّرطة، هذه الأخيرة التي أبدت احترافية كبيرة في التعامل مع هذه الظاهرة ومع كافة أعمال الشّغب بالحكمة، حرصا منها على سلامة المناصرين، حيث بذل رجال الأمن في هذا الشق قصارى جهدهم من أجل تأمين المباريات وضمان سلامة الجماهير، وهذا في إطار حفظ النظام بالملاعب انطلاقا من الأمن الوطني شريك فعّال في محاربة العنف المختلفة، إلاّ أنّ هذه المسؤولية أصبحت أيضا ملقاة على عاتق الأندية وإدارات الملاعب الرياضية التي بات يتعيّن عليها تفعيل دورها وتدريب أفرادها لتولّي هذه المهمّة، وهو ما قد يسمح لا محالة حسب أهل الاختصاص إلى جعل ملاعبنا أكثر أمناً، نظرا لنجاح هذه التجارب في العديد من دول العالم.
وبات واضحا أنّ العنف في الملاعب ليس قضية طرف معين أو مسؤولية جهة محدّدة، حيث يستوجب تظافر جهود الجميع من أصحاب الكرة المستديرة وكذا  مواطنين ورجال إعلام، ولا يمكن مواصلة الاعتقاد بأن العلاج الوافي للظاهرة الخطيرة بيد عناصر الشرطة لوحدها، والتي تبذل دوما مجهودات معتبرة لتأمين الملاعب الجزائرية وباستخدام أساليب ووسائل متعددة، بل حان الوقت من أجل إيجاد حلول جذرية بإشراك الجميع من أجل إنقاذ اللّعبة الأكثر شعبية في العالم.